بعد انقطعت أخباره في الأيام القليلة الفارطة، ارتأينا أن نبحث عن الحارس الدولي الوناس ڤاواوي، لإجراء معه هذا الحوار الذي وافق أن يجريه معنا دون تردد وبصدر رحب، وقد تطرق ڤاواوي خلال هذا الحوار إلى عدة نقاط خاصة بالمنتخب الوطني، ومصيره معه، إضافة إلى مستقبله في البطولة، تابعوا... في البداية، انقطعت أخبارك في الوقت الحالي، كيف هي الأحوال؟ عموما، الأمور تسير على أحسن ما يرام، أنا في عطلة في الوقت الحالي، وأحاول أن أقضي بعض الأمور الإدارية الشخصية، أحاول أن أغتنم هذا الوقت قبل العودة إلى أجواء المنافسة، لأنه بعد العودة، لن يكون لدي أي وقت فراغ. كيف تقيّم مشوار المنتخب الوطني في منافسة كأس العالم؟ بصراحة، أظن أن مشوار المنتخب الوطني في منافسة كأس العالم كان إيجابيا بنسبة كبيرة، مشاركة جميع اللاعبين جعلتهم يكسبون خبرة في المستوى العالمي، فبغض النظر عن النتائج التي كانت سلبية في مجملها لأنه كان بإمكاننا تحقيق الأفضل، لكن بشكل عام فقد لعبنا مباريات جميلة ولم نخيّب ظن أنصارنا الذين كانوا يعلقون علينا آمالا كبيرة، وبعد 24 سنة من الغياب، أظن أننا كنا في المستوى المطلوب. لكن المشكل الوحيد كان يكمن في غياب الأهداف، ما رأيك؟ أكيد، في مثل هذه المباريات، كان من الضروري تحقيق بعض النتائج الإيجابية، وهذا لن يأتي إلا بتسجيل الأهداف، لسوء الحظ أننا كنا نعاني من نقص الفعالية أمام المرمى، لم نكن لنسجل أبدا بنقص الفعالية التي كنا نعاني منها. ألا ترى بأن هزيمتكم أمام منتخب سلوفينيا أثرت في مشواركم نوعا ما؟ في مباراة سلوفينيا لعبنا بطريقة جيدة، لكن كانت تنقصنا الأهداف، كما أننا تلقينا هدفا وحيدا في وقت كان من الصعب العودة فيه في النتيجة، لو حققنا التعادل على الأقل، لكان مشوارنا في هذا المونديال أفضل بكثير، عموما هذه تدخل ضمن الخبرة والتجربة، لاعبونا اكتسبوا خبرة كافية في الوقت الحالي، في انتظار المزيد من المنافسات التي ستساعدهم على كسب تجربة أكبر في الميدان. ماذا عنك أنت شخصيًا، لم تشارك في أية مواجهة، كيف كان شعورك؟ من المؤسف جدا ألا أشارك في أية مباراة، لا أخفي أني أصبت بخيبة أمل كبيرة خاصة أنها كانت منافسة كأس العالم التي يريد أي لاعب المشاركة فيها، وأنا شخصيا منذ بداية التصفيات وأنا آمل في المشاركة في هذه الدورة، ثم أنها ربما ستكون الأخيرة بالنسبة إلى هذا الجيل لأن الجزائر ليست معتادة على التأهل في كل طبعة للمونديال، لكن ما بوسعي أن أقول، منافسة كأس العالم أصبحت من الماضي بالنسبة إليّ، والتفكير في هذه اللحظات لن يجديني نفعا. لكن الأمر غير المفهوم، هو أنك لم تكن تشارك حتى في المباريات الودية التحضيرية للمونديال، ما تعليقك؟ نعم، ربما يكون المدرب سعدان يريد الاعتماد على العناصر التي كان يراها مناسبة في التشكيلة الأساسية، لكن عدم المشاركة في مباراتين وديتين تهدفان إلى معاينة جميع اللاعبين، بصراحة لم أتمكّن من فهم ذلك، لكن بشكل عام القرار يبقى قرار المسؤول الأول عن العارضة الفنية الوطنية، وليس بإمكاني أن أتدخّل في شؤونه. كنت تريد الحصول على فرصة واحدة على الأقل، أليس كذلك؟ أكيد، أنا حارس في المنتخب الوطني، أحب أن أحصل على العديد من الفرص، أحب أن ألعب، وأشارك في كأس العالم، هذا أمر طبيعي بالنسبة لأي لاعب، لكن للأسف، الحظ لم يكن حليفي، ووجدت نفسي الحارس الثالث في المنتخب. يبدو أنك متأثر خاصة أنك لعبت كل مباريات التصفيات، أليس كذلك؟ فعلا أنا متأثر قليلا من هذا الجانب، لا يمكنني أن أخفي ذلك، خاصة أني كما قلت في السابق لعبت كل التصفيات، وساهمت بدرجة كبيرة في تحقيق تأهلنا إلى منافسة كأس العالم ما عدا المباراة الأخيرة التي تلقيت فيها عقوبة وكان زميلي شاوشي في مكاني، وفي الأخير أجد نفسي في المرتبة الثالثة، هذا أمر مؤثر للغاية، لكن الأمر ليس بيدي، فأنا لاعب ومهمتي تقتصر على الدفاع عن الألوان الوطنية فوق الميدان ليس إلا، وليس من عادتي أن أسعى إلى فرض نفسي أو الاحتجاج على الطاقم الفني سواء في المنتخب أو في الأندية حتى أفعل ذلك الآن، سأبقى أحترم قرارات المدرب مهما كانت. منذ المباراة الفاصلة الأخيرة أمام مصر لم تشارك في أية مباراة... نعم، وهذا كوني تعرضت إلى إصابة على مستوى الزائدة الدودية قبل منافسة كأس إفريقيا للأمم، فكنت مضطرا لمغادرة الفريق الوطني، نحو فرنسا لإجراء العلاج، لكن بعد ذلك استعدت عافيتي وعدت إلى أجواء المنافسة، لكن للأسف لم أشارك في أية مباراة رسمية كانت أو ودية، ولو أني أملك الإمكانات التي تسمح لي بالمشاركة. على ذكر إصابتك في الزائدة الدودية، كانت هناك إشاعات ترمي بأنك لم تتعرض إلى الزائدة الدودية، وإنما إلى ضربة بشوكة الأكل، من طرف لموشية، ما تعليقك بخصوص هذه القضية؟ (يضحك) بصراحة لا أعلم من أين جاءت مثل هذه المعلومات الخاطئة التي ترمي إلى ضرب استقرار المجموعة بالدرجة الأولى، هذه المعلومة لا أساس لها من الصحة، لقد تعرضت إلى إصابة في الزائدة الدودية، وكان من الضروري أن أسافر إلى فرنسا للعلاج، لأنه لم يكن بإمكاني أن أغامر بحياتي وأخضع إلى العلاج في أنغولا . لكن البعض يرى بأن الزائدة الدودية لا تسمح لصاحبها بالبقاء مطولا بها، ولن يكون لديك الوقت لقطع ثماني ساعات في السماء للخضوع إلى العلاج، ما هو ردك؟ فعلا، لكن في ذلك الوقت الإصابة لم تظهر بشكل علني وإنما كانت هناك إشارات توحي بأني سأتعرض إلى إصابة في الزائدة الدودية في أية لحظة، لذلك قررت المغادرة، وجاء معي الطبيب الدكتور حنيفي في الطائرة تحسبا لأي طارئ، أما مسألة الشوكة وما حصل حسب من روّج هذه الإشاعات بين زياني والعيفاوي فكله خلط. لموشية “حطو عليه الباطل” ولم يضربني بأي شيء. كما أني في فرنسا عندما فتحت عيناي في غرفة الإنعاش وجدت أمامي صحفيين فرنسيين من “لوباريسيان” لا يمكن أن يكذبا ويغلطا الرأي العام هما أيضا. أكيد أنك كنت تعاني من التهميش في المنتخب، أليس كذلك؟ فعلا، في الآونة الأخيرة شعرت بنوع من التهميش في المنتخب الوطني، في هذا المونديال شعرت بخيبة أمل كبيرة، ثم إن الأمر مختلف بين أن تكون الحارس رقم واحد والحارس الثالث، هناك إحساس مختلف بين الوضعيتين، كان من الصعب تقبل الأمر، لكن يجب القيام بذلك حتى نبقى نشكل مجموعة موحدة، ونحافظ على استقرار الفريق. لنعد إلى موضوع آخر الآن، هل بدأت تفكر في مستقبلك ووجهتك المقبلة تحسبا لهذا الموسم الجديد؟ في الوقت الحالي أنا في عطلة، أريد أن أستريح قليلا، مثلما سبق وقلت، وبعد ذلك سأرى ما يمكنني فعله، لا أريد أن أتسرّع في اتخاذ القرار النهائي فيما يخص الوجهة المقبلة، لدي كل الوقت، خاصة بعد أن تم تمديد الأجل الأخير في دفع الإجازات والقيام بعملية الاستقدامات. لكن لديك اتصالات؟ لقد كانت لدي اتصالات في أول الأمر مع مولودية سعيدة، تفاوضنا لكن للأسف لم نتفق على بعض الأمور، ومؤخرا تلقيت اتصالا من طرف مولودية وهران التي عبّرت لي عن أملها في الاستفادة من خدماتي، خاصة بعد أن نجحت الإدارة في عقد الجمعية العامة، عموما أنا لن أقفل الباب في وجه أي فريق، وأتفاوض مع أي ناد يريدني. ماذا عن جميعة الشلف؟ لا، لقد انتهى الأمر مع جمعية الشلف، عقدي معها انتهى مع نهاية الموسم، كما أن الإدارة استقدمت الحارس غالم، لذلك ليس بإمكاني أن أعرض خدماتي وأحاول أن أفرض نفسي عليهم. هل لديك اتصالات من الخارج، من الخليج مثلا مثلما فعل بلحاج؟ لقد سبق أن قلت أني لا أريد التسرّع في اتخاذ القرار النهائي، لهذا السبب، لدي بعض العروض الأجنبية التي لا أريد أن أتحدث عنها في الوقت الحالي، لكن ليس في الخليج طالما أنه في البطولات الخليجية يمنع على الأندية استقدام حراس مرمى، لكن هناك اتصالات من بطولات أجنبية عندما يحين الوقت المناسب سأتحدث عنها. هل ترى أنك لا تزال تحافظ على نفس المستوى الذي كنت تملكه من قبل؟ في الواقع، منذ أن تعرضت الى تلك الإصابة على مستوى الزائدة الدودية، ثم التمزق العضلي قبل نهاية الوسم، فقدت نوعا ما لياقتي البدنية، لكن في التربص الأخير الذي أجريناه مع المنتخب الوطني والذي دام مدة 46 يوما، يمكن القول أني استرجعت كامل لياقتي البدنية، وتحسنت كثيرا مقارنة بوقت سابق، أعرف أني قادر على تقديم الإضافة إلى الكرة الجزائرية. هدفك يبقى البقاء في المنتخب الوطني، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال، أي لاعب جزائري يأمل في اللعب دائما في المنتخب الوطني، من جهتي أرى أني أملك المستوى الذي يسمح لي بالحفاظ على مكانتي في المنتخب الوطني، وسأعمل جاهدا حتى أبقى فيه إلا أن أرى بنفسي أني لست قادرا على تلك المهمة. هناك من يقول أن الطاقم الفني الوطني يريد تصفية المنتخب من اللاعبين القدامى مثلك، وصايفي ومنصوري... ما رأيك؟ لا يمكنني أن آخذ بعين الاعتبار الكلام الذي يدور في الشارع، إلى حد الآن ليس هناك أي شيء رسمي، وطالما أني لم أتلق أي شيء من طرف هيئة رسمية، سأضع دائما في ذهني أني سأبقى ألعب في المنتخب الوطني. والقرار الأخير يعود إلى الطاقم الفني والإداري. لعبت في عدة أندية منذ بداية مشوارك الكروي، كيف يمكنك أن تقيّم مشوارك مع كل ناد؟ في الواقع لا أريد أن أقوم بالمقارنة بين الأندية التي لعبت فيها خشية أن أظلم فريقا أو آخر، لكن يمكنني القول أني في شبيبة القبائل، اكتسبت خبرة واسعة في كرة القدم، وصنعت اسما سمح لي بالبقاء لمدة طويلة في المنتخب الوطني، لا يمكنني أن أنكر ذلك. أما الفريق الثاني الذي يعجبني كثيرًا، أقول وداد تلمسان، في هذا الفريق عرفت أناسا طيبين، لم يكن لدي أي مشكل معهم سواء لاعبين أو مسيّرين أو حتى الأنصار، لو لم تسقط تلمسان لما غادرتها، كما أني أنوي أن أستقر في تلمسان لأني وجدت راحتي في هذا الفريق. ماذا عن عنابةوالشلف؟ بصراحة لم يكن لدي أي مشكل مع أي فريق، في كل النوادي التي لعبت لها أخرج تاركا مكاني نظيفا حتى في عنابة كنت مرتاحا وكانت علاقتي طيبة مع الجميع واكتسبت خبرة إضافية، وتجربة في منافسة كأس العرب حين لعبنا أمام نادٍ من سوريا، المشكل الوحيد الذي وجدته هناك هو أن الإدارة غيّرت نوعا ما بنود العقد الممضي، لأني وجدته مكتوبا بالسيّالة وليس مطبوعا مثلما كان عليه، وأصبح في بنود العقد أن الشطر الثاني أستلمه بعد تحقيق الهدف في نهاية الموسم، حتى الشلف أناسها طيبون، ولم أتلق أي مشكل والحمد لله . هل أنت مع بقاء سعدان على رأس العارضة الفنية أم ضد؟ بصراحة، بصفتي كحارس مرمى في المنتخب، ليس لدي الحق أن أكون مع فكرة بقاء المدرب سعدان على رأس العارضة الفنية الوطنية أو ضده، هناك مسؤولون لديهم مهام عليهم القيام بها، لكن بالنسبة إلي فإذا كان رئيس الاتحادية السيد روراوة قد اتخذ قرار الحفاظ على الطاقم الفني والمدرب سعدان، فأظن أنه فكر في استقرار الفريق بالدرجة الأولى، لا يخفى على الجميع أن المنتخب تنتظره مباراة ودية بعد شهر من الآن، وبعد ذلك سنلعب أول مواجهة رسمية في إطار تصفيات كأس إفريقيا، لذلك لن يكون هناك الوقت الكافي للبحث عن المدرب الأنسب، ثم التأقلم مع طريقة عمله، لأن استقرار المجموعة من بين أسباب نجاحها. لكن أعتقد أنه من الأفضل تدعيم العارضة الفنية بمساعدين للمدرب سعدان. إذن ترى بأن الطاقم الفني الحالي يجب أن يدعم بأعضاء كثر... لم أقل ذلك نظرا لعدم كفاءة المدرب سعدان، على العكس، لا يجب أن ننكر أنه هو من أهّل المنتخب إلى المونديال، لكن بالمقابل فأرى أن تعدد أعضاء الطاقم الفني يجعل هناك عدة آراء من الفنيين، وبالتشاور يتوصل الجميع إلى اتخاذ القرار المناسب، فثلاثة مدربين في المنتخب أفضل من اثنين، وأربعة أفضل من ثلاثة وهكذا. زميلك بلحاج انضم رسميا إلى نادي السد القطري، ألا تظن بأنه أخطأ التقدير بانضمامه إلى بطولة ستجعله يفقد كامل إمكاناته الفنية والبدنية؟ أولا أهنئه على انضمامه إلى السد القطري، وأقول له “مبروك عليك”، أما بخصوص فقدان مستواه أو لياقته البدنية، فأظن أن الجميع مخطئ في ذلك، أعرف جيدا اللاعب بلحاج، وأعلم أنه لاعب يتدرب بكل جدية، ولا يغش أبدًا في الحصص التدريبية، إنه نشيط دائما، وله ميزة جيدة، هي أن وزنه لا يرتفع أبدا، لا يمكنني أن أتدخل في هذا القرار لأنه قرار شخصي، لكن أعتقد أنه قبل أن ينضم إلى السد القطري، يكون قد فكر في الأمر ألف مرة.