يتواصل مسلسل العلاقات الجزائرية المصرية في فصل جديد من المسرحية التي باتت أشهر من نار على علم. فبعد انعقاد الجمعية العامة لاتحاد شمال إفريقيا والتي تم اتخاذ فيها بعض القرارات على الهامش أبرزها رفع العقوبة على الأندية المصرية التي غابت عن كأس شمال إفريقيا الأخيرة وأيضا رفع العقوبة المسلطة على المصري إبراهيم حسن والتي كانت مدتها خمس سنوات لكنها انتهت بعد عام ونصف... ها هو القضاء المصري يصدر قرارا بعد أقل من 24 ساعة من كل ما ذكرناه آنفا، يقضي بعودة الرئيس المخلوع سمير زاهر إلى منصبه رئيسا للاتحاد المصري لكرة القدم، وهو القرار الذي يثير الكثير من التساؤلات، حول جدوى هذا القرار الذي لم يتم اتخاذه قبل رفع العقوبة عن الأندية المصرية وعن اللاعب الدولي السابق إبراهيم حسن، والغريب في الأمر أن زاهر سيمكنه حتى الترشح لعهدة أخرى. المجلس القومي لن يطعن في القرار وما حدث زوبعة في فنجان والأغرب من كل هذا أن مواقع مصرية متخصصة أفادت أن المجلس القومي للرياضة برئاسة حسن صقر لن يطعن في القرار الذي أصدره القضاء المدني، ومن هذا المنطلق نجد أن اتحاد الكرة المصري سيعود إلى سالف عهده وكأن شيئا لم يحدث، فكل الذي حدث في الآونة الأخيرة من إبعاد لزاهر وملاحقته أمام القضاء كان بمثابة زوبعة في فنجان، المراد منها أغراض أخرى لا غير، وحتما الكرة المصرية هي المستفيد الأكبر. هل هي خطة لبعث مسار المصالحة أم ماذا؟ وبما أن مسار المصالحة انطلق من أعلى هيئة في البلدين، فإنه كان من الضروري السير على خطى الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وحسني مبارك، ومباركة مبادرتهما ولم يكن لأي طرف كان أن يرفض لهما طلب، لذا تم بين عشية وضحاها إذابة الجليد بين البلدين، وتم طي صفحة الخلاف، وبما أن المعارض رقم واحد للمصالحة بين البلدين زاهر كان قد تم إبعاده في وقت سابق فإنه لم يكن ليعارض شيئا بما أن أبو ريدة هو الذي كان على رأس الكرة المصرية. فهل كانت خطة إبعاد زاهر مدروسة في هذا الوقت حتى يحصل المصريون على ما أرادوا ويخرجون فائزين في كل الأحوال. المصالحة حدثت وزاهر لم يعتذر وعاد إلى منصبه رغم أنفنا حدثت المصالحة وتم رفع العقوبة على إبراهيم حسن الذي كان أول من بدأ شرارة الخلاف بين البلدين، ولم يعتذر للجزائريين على ما بعد منه، والأكثر من كل هذا أن زاهر عاد إلى منصبه معززا مكرّما دون أن يعتذر للجزائر ولا لروراوة على ما حدث في القاهرة، ومثلما يقول المثل المصري الشهير “خرج مثل الشعرة من العجين”. أبو ريدة أذاب الجليد في الفترة الانتقالية وكانت الفترة التي غاب فيها زاهر عن رئاسة الاتحاد المصري بمثابة فترة انتقالية، تولى فيها هاني أبو ريدة زمام الأمور، وبحكم علاقته الجيدة مع رئيس الاتحادية الجزائرية محمد روراوة فإنه ساهم بشكل فعّال في إذابة الجليد بين البلدين، ومن ثمّ وصل إلى مبتغاه القاضي بإعادة العلاقات بين البلدين إلى سالف عهدها، والآن سيعود كل شيء في الاتحاد إلى المصري إلى ما كان عليه، فلا فضائح مالية لزاهر وحاشيته مثلما كنا نسمع في الماضي القريب، ولا مخالفة للقوانين التي كانت السبب الرئيسي في إبعاده. عاد وهنّأ زاهر على عودته إلى الكرسي أغرب ما في الموضوع هو أن خصم الأمس، وهو هاني أبو ريدة الذي قالت عنه الصحافة المصرية في الماضي القريب إنه العدو رقم واحد لزاهر، وأنه كان على خلاف دائم معه، إلى درجة أن الرجلين تبادلا تصريحات نارية، ازدادت حدتها بعد إبعاد زاهر. ولكن حسب ما أوردته الصحافة المصرية عشية أمس، فإن أبو ريدة كان أول المهنئين لزاهر على عودته إلى رئاسة الاتحاد، فما السبب الذي يذيب جليد العلاقة بينهما بهذه السرعة إن لم يكن كل شيء مدروس بإحكام. وفي حال ما إذا تأكدت المسرحية المصرية التي كان بطلها عضو “الفيفا“ هاني أبو ريدة، فلا يمكن اعتبارها إلا محاولة لجعل رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة الخاسر رقم واحد من هذه اللعبة المبرمجة بإحكام، والتي أوقعته في الفخ. إذ تنازل عن حق الاعتذار، ورفع العقوبة الصادرة في حق الأندية المصرية، وأكثر من كل هذا أنه رفع العقوبة عن اللاعب الدولي السابق إبراهيم حسن الذي فشلت كل المساعي السابقة لرفع العقوبة عنه.