في حين تنقل أعضاء البعثة الجزائرية صبيحة أمس إلى إحدى حدائق التماسيح، للترفيه عن أنفسهم والابتعاد عن الضغط الشديد الذي فرض عليهم عقب الخسارة المفاجئة التي تكبدوها أمام منتخب سلوفينيا... فضل الناخب الوطني رابح سعدان أن يبقى في الفندق ليعاين بعض أشرطة “الفيديو” الخاصة بمباريات المنتخب الإنجليزي باعتباره المنافس القادم ل”الخضر”، قبل أن يفعل ذلك مع أشباله بغية إعداد الخطة التي تمكنه من تحقيق نتيجة إيجابية أمام هذا المنافس المرشح لبلوغ أدوار متقدمة في المونديال. سعدان أعجب بمستوى المنتخب الانجليزي وحسب مصادر مقربة من سعدان فإنه انبهر بالمستوى الكبير للمنتخب الانجليزي وتناسق خطوطه الثلاثة، فضلا عن ثراء تشكيلته والحلول التي يملكها مدربه كابيلو في كل المناصب، أمر لم يفاجئ ناخبنا لأنه كان متأكدا من قبل أن إنجلترا يعتبر من أقوى المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم، وأكبر المرشحين للذهاب بعيدا في هذه المنافسة. أدرك أنّ المهمة خطيرة وأدرك ناخبنا إثر معاينة أشرطة “الفيديو” صبيحة أمس، أن بتحقيق المفاجأة التي تحدث عنها أشباله عقب خسارتهم أمام سلوفينيا ستكون شبه مستحيلة، وأن الفرق شاسع بين منتخب يضم لاعبين ينشطون في أندية انجليزية كبيرة، وبين الذين ينشطون في بطولات أوروبية مع أندية عادية، كما يكون سعدان قد تأكد أن مهمة المنتخب الوطني أمام زملاء “لامبارد” بعد غد الجمعة ستكون انتحارية. سيعاين مع لاعبيه كل الأشرطة اليوم ومع ذلك فإن المسؤول الأول على العارضة الفنية للمنتخب سيقوم بمهامه على أكمل وجه، وسيواصل عملية المعاينة اليوم رفقة لاعبيه، في حصة للمعاينة التي ستقام قبيل الحصة التدريبية المسائية، حصة سيحاول من خلالها أن يشرح للاعبيه كل ما دونه في كناشه صبيحة أمس، سواء بخصوص ما يتعلق بنقاط ضعف الإنجليز القليلة والقليلة جدا، ونقاط قوته الكثيرة والكثيرة للغاية، على أن يضبط فيما بعد خطته التكتيكية المثلى التي قد تسمح له بالوقوف الندّ للند ضدّ هذا المنافس القوي. تقارير الملاحظين تحت تصرفه ولن يعاين سعدان الأشرطة التي بحوزته عن أهم مباريات المنتخب الإنجليزي، كما سيوظف التقارير المفصلة التي سلمها له أحد الملاحظين الذين أوكلت لهم مهمة معاينة المنتخب الانجليزي في مبارياته الودية سابقا، على غرار مواجهتيه أمام المنتخب المصري والياباني. القلب، الإرادة، الروح القتالية أسلحة أفضل من المعاينة ورغم أننا لا نجد حرجا فيما يفعل سعدان بعد أن عاين المنتخب الانجليزي بمفرده ومع لاعبيه اليوم، بما أن الاحترافية تتطلب ذلك، إلا أننا نرى أن هذه العملية لن يكون لها فائدة كبيرة يوم الجمعة المقبل، فقد سبق للاعبينا أن عاينوا المنتخب السلوفيني بدقة، لكنهم تكبدوا خسارة غير متوقعة بسبب أخطاء تافهة، كما أن المنتخب الإنجليزي لا يعد نكرة حتى تتم معاينته ولاعبوه معروفون عالميا بحكم أنهم ينشطون في بطولة إنجليزية التي تعتبر من أبرز البطولات الأوروبية والأكثر استقطابا للمشاهدين، كما أن المباراة أمامه ستكون نهائية قبل الأوان للاعبينا المطالبين بالتحلي بأسلحة أخرى إذا أرادوا إحداث المفاجأة التي وعدوا بها، وتتمثل في التحلي بالروح العالية للمجموعة، التي ظلوا (لاعبونا) يصفونها أحد أسرار قوتهم، إضافة إلى التمتع بالروح القتالية لأنهم سيواجهون منتخبا قويا جدا لا يتوقف عن الركض والمثابرة طيلة تسعين دقيقة، فضلا على ضرورة التحلي بالإرادة والقلب لصنع الفارق، ولا يظن المتتبعون أن المعاينة ستكون ناجحة إذا غابت هذه الأسلحة عن لاعبينا هذا الجمعة. ----------------------------------------------- اللاعبون يلجأون إلى بلحاج، يبدة، ڤديورة وبوڤرة لمعرفة كل شيء عن إنجلترا رغم إدراكهم أنّ الخسارة الباهتة أمام المنتخب السلوفيني يوم الأحد المنقضي قلّصت كثيرا حظوظهم في تخطي الدور الأول، إلاّ أن أبناء سعدان لازالوا يحتفظون بالأمل وهم واثقون من إحداث المفاجأة بعد غد الجمعة أمام الإنجليز، لذلك لم يتحدثوا منذ الخسارة أمام سلوفينيا سوى عن كيفية الإطاحة برفاق روني وقد لجأوا إلى بلحاج، ويبدة (لاعبا بورتسموث) وڤديورة (لاعب وولفرهامبتون) حتى يعرفون كل صغيرة وكبيرة تتعلق بطريقة لعب المنافس المقبل بما أن هذا الثلاثي ينشط في البطولة الإنجليزية، كما لجأوا إلى لاعب آخر يلعب في بطولة تشبه طريقة لعبها الكرة الإنجليزية ونعني به صخرة دفاع ڤلاسڤو رانجرز الإسكتلندي مجيد بوڤرة المرشح بقوة لكي ينشط الموسم القادم في البطولة الإنجليزية. الرباعي يسدي لرفاقه النصائح معرفة بلحاج، يبدة، ڤديورة وبوڤرة الكرة البريطانية عموما، جعلت الرباعي لا يتوانى في إسداء رفاقه النصائح اللازمة حول نقاط قوة وضعف المنتخب الإنجليزي، حتى يتسنى لهم التعامل مع أبناء كابيلو، لاسيما أن هذا الأخير يعتمد في هذا “المونديال”على لاعبين ينشطون جميعهم في “البريمييرليغ”، والنقطة الإيجابية الأخرى التي تعدّ في صالح منتخبنا أن لاعبينا متعودون على مشاهدة البطولة الإنجليزية التي تعتبر من أقوى البطولات الأوروبية والأكثر متابعة إلى جانب البطولتين الإسبانية والإيطالية، ولذلك لديهم نظرة مسبقة عن الإنجليز عكس السلوفان. سعدان سيلجأ إليه أيضا لدى عملية المعاينة وشرع الناخب الوطني أمس في معاينة أشرطة “فيديو” لمباريات المنتخب الإنجليزي، على غرار ما فعله قبيل اللقاء الأول أمام المنتخب السلوفيني، ومن المؤكد أنه سيلجأ إلى يبدة، بلحاج وڤديورة وحتى إلى بوڤرة كي يسدونه بالنصائح من خلال ما يعرفونه عن لاعبي المدرب كابيلو. مع العلم أن كمال يخلف عاين المنتخب الإنجليزي في مباراة من مبارياته الودية وحصل سعدان على تقارير ستساعده في إعداد الخطة المثلى لتحقيق المفاجأة التي وعد اللاعبون بها هذا الجمعة. بلحاج ويبدة سيساعدان المدافعين على الحدّ من خطورة كراوتش ويعرف الظهير الأيسر نذير بلحاج ووسط الميدان حسان يبدة، رأس حربة الإنجليز “بيتر كراوتش” جيدا بحكم أنه لعب إلى جانبهما الموسم الماضي في “بورتسموث” قبل أن يتنقّل إلى “توتنهام”، ومن المؤكّد أنّهما سيجتمعان برفاقهما بوڤرة، حليش وعنتر يحيى لإسدائهم بالنصائح اللازمة التي تحدّ من فعالية هذا المهاجم الخطير الذي قد يلجأ إليه كابيلو في الشكيلة المثلى هذه المرّة. الثنائي يخيف الإنجليز كثيرا وإذا كان أشبال سعدان قد وجّهوا أنظارهم إلى رفاقهم الذين ينشطون في البطولة الإنجليزية من أجل الحصول على نقاط قوة وضعف أبناء كابيلو، فإن أنظار الإنجليز تتجه أيضا إلى الثنائي يبدة - بلحاج الذي وبالرغم من أنّه ينشط في نادي “بورتسموث” النازل إلى القسم الثاني إلاّ أنّه يثير الخوف ولعلّ ما يؤكدّ ذلك، هو أنه منذ أن أوقعت عملية القرعة المنتخبين الجزائري والإنجليزي في مجموعة واحدة والصحافة البريطانية تتطرّق إلى كل صغيرة وكبيرة تتعلّق بالثنائي الذي صار محل اهتمامها. بوڤرة اللاعب الذي يحلمون به في بطولتهم ورغم أنّ بوڤرة ينشط في البطولة الإسكتلندية إلا أنه يخيف الإنجليز كذلك بالنظر إلى الإمكانات الدفاعية الكبيرة التي يمتلكها وجعلته قطعة أساسية في ناديه ومحط أطماع العديد من الأندية الإنجليزية التي ترغب في استقدامه وعلى رأسها النادي العملاق “ليفربول“. حتى الإنجليز يعرفون كل شيء عن الرباعي ولن يكون لاعبونا لوحدهم من تصرفوا بذكاء عندما لجأوا إلى يبدة، بلحاج، ڤديورة وبوڤرة للحصول على كل المعلومات عن طريقة لعب لاعبي انجلترا، لأن المنافس هو الآخر سيوظف ما يعرفه عن الثلاثي الأول ومعه بوڤرة بحكم ما يعرفه “كراوتش” وزملاؤه عن طريقة لعب كل لاعب من لاعبينا الذي وضعوا تحت مجهر الإنجليز منذ قرعة “المونديال”، ولا غرابة أيضا إن أسدى “كراوتش“ رفاقه مثلا بنصائح حول نقاط قوة وضعف بلحاج من على جهته اليسرى، وحول نقاط وضعف يبدة في خط الوسط الدفاعي بما أنه لعب إلى جانبهما الموسم الماضي، ولا غرابة أيضا إن زوّد اللاعبون الآخرون رفاقهم بنصائح وتعليمات حول نقاط قوة وضعف ڤديورة الناشط في “ولفرهامبتون” وحتى بوڤرة الناشط في “ڤلاسڤو رانجرز“ الإسكلتندي، لأنهم هم أيضا مهتمون بنقاط هذه المباراة.