لطالما دافعنا كإعلاميين عن رأس الحربة عبد القادر غزال خلال الفترة العصيبة التي يمر بها ولطالما وصفنا صيامه عن التهديف في كل مرة بكبوة تعترض أي جواد.. ولطالما حمّلنا المسؤولية للمدرب الوطني وقلنا إنّ خطته العرجاء هي السبب الرئيسي في صيامه عن التهديف. لكن ما قام به غزال أمس خلال المباراة التي جمعت منتخبنا الوطني أمام منتخب سلوفينيا جعلنا نعجز عن إيجاد الوصفة المناسبة التي يمكننا من خلالها أن ندافع بها عنه، لأن مهاجم “سيينا” وبكل بساطة بعث بالمنتخب إلى الجحيم بطرده المجاني الذي لا مبرر له سوى أنه دخل المباراة وهو فاقد لتركيزه عوض أن يكون دخوله هذا من أجل إعطاء الإضافة المرجوة منه بعد خروج جبور. كل شيء على ما يرام قبل دخوله وكانت كل الأمور تسير على ما يرام بالنسبة لمنتخبنا الوطني قبل دخول غزال، إذ صحيح أننا لم نهدد مرمى المنافس سوى نادرا إلا أن أشبالنا تحكموا في زمام الأمور وحرموا المنافس من الوصول إلى مرمى شاوشي بل وشددوا عليه الخناق وحرموه من الكرة، وهو ما جعلنا نتيقن بأن النتيجة وفي أسوأ الحالات ستؤول إلى التعادل الذي يخدمنا ويُبقي على حظوظنا في المرور إلى الدور الثاني إلى آخر جولة، إيماننا بذلك زاد لدى دخول غزال لأننا إعتقدنا أن عزيمته القوية في التألق والرد على منتقديه ستدعم حظوظنا في الوصول إلى مرمى المنافس ولم لا تحقيق الفوز، لكنه أخلط الأوراق وبعثرها كلية بعد طرده المجاني الذي لم نجدّد له مبررا سوى أن غزال لم يكن مركزا إطلاقا في المباراة. يُطرد بعد ربع ساعة فقط من دخوله أمر غير معقول ولعل ما يؤكد أن غزال لم يكن مركزا هو طرده بعد ربع ساعة فقط من دخوله، ثم أن طرده كان بطريقة ساذجة للغاية فمباشرة بعد دخوله ارتكب خطأ على أحد اللاعبين كلفه الإنذار الأول ثم بعد ذلك بدقائق إرتكب خطأ فادحا عندما إرتمى على الكرة بيده عوض أن يتركها تخرج أرضية الميدان ما دام قد ضيّع فرصة الإنقضاض عليها برأسه ليمنحه الحكم الإنذار الثاني ثم البطاقة الحمراء، ليترك غزال المنتخب بعدها بعشرة لاعبين. تواجده وصايفي كان سيمنحنا فرص التهديف طرد غزال بعثر أوراق سعدان كلية لأن هذا الأخير كان يتأهب لإقحام صايفي إلى جانبه في الهجوم في مكان مطمور الغائب تماما عن المباراة، لكن تصرّف غزال جعل أوراق سعدان تختلط واضطر بعدها إلى الدفع ب صايفي وحيدا دون أن يجدي ذلك نفعا بما أن صايفي ظل في عزلة منذ دخوله وكان من الصعب أن تصله الكرات بتعداد بعشرة لاعبين. مباشرة بعد طرده سلوفينيا تُسجّل غزال وضع المنتخب في ورطة بخروجه لأن المنافس الذي عجز عن تهديد مرمانا من قبل توصل إلى فك الشفرة وبسهولة أيضا مباشرة بعد طرده بدقيقة أو دقيقتين، حيث تمكن قائد منتخب سلوفينيا روبرت كورين على إثر تصويبة من تسجيل هدف الفوز، وهو ما عجز عنه المنافس عندما كان منتخبنا يلعب ب 11 لاعبا. لاسلاح ندافع به عنه ولا نجد الآن من سلاح ندافع به عن غزال مثلما كنا ندافع عنه من قبل لأنه ورّط نفسه من جديد، ففضلا عن تواصل صيامه عن التهديف في المباراة رقم 12، ها هو يتسبب في خسارة لم نكن نستحقها بالنظر إلى مجريات المباراة التي لم يكن فيها منتخبنا سيّئا، ولا غرابة إن أخذت قضيته أبعادا أخرى لأن مهمتنا بعد تصرفه وخسارتنا صارت أصعب بكثير إن لم نقل مستحيلة. غزال: “متأسف كثيرا على لقطة الطرد” رفض المهاجم غزال الرد على أسئلة الصحفيين عقب نهاية المباراة، لكنه لم يمانع في تقديم تصريح مقتضب مع صحفي قناة “ كنال +” بشأن طرده من المباراة، حيث قال: “ما يمكنني قوله إنّنا كنا قادرين على الفوز بالمباراة، لكن الحظ خاننا وأنا متأسف على لقطة الطرد التي جعلتنا نكمل اللقاء بعشرة لاعبين”. ----------- سعدان لم يُحضّر غزّال نفسيا صحيح أن الإنتقادات التي وجّهت ل غزّال منطقية ومشروعة في الظاهر، بما أن ما ارتكبه لا يغتفر على الإطلاق ولا يمكن أن يمر مرور الكرام على الجزائريين، لكن الجانب الذي لا يمكن إغفاله هو الدور الذي نسيه سعدان، حيث كان من الضروري -حسب الخبراء- أن يهيئ غزّال نفسيا ليكون على كرسي الإحتياط، الأمر الذي لم يفعله “الشيخ” وكان الثمن دخول غزّال وهو يريد البرهنة على أحقيته في الظفر بمكانة أساسية وكان الثمن واضحا، هو تهور لاعب سيينا وحصوله على بطاقتين صفراوين مجانيتين وكان مصيره الطرد بالرغم من أنه كان قادرا على تجنب ذلك. كان من الأجدر أن يقوم بذلك قبل اللقاء وحسب المتتبعين دائما، فقد كان من الضروري على سعدان أن يتحدث مع غزّال قبل اللقاء، خاصة أن إبعاده من التشكيلة الأساسية كان قبل أيام قليلة عن المونديال، لأن هذا الأمر كان سيجعل غزّال يلعب دون عقدة، ولا يكون تصرفه مثل الذي قام به في المباراة أمام سلوفينيا. كان يريد البرهنة على أنه يستحق مكانة أساسية وكان غزّال يريد أن يبرهن على أحقيته في الظفر بمكانة أساسية، لأن ما قام به كان يحمل في طياته العديد من الدلالات، أبرزها عدم استساغته قرار سعدان بالاستغناء عنه قبل ساعات من مواجهة سلوفينيا التي كان يريد المشاركة فيها. لم يُسجل بالرأس، لم يُسجل بالرجل، حاول أن يُسجل باليد غريب أمر المهاجم عبد القادر غزّال، الذي أصبح لغزا محيرا حقا، حيث ابتكر طريقة جديدة للتسجيل لكنها للأسف الشديد ممنوعة في كرة القدم، وهي الاعتماد على لمس الكرة باليد على شاكلة لاعبي كرة اليد، والتي كلّفته شر طردة من الميدان بعد دقائق من دخوله، ما جعل البعض يعلق قائلا: “غزّال عجز عن التسجيل برجله والتي أصبحت معجزة قد تتحقق في أحد الأيام بالإضافة إلى عجزه عن التسجيل برأسه التي تبقى مرتبطة بتحرر غزّال برجله، ما دفعه إلى التفكير في التسجيل باليد لعل وعسى“. أول لاعب يُطرد في تاريخ مشاركة الجزائر في المونديال وحقق غزال أمس سبقا في تاريخ كرة القدم الجزائرية ودخل التاريخ، فبالإضافة إلى صيامه عن التهديف لأشهر عديدة حقق أمس ما عجزت عنه الأجيال السابقة وهو الحصول على بطاقة حمراء في المونديال، كأن لاعب سيينا النازل إلى القسم الثاني دخل من أجل أن يخرج، حيث لم يسبق لأي لاعب جزائري أن طُرد في المونديال، ما عدا زين الدين زيدان الذي طُرد في نهائي كأس العالم لكنه جزائري الأصل، كما أن الهزيمة التي تلقاها “الخضر” أمام سلوفينيا هي الأولى في تاريخ مشاركة الجزائر في المونديال لأن في الخرجتين أمام ألمانيا سنة 82 وأمام إيرلندا سنة 86 كانتا موفقتين. سيدة أرسلت sms لإبنها: “واش من ربح يجينا من السمّ تاع غزال” “واش من ربح يجينا من السمّ تاع غزّال” هي رسالة قصيرة أرسلتها إحدى السيدات إلى ابنها الذي يملك متجرا لبيع الألعاب في شارع “لالير” المؤدي إلى “روتشار” بالجزائر العاصمة، حيث قرأها علينا وهو يضحك بصوت عال، وقال لنا إنها الطريقة التي لجأت إليها والدته ذات 50 سنة وتقطن بالأبيار لتخرج غلّها وسخطها من غزّال، الذي أصبح لا يُطاق على الإطلاق من كافّة طبقات المجتمع، وأضحى الجميع يعتبر وجوده في الفريق الوطني من عدمه أمران سيّان بما أن اللاعب “زيادة” في تشكيلة سعدان.