إذا كانت السعادة غمرت مدربنا الوطني عقب نهاية المباراة بتعادل ثمين يبعث حظوظه في بلوغ الدور الثاني، فإن ملامح الحزن كانت بادية على مدرب المنتخب الإنجليزي “فابيو كابيلو”... الذي استهل حديثه في الندوة الصحفية التي عقدها بعد سعدان قائلا: “اعتقد أننا لعبنا بطريقة جيدة، لكننا افتقدنا إلى فرص التهديف، وافتقدنا أيضا إلى التركيز في التمريرات، والتركيز في القذف، إذ أن كل ركلاتنا كانت سيّئة ولم تصب المرمى، وهو ما جعلنا في نهاية المطاف نكتفي بتعادل مخيّب للآمال، لكن حظوظنا في بلوغ الدور الثاني تبقى دوما قائمة بما أن الفوز في لقاء سلوفينيا سيسمح لنا باقتطاع التأشيرة”. “الجزائر صعّبت مهمّتنا بخطتها” وعن تقييمه للوجه الذي ظهر به المنتخب الجزائر في هذه المباراة، تحدّث “كابيلو“ قائلا: “اعتقد أن الجزائر صعّبت بخطتها مهمتنا كثيرا، حيث اكتفت باللعب بمهاجم وحيد فقط، وتراكم لاعبوها بأكبر عدد ممكن في الدفاع وخط الوسط، وكان من الصعب في تلك الوضعية أن نجد المساحات اللازمة للتهديف والوصول إلى مرماها، ومهما يكن فقد قدّموا مباراة جيدة”. “النتيجة ربما جيّدة ل الجزائر” وفي سياق حديثه عن الجزائر، أضاف مدرب المنتخب الإنجليزي قائلا:”اعتقد أن الجزائر لعبت بطريقة جيّدة، وخطتها كانت محكمة، صحيح أن لاعبيها لم يخلقوا فرصا كثيرة للتهديف، إلا أنهم كانوا جيّدين، ونجحوا في اختطاف نقطة ربما تكون جيدة لهم. لكن بالنسبة لنا فهي سلبية على طول الخط”. “روني لم يظهر بوجهه المعتاد” وسُئل بعدها “كابيلو“ إن كان راضيا على الأداء الذي قدّمه رأس الحربة “روني“ في هذه المباراة، فرفض أن يقيّمه لوحده، وألح أن يكون التقييم جماعيا، لكنه ومع ذلك استطرد قائلا: “روني لم يلعب بطريقته المعتادة، وهو أمر يحدث لأي لاعب في أيّ مباراة كانت. لا أدري ما الذي حدث بالضبط، لكنها أمور تحصل في كرة القدم”. “لم أجد الروح التي أعرفها عن لاعبي” وتساءل بعدها “كابيلو“ عن غياب الروح القتالية التي تعوّد لاعبوه اللعب بها في السباق، وأكد: “لم أجدها بتاتا في هذه المباراة، هذه هي التشكيلة التي لعبنا بها الإقصائيات وظهرت بوجه رائع للغاية، هذه هي التشكيلة التي حققّت نتائج باهرة يومها، لكني اليوم لم أعرفها بتاتا، ولم أشعر بتلك الروح العالية والقتالية التي كانت تحدوها سابقا”. وفي السياق ذاته أضاف “كابيلو“ قائلا: “اعتقد أن ضغط المونديال فعل فعلته بأشبالي، لأني لم أر أولئك اللاعبين الذي أعرفهم في التدريبات والتمارين، هناك يطبّقون كل ما أخضعهم له بحذافيره، يتجاوبون مع كل الخطط بإيجاب، لكني في لقاء اليوم شعرت في بعض الأحيان أن الفريق الذي كان فوق الميدان، ليس نفسه من أشرفت عليه في التدريبات”. ليستطرد قائلا: “كنت أطلب منهم دوما أن يطبقوا ما يتعلمونه في التدريبات، لكنهم لم يفعلوا شيئا من هذا القبيل، وهؤلاء الذين لعبوا اليوم ليسوا من أعرفهم”. “لا مشاكل بين اللاعبين... ومشكلهم الوحيد أنهم لا يطبّقون التعليمات” وسُئل بعدها “كابيلو“ عن ما إذا كانت الإنشقاقات داخل مجموعته أثرت سلبا على نتائجه حتى الآن، فنفى ذلك قائلا: “ثقوا أن لا مشاكل بين اللاعبين، فالمعسكر التحضيري الأخير جرى في ظروف جيّدة، والتحضيرات هنا تجري في ظروف جيّدة أيضا، هذه التشكيلة هي نفسها من تأهلت إلى هنا، واعتقد أنّ المشكل الوحيد الذي نعاني منه هو أن لاعبينا لا يطبّقون التعليمات”. “من السابق أن أتحدّث عن استقالتي” ورفض المدرب “كابيلو“ في النهاية أن يجيب على سؤال أحد الصحفيين الإنجليز، والذي سأله حول ما إذا كان سيقدّم استقالته لو أنّ المنتخب الإنجليزي يعجز عن ضمان التأهل إلى الدور الثاني، فردّ عليه بنبرة الغاضب قائلا: “من السابق لأوانه أن نتحدّث عن هذا الموضوع، أنتم تستبقون الأحداث كثيرا، ما زالت هناك مباراة سلوفينيا التي أريد أن أرى فيها اللاعبين الذين أعرفهم، والفوز فيها سيكفينا لأجل المرور إلى الدور القادم”.