نشرت جريدة “لوس أنجلس تايمز” الأمريكية يوم أمس تقريرا تقييميا لكرة القدم في القارة السمراء بعد طي كل المنتخبات الإفريقية لمشاركتها المونديالية... إذ خرج 5 من أصل 6 ممثلين لسمر البشرة في أول مونديال يقام على أراضيهم من الدور الأول، بينما غادر ممثلهم الغاني في الدور ربع النهائي أمام الأوروغواي في لقاء دراماتيكي أثبت -حسب الصحيفة- نقائص أخرى لدى الأفارقة. وحسب الصحيفة الأمريكية، فإن كرة القدم في إفريقيا رياضة الفرديات فقط، مستدلة بالمنتخب الجزائري الذي لم يستطع حتى التسجيل ولو لمرة واحدة لغياب الجماعية وسيطرة الأنانية، بينما سار على هذا النهج المنتخبين النيجيري والكامروني اللذين لم يستطيعا الفوز بلقاء واحد على الأقل. التقنيون في قفص الاتهام، وحتى غانا عندها سلبيات ألمحت “لوس أنجلس تايمز” في تقريرها المنتقد للمنتخبات الإفريقية إلى أن الخلل الأكبر موجود لدى المسؤولين الإداريين والفنيين، فهم السبب - حسبها - في سيطرة النزعة الفردية على أداء نجوم كبار كان بإمكانهم الذهاب بعيدا، فمنتخب يضم دروڤبا وآخر يحوز على إيتو ضمن صفوفه لا يقدر على تخطي الدور الأول؟ “هذا عيب كبير” -حسب الصحيفة الأمريكية- أو الجزائريين الذين تفوقوا فرديا وأبهروا بفنياتهم، وفي الأخير انهزموا مرتين وخرجوا من الدور الأول، ولم تسلم حتى غانا من الانتقادات الأمريكية، فتضييع أسامواه جيان لركلة الجزاء –حسبها- كانت بطريقة غاية في الغباء، ولو كانت الركلة في قدم لاعب آخر لكانت في الشباك ولبلغت غانا الدور نصف النهائي. حلم قارة اغتالته الأنانية، الفردية والإدارة غير السوية خلصت جريدة “لوس أنجلس تايمز” في نهاية تقريرها إلى حقيقة تضييع أبناء القارة السمراء لمشاركة تاريخية في نهائيات كأس العالم، فالمستوى المسّجل في الدورة لم يكن استثنائيا حتى يُرجعوا أسباب الإخفاق إلى أمر كذلك، كما أن الكفاءات موجودة لدى السداسي الحامل للواء الأفارقة، وبإمكانهم “على الورق“ الوقوف في وجه أي منتخب، أمور تجعل من كأس العالم 2010 ذكرى سيئة للأفارقة رغم أن الحدث تاريخي بإجراء المونديال في قارتهم، فهم آثروا الأنانية في اللعب ولم ترق إدارتهم الفنية إلى المستوى المطلوب، فالذي يتعب في العمل يجد في الأخير حصيلة ما قدمه، بينما من يواصل على الدرب نفسه ولا يعي ماذا يفعل سيخسر كل شيء.