إضطرت الإجراءات التي صادفت المنتخب الوطني في مطار مدينة “مالڤاليت” الصغير، والذي يبعد عن مقرّ إقامة المنتخب في “موندازور” ب 17 كلم، إلى تضييع رحلته التي كانت مقرّرة صبيحة أمس على الساعة التاسعة إلى “بولوكوان”، حيث تأخرت الطائرة التي كانت مقرّر أن تقلّ بعثة “الخضر“ بما يقارب النصف ساعة، وهو ما طرح الكثير من التساؤلات وسط المنتخب ودفع بمسؤولي “الفاف” إلى البحث عن سبب ما جرى ل “الخضر” في مطار “مالڤاليت” الصغير. المسيّرون تفاجأوا بالإجراءات في المطار وحين وصول حافلة المنتخب الوطني الجزائري إلى مطار “مالڤاليت” كان الجميع يتوقع الإسراع في دفع الحقائب والأمتعة والتوجّه بعد لحظات فقط إلى الطائرة للإقلاع نحو مطار “بولكوان”، لكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن، حيث تفاجأ القائمون على المنتخب الوطني، بعد وصولهم، بضرورة تقديم تسريح مسبق إلى مسؤولي المطار حتى يعلموا المطار الكبير ب “جوهانسبورغ” بالأمر، وهو الإجراء الذي لم يفهمه مسؤولو “الفاف”، بل ولم يكن أحد يعرف بهذا الإجراء حسب ما وقفنا عليه. مطار جوهانسبورغ لم يُقدّم الموافقة لإقلاع الطائرة ورغم الإجراء الذي طُلب من البعثة الجزائرية، إلا أنه لم يُمثل عائقا لها، بل سارعت إلى تقديمه وانتظار تسريح الطائرة لكي تقلع من مطار “مالڤاليت”، إلا أن الوضع لم يتغيّر وبقي المنتخب في المطار، والسبب حسب ما علمته “الهدّاف” من محيط المنتخب هو أن مطار “مالڤاليت” يجب أن يتلقى أولا الطلب من البعثة الجزائرية ويرسله إلى مطار جوهانسبورغ، وينتظر بعدها الضوء الأخضر حتى تقلع الطائرة، وهذا الأمر أقلق كثيرا مساعدي الرئيس محمد روراوة في “الفاف”. التشكيلة بقيت نحو نصف ساعة وأمام الإجراءات التي وضعت أمام النخبة الوطنية، إضطر اللاعبون إلى البقاء نصف ساعة كاملة في مطار “مالڤاليت” ينتظرون “رحمة“ المطار الرئيسي بالعاصمة الجنوب إفريقية، لكن ومع تدخل أطراف عليا سُمح للاعبين والبعثة بامتطاء الطائرة والبقاء فيها إلى أن يأخذ الإذن من جوهانسبورغ، وبمجرّد أن تصلهم الموافقة سيطلبون من قائد الطائرة الإقلاع، وهذا ما جعل الأمور تأخذ نصف ساعة قبل أن يُسمح لطائرة “الخضر“ بمغادرة “مالڤاليت” والتوجّه إلى “بولوكوان”. الراحة ضاعت وانقلبت إلى قلق وكان من المقرّر أن تصل البعثة الوطنية إلى مطار “بولوكوان”، ومن ثمة إلى فندق “بروتيا لاند مارك”، لتأخذ قسطا من الراحة نتيجة تعب السفر، وبعدها تنتقل إلى الملعب الرئيسي لإجراء حصة تدريبية في نفس توقيت مباراة اليوم، لكن الراحة التي كانت ينتظرها اللاعبون سرعان ما انقلبت إلى قلق وهذا ما بدا على وجوه عدد من اللاعبين. سعدان إحتار للإجراءات وبدا قلقا وإذا كان اللاعبون ظهر عليهم القلق حينما كنا في المطار نتيجة تأخر السفرية، وتفكيرهم في الراحة التي ضيّعوها، فإن المدرب الوطني لم تقلقه الراحة، وإنما ما أقلقه هي الإجراءات التي صادفها المنتخب في رحلته، والتي ضيّعت عليه خوض الحصة التدريبية في توقيتها المحدّد، حيث كان محتارا في أمره ويُناقش طريقة تسيير برنامجه مع مساعده بنوع من القلق في مطار “مالڤاليت”. الحصة التدريبية أجّلت إلى الخامسة مساء وأمام التأخر الذي عرفته رحلة المنتخب الوطني، ومع إجراءات السفر التي كانت فيها البعثة الوطنية في مطار “مالڤاليت”، فإن التأخر أثر في حسابات المدرب رابح سعدان وطاقمه الفني، لاسيما في الحصة التدريبية، والتي نقلت بصفة آلية من الساعة منتصف النهار و45 دقيقة إلى الساعة الخامسة على ملعب “بولوكوان بيتر موكابا”. سلوفينيا تدرّبت في توقيتها المحدّد ويعود سبب تأخير الحصة التدريبية لأكثر من أربع ساعات إلى كون حصة المنتخب السلوفيني كانت مبرمجة في الساعة الثالثة إلاّ ربع وكان يجب على المنتخب أن يغادر الملعب قبل وصول سلوفينيا بنصف ساعة، لكن مع التأخر الذي كان في المطار، فضّل القائمون على المنتخب تقديم الحصة إلى الخامسة مساء وهذا لكي يأخذ اللاعبون راحتهم ويكون التركيز كاملا من الجميع على المباراة. تدريبات “الخضر” تحت الأضواء الكاشفة وعلى إعتبار أن المنتخب انطلق في التدريبات في الساعة الخامسة مساء، وغروب الشمس يكون بعدها بقرابة نصف ساعة أو ما يُقارب، فإن مسؤولي ملعب “بولوكوان بيتر موكابا“ أشعلوا الأضواء الكاشفة للملعب، وهي أول حصة يجري فيها المنتخب حصة تدريبية من هذا النوع هنا في جنوب إفريقيا. جميع اللاعبين حضروا التمارين الشيء الإيجابي في الحصة التدريبية الأخيرة التي سبقت مباراة اليوم، هي أن كلّ العناصر الوطنية سجلت حضورها في الحصة ولم يتخلف أيّ لاعب، على غرار رفيق جبور الذي راجت بخصوصه إشاعات تقول إنه مصاب وسيغيب عن مباراة سلوفينيا، وحتى عنتر يحيى تدرب هو الآخر بشكل عاد مع زملائه. الصحافة تابعت 15 دقيقة من الحصة فضّل القائمون على المنتخب الوطني منح الصحافة ورجال الإعلام فترة ربع ساعة فقط لأجل متابعة الحصة التدريبية الأخيرة ل “الخضر”، وكان ذلك مع بداية الحصة، قبل أن يغادر الصحفيون الملعب وتغلق الأبواب، وينطلق المدرب رابح سعدان في توضيح الخطة التكتيكية التي سيدخل بها مباراة اليوم.