تعود شبيبة بجاية ظهيرة اليوم إلى ملعب مصطفى تشاكر لمواجهة إتحاد البليدة من جديد لحساب الدور السادس عشر من كأس الجمهورية، وهو اللقاء الذي سيدخله دغيش وزملاؤه بنية تكرار الانجاز الذي حققوه الأسبوع الماضي في البطولة حين فازوا بثنائية نظيفة.. وانتزاع تأشيرة التأهل إلى الدور القادم الذي يسمح لهم بالحفاظ على وتيرة النتائج الرائعة التي حققوها منذ مطلع السنة الجديدة، ومواصلة مسيرتهم في منافسة الكأس التي يريدون الذهاب فيها بعيدا على أمل التتويج بها مرّة أخرى. ويدرك البجاويون جيدا صعوبة المهمة التي تنتظرهم أمام اتحاد البليدة بالنظر إلى طبيعة المنافسة وإجراء اللقاء خارج القواعد، ولهذا وضعوا لقاء البطولة والفوز المسجّل فيه جانبا وحضروا أنفسهم بشكل جيد لموعد اليوم، الذي قرّروا خوضه بأكثر جدية وبالكيفية التي تضمن لهم تخطي عقبة المنافس والمرور إلى الدور القادم. معنويات الشبيبة في السحاب ورغم أن المباراة تجري خارج القواعد وأمام فريق سيوظف كل أوراقه لانتزاع تأشيرة التأهل، إلا أن حظوظ لاعبي الشبيبة في تحقيق ما يصبون إليه وهو مواصلة مسيرتها في الكأس تبقى قائمة بنسبة كبيرة، لأنهم يوجدون في وضعية نفسية مريحة وأحسن بكثير من تلك التي يتواجد فيها المنافس الذي يعاني من الناحية المعنوية نتيجة عجزه على إحراز الفوز فوق ميدانه الذي سجل فيه عدة تعثرات في لقاءات البطولة، آخرها كانت في مباراة السبت الماضي التي جمعت الفريقين والتي عاد فيها البجاويون بثنائية نظيفة . كما أن الفريق البجاوي متعوّد على التألق في ملعب مصطفى تشاكر الذي سجل فيه عدة انجازات سواء في البطولة أو الكأس، ولم يتعثر فيه سوى ثلاث مرّات آخرها تعود إلى موسم السقوط (2003/2004) الذي خسر فيه أمام البليدة (5/1). الكأس تستهوي اللاعبين ومن خلال حديثنا معهم بشأن المباراة، لمسنا أن لاعبي الشبيبة يولون أهمية بالغة إلى كأس الجمهورية التي تستهويهم ويريدون التألق فيها مثلما يفعلون في البطولة التي يلعبون فيها الأدوار الأولى، ولم لا التتويج بها وإهداء بجاية لقبا ثانيا بعد الكأس التي نالتها قبل موسمين والتي ساهم فيها العديد من العناصر على غرار بلخضر، دغيش، مسالي، مڤاتلي، بلخير، بوقماشة، صاولة وبوكساسة. مناد يُحذّر ويصرّ على نسيان إنجاز البطولة ويبقى المدرب مناد حذرا من مباراة اليوم والفريق البليدي بالنظر إلى طبيعة المنافسة التي تختلف لقاءاتها عن مباريات البطولة مثلما صرّح به من قبل، ولهذا ظل طيلة هذا الأسبوع يركز عمله على الجانب النفسي وهذا بتجنيد اللاعبين الذين طالبهم بضرورة وضع الفوز الذي عادوا به السبت الماضي من البليدة جانبا وأخذ الأمور بأكثر جدية، واحترام المنافس الذي قال بشأنه إنه سيدخل بوجه مغاير لذلك الذي أبانه في لقاء البطولة، وهي الرسالة التي فهمتها عناصر الشبيبة التي أكدت أنها تدرك جيدا صعوبة المباراة وستلعبها بحذر شديد لتفادي أي مفاجأة، ومن ثم تحقيق الهدف الذي تنقلت من أجله إلى البليدة وهو العودة بتأشيرة المرور إلى الدور ثمن النهائي. التأهل يعني فكّ عقدة البليدة وسيسمح التأهل للفريق البجاوي في حال تحقيقه بفكّ العقدة التي لازمته في منافسة الكأس أمام نظيره البليدي الذي أقصاه في ثلاث مناسبات، وكانت الأولى موسم 96/97 الذي عادت فيه التأشيرة للاتحاد رغم أن التأهل فوق الميدان كان لصالح الشبيبة بعد فوزها بركلات الترجيح، وجاء ذلك بعدما أثمرت الاحترازات التي رفعتها الإدارة البليدية ضد اللاعب ديلمى الذي شارك في المواجهة ذاتها وهو في وضعية غير قانونية كونه لم يستنفد العقوبة الآلية التي كانت مسلطة عليه عندما كان يلعب في فريقه السابق شبيبة سكيكدة، وهو الأمر الذي كلف كذلك البجاويين خسارة مباراة البطولة أمام وفاق سطيف. في حين كان الإخفاق الثاني موسم 2006/2007 في مباراة الدور السادس عشر التي جرت في ملعب البويرة والتي فاز فيها الاتحاد بنتيجة (1/0) من تسجيل بن سعيد، وهو الأمر الذي تسبّب في إقالة المدرب رشيد شرادي. أما الإقصاء الثالث والأخير فيعود إلى الموسم الفارط الذي حرمت فيه تشكيلة الشبيبة من الدفاع على لقبها بعدما خسرت بنتيجة (2/1) في لقاء الدور الثاني والثلاثين الذي جمعهم أمام البليدة في ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو. المباراة ثأرية للفريقين وتحمل مباراة اليوم بين إ. البليدة وش. بجاية طابعا ثأريا وهو ما يزيد شدّة التنافس بين التشكيليتين فوق الميدان، فالفريق البليدي لا يزال يعيش على وقع الهزيمة التي مني بها السبت الماضي فوق ميدانه في البطولة، وسيسعى جاهدا إلى إستغلال عاملي الملعب والجمهور لانتزاع تأشيرة التأهل التي تسمح له بتدارك هذا والثأر من المنافس لأن أي إخفاق جديد سيعقّد أموره أكثر. ومن جهتها، لم تنس الشبيبة إخفاقاتها السابقة أمام البليدة، خاصة إقصاء الموسم الماضي الذي كان مبكرا (الدور 32) وخروجها من الدفاع عن اللقب الذي أحرزته موسم 2007/2008 بعد فوزها في النهائي أمام وداد تلمسان. البجاويون سيستعيدون ذكريات التتويج بالكأس ستكون المواجهة فرصة للبجاويين لاستعادة اللحظات السعيدة والذكريات الجميلة التي عاشوها قبل موسمين (16 جوان 2008) في ملعب مصطفي تشاكر بمناسبة تتويجهم بالكأس بعد فوزهم في النهائي الذي جمعتهم أمام وداد تلمسان بركلات الترجيح التي احتكما إليها الفريقان بعدما انتهى اللقاء في وقتيه القانوني والإضافي بالتعادل الايجابي(1/1). هذا الأمر من شأنه أن يشكل دعما معنويا لرفاق القائد بوقماشة ويحفّزهم على أداء مباراة في المستوى وتحقيق الهدف الذي تنقلوا من أجله وهو العودة بنتيجة إيجابية يواصلون بها تألقهم في منافستي البطولة والكأس. وقبل النهائي كانت الشبيبة لعبت في الملعب ذاته مواجهة الدور ثمن النهائي أمام مولودية سعيدة وتأهلت بركلات الترجيح بعدما انتهت ال 120 دقيقة بالتعادل الايجابي(1/1)، ما يعني أن ملعب البليدة “مربوح“ على الشبيبة البجاوية حتى في منافسة الكأس. الغيابات الهاجس الوحيد ويبقى الهاجس الوحيد بالنسبة للبجاويين في مباراة اليوم هو الغيابات العديدة التي سيعرفها الفريق الذي سيلعب بتشكيلة منقوصة من خدمات أربعة لاعبين أساسين بداعي الإصابة والعقوبة، ويتعلق الأمر بكل من مسالي، مقاتلي، زرداب و“نجونغ“، والذين سيتركون فراغا كبيرا في التشكيلة بالنظر إلى وزنهم،رغم أن المدرب مناد أكد على وجود بدائل قادرة على تعويضهم وأداء دورها كما ينبغي فوق أرضية الميدان،رغم مشكل نقص المنافسة الذي تعاني منه العناصر التي سيعتمد عليها في لقاء البليدة. هاشم ومهية مرشّحان إلى اللعب مكان مڤاتلي و مسالي اتضحت الرؤية بشكل كبير بشأن اللاعبين اللذين سيأخذان مكان مڤاتلي ومسالي في الخط الخلفي وسيكونان - دون شك- هاشم ومهية اللذان سجلا دخولها احتياطيين في لقاء السبت الماضي أمام اتحاد البليدة. وسيكون المستقدم الجديد في فترة الانتقالات الشتوية هاشم على موعد مع خوض أول مباراة أساسيا، وقد أكد جاهزيته من كافة الجوانب للعب والقيام بدوره كما ينبغي في حال إعتماد المدرب عليه، معربا عن أمله في أن يكون في المستوى المطلوب. بوقماشة أو بلطرش مكان زرداب أما فيما يخضّ اللاعب الذي سيعوّض زرداب على مستوى وسط الميدان، فإن الأمور غير واضحة لأن المدرب مناد يملك عدة خيارات وسيقحم اللاعب الذي يراه يناسب خياراته، وهو الأمر الذي يكون قد فصل فيه بعد نهاية الحصة التدريبية التي أجرتها التشكيلة أمس بالجزائر العاصمة. وهناك احتمالان يمكن أن يلجأ إليهما مناد وهما إقحام بوقماشة كلاعب وسط ميدان دفاعي وتحويل حملاوي إلى وسط ميدان هجومي أو إشراك بلطرش لأخذ مكان زرداب مباشرة. وكان بلطرش تألق في مباراة السبت الماضي رغم أنه لم يلعب سوى 20 دقيقة، إذ كان دخوله موفقا وساهم في الفوز الذي حققه فريقه، على إعتبار أنه كان وراء الهدف الثاني الذي وقعه “نجونغ“ في (د81) والذي جاء بعد توزيعة دقيقة قام بها على الجهة اليسرى. بولعينصر أو الهادي عادل مكان “نجونغ“ وعلى غرار خليفة زرداب، يبقى الغموض يكتنف هوية اللاعب الذي سيأخذ مكان “نجونغ“ وتشكيل ثنائي الهجوم إلى جانب بولمدايس، والذي قد يكون بولعينصر أو الهادي عادل، ولو أن الأول يوجد في رواق جيد ليكون ضمن التشكيلة الأساسية التي سيعتمد عليها الطاقم الفني للشبيبة، لأن الهادي عادل غير جاهز كما ينبغي لأنه غاب عن المنافسة في اللقاءات الثلاثة الأخيرة بسبب العملية الجراحية التي أجراها قبل ثلاثة أسابيع على مستوى الفخذ. وتبقى إمكانية إقحام “كاريكا” احتياطيا واردة بنسبة كبيرة. وكان بولعينصر لعب أساسيا في مبارتي مولودية باتنة واتحاد العاصمة وسجّل هدفين في اللقاء الأول ساهم بهما في الفوز الذي حققه فريقه بثلاثية نظيفة. ميباراكو يعود إلى التعداد استدعى الطاقم الفني المدافع زيدان ميباراكو لمباراة اليوم ليسجّل بذلك عودته إلى التعداد الذي غاب عنه في اللقاءين الأخيرين أمام اتحاد العاصمة واتحاد البلدية بسبب مشاركته مع تشكيلة الأواسط. وقد ضمّ التعداد الذي وجّه له مناد الدعوة المهاجم أوراس بسبب الغيابات العديدة التي عرفها الفريق بسبب الإصابة والعقوبة. مناد :”ندرك ما ينتظرنا وسندافع عن حظوظنا بقوّة” يتوقع المدرب مناد أن تكون المباراة صعبة للغاية بالنظر إلى طبيعة المنافسة وتقارب مستوى منشطيها اللذين ينتميان إلى نفس القسم. وأضاف أن حظوظ فريقه في العودة بتأشيرة التأهل تبقى قائمة وسيدافع عنها بكل قوة فوق الميدان رغم الغيابات العديدة التي سيعرفها على مستوى الخطوط الثلاثة، حتى يتسنى له تخطي عقبة المنافس. وخلص محدثنا إلى التأكيد على أن لاعبيه واعون بالمسؤولية التي تنتظرهم ولا تفكر سوى في كيفية فرض منطقها والعودة بتأشيرة التأهل من البليدة التي تسمح لها بمواصلة مسيرتها في الكأس، وهو ما لمسه - على حدّ قوله- عند حديثه معهم حول موعد اليوم. ------- بولعينصر: “التأهل خيارنا الوحيد ولن نُفرّط فيه” كيف هي أحوال فريقك؟ على أحسن ما يرام، فالمعنويات مرتفعة بشكل كبير بعد النتائج الرائعة التي حققناها في البطولة، وتركيزنا في الوقت الراهن منصبّ على مباراة البليدة ورغبتنا القوية في انتزاع تأشيرة التأهل مواصلة المسيرة في منافسة الكأس التي نريد الذهاب فيها بعيدا. هل أنت جاهزون لهذه المواجهة؟ أكيد جاهزون لأننا حضرنا لها بشكل جيد طيلة هذا الأسبوع رغم أن ذلك تم بشكل عاد وبنفس الكيفية التي حضّرنا بها المباراة الأخيرة التي لعبناها أمام الفريق نفسه في البطولة رغم طابعها الخاص، باعتبار أنها تدخل في إطار منافسة الكأس التي لديها خصوصياتها. كيف ترى المباراة؟ تبدو صعبة للغاية منذ الوهلة الأولى لأنها تجمع بين فريقين يعرفان بعضهنا البعض ويريدان الذهاب بعيدا في هذه المنافسة، وهذا يجعل كل واحد منهما يرمي بكل ثقلة لفرض منطقه فوق أرضية الميدان وتحقيق هدفه. يفهم من كلامك أنكم مصرّون على إعادة انجاز البطولة والعودة بتاشيرة التأهل من البليدة؟ هذا ما نسعى إليه جميعا لأن المباراة مهمة بالنسبة لنا ولن نفرّط في التأهل الذي يفتح لنا الشهية ويجعلنا نطمح أكثر في مواصلة المسيرة في هذه المنافسة، وسنقدّم كل ما لدينا لتجسيد هذا المبتغى ميدانيا. أكيد أن المدرب مناد تحدث معكم حول هذا اللقاء، فماذا قال لكم؟ طلب منا نسيان لقاء البطولة الذي أجريناه نهاية الأسبوع الماضي أمام البليدة والفوز المسجّل فيه وخوض مباراة الكأس بأكثر جدية وإرادة، لأنه كما قال اللقاءات لا تتشابه والمنافس سيدخل بوجه مغاير وسيرمي بكل ثقله للفوز علينا والتأهل إلى الدور القادم، ونحن واعون بما ينتظرنا وسنعمل بنصائح وتعليمات المدرب حتى نتمكن من اقتطاع تأشيرة المرور إلى الدور القادم. ما هي الطريقة المثلى التي تراها مناسبة لتحقيق هذا المبتغى؟ يجب علينا أن نكون مركزين بشكل جيد طيلة فترات اللقاء ومتحدين فوق الميدان، لأن طابعه يتطلب ذلك خصوصا أننا سنلعب خارج قواعدنا، كما سنكون مطالبين بالدفاع عن حظوظنا إلى غاية الدقيقة الأخيرة، وإن شاء الله سيكون التأهل حليفنا ونسعد أنصارنا لأننا ندرك جيدا أنهم يعلقون علينا آمالا كبيرة. حسب المعطيات الأولية فإنك ستلعب أساسيا مكان “نجونغ“، فهل أنت جاهز؟ جاهز لأنني حضرت نفسي كما ينبغي على غرار بقية زملائي، وإذا ما لعبت أساسيا سأكون في الموعد ولن أدخر أي جهد لأداء دوري كما ينبغي فوق الميدان.
