يعتبر من بين اللاعبين القلائل الأحسن فوق ميدان ملعب 5 جويلية في لقاء أول أمس أمام الغابون، رياض بودبوز وسط الميدان الشاب والمحترف في نادي سوشو الفرنسي، يرى أن غياب العديد من العناصر التي تعتبر أعمدة المنتخب ساهم بشكل كبير في هذه الهزيمة غير المنتظرة وتأسف لبعض الأمور التي فضّل الاحتفاظ بها لنفسه، معتبرًا الهزيمة بمثابة دافع للفريق لكي يحقق الانطلاقة الحقيقية أمام المنتخب التانزاني في أول لقاءات تصفيات “الكان” 2012. في البداية كيف عشت أول تجربة لك مع الفريق الوطني هنا في الجزائر؟ الأمور جرت بشكل جيد، وجدت الأمور رائعة في العاصمة طيلة فترة تواجدي بضعة أيام عندما زرت الجزائر لأول مرة، هذه المرة من أجل تشريف المنتخب، وأنا راضٍ عن هذه الفترة التي قضيتها رفقة الخضر ورفقة أصدقائي في المنتخب، في أول تجربة لي على أرض أجدادي، أردت أن تكون البداية بفوز لكن للأسف هذا لم يحدث. اللعب في 5 جويلية كان من بين أحلامك التي تحققت، أليس كذلك؟ بلى، لقد كان وقع ذلك في قلبي، أنا سعيد لخوضي هذا اللقاء مع المنتخب الجزائري أمام جماهير الملعب الأولمبي، صحيح إنه حلم تحقق. نعود إلى مباراة الغابون، ما تعليقك على الهزيمة المسجلة ليلة الأربعاء؟ للأسف انهزمنا، كنا نأمل بالعودة إلى المنافسة من خلال فوز أمام أنصارنا، لسوء حظنا الأمور لم تسر حسب ما كنا نأمل، عملنا كل ما في وسعنا لكي نحرز الفوز من أجل الانطلاق في الموسم الجديد بمعنويات مرتفعة وإسعاد الجماهير، لكن يبدو أننا لم نوفق في التفوق في الصراعات الثنائية. أمتأسّف لهذه الدرجة؟ بطبيعة الحال، بعد هزيمة مع المنتخب الوطني، ننبذ دائما الوقوع في مثل هذه المواقف، أنا متأسف لما حدث ومتخوف من أن يتكرر الأمر لاحقا، نركز دائما عقب المباراة على ما يحدث فيها لأنها تؤثر بشكل أو بآخر على المباراة التي تليها. وكيف تفسّر هذه الهزيمة؟ أظن أن المنتخب شهد غياب العديد من اللاعبين الأساسيين الذين يعتبرون ركائز الفريق، أريد القول أن غياب مطمور، زياني، لحسن، حليش وعنتر أخلطوا حسابات المنتخب وأثّروا بشكل مباشر على الأداء العام، هذا لا يعني أن اللاعبين الذين تم الاستنجاد بهم لتعويضهم ليسوا في المستوى، وإنما حدث خلل في الانسجام بين القدامى والجدد في المنتخب، لم نجد معالم الفريق في هذا الظرف القصير، وأريد أن أضيف شيئًا. نعم تفضّل... لا تنسوا شيئا وهو أننا خسرنا أمام منتخب الغابون الذي كان أحسن منا من الناحية البدنية، أغلبية اللاعبين بدأوا التدريبات مع أنديتهم منذ أيام قلائل، ولم نلعب الكثير من اللقاءات في بداية الموسم، لذا يجب أن نركز على هذا الجانب حتى نتجاوزه قريبا. هذا ما يفسّر محدودية استرجاع الكرات في وسط الميدان في غياب لحسن ونقص جاهزية يبدة، أليس كذلك؟ لا أدري ماذا يمكنني أن أقول، لكن الأكيد بالنسبة لي هو أننا لم نكن في كامل جاهزيتنا بنسبة 100 بالمائة، خاصة من الناحية البدنية، ولم يكن باستطاعتنا تقديم المزيد أمام منافس صلب ومحفز فوق العادة من أجل الإطاحة بمنتخب مونديالي. نعم، لكن المنتخب الغابوني كان جاهزًا أكثر من الناحية البدنية، ولاعبوه كانوا متموقعين جيدا فوق الميدان وهذا ما خلق لكم العديد من المشاكل والصعوبات، ما قولك؟ بالضبط، في بعض الفترات من اللقاء بدا الفارق شاسعا من الناحية البدنية لصالح الغابونيين، وعليه فإن الفريق المنافس كان حاضرًا كما ينبغي من هذا الجانب وأنا أوافقك الرأي، بحيث كانوا أحسن تموقعا منا فوق الميدان وهذا ما يؤكد أننا لعبنا هذا الأربعاء مباراة قوية وأمام منافس محترم يملك مجموعة متماسكة ويحسن تغطية المنطقة الخلفية بالإضافة إلى الاعتماد على الهجمات المعاكسة السريعة، وعلى الرغم من هذه الهزيمة فإن هذه المواجهة بمثابة امتحان مفيد ومهم جدا بالنسبة لنا. نفهم من كلامك أنه لا مجال للقلق عقب هذه الهزيمة، أليس كذلك؟ نعم، ولا يجب القلق من جراء هذه الخسارة ولا أخفي عليك أننا كنا محفّزين أكثر من العادة لتقديم مباراة في المستوى وتحقيق الفوز لصالح أنصارنا، لكن الأمور لم تسر معنا مثلما كنا نريد ولم نحقق الفوز في هذه المواجهة الودية أمام المنتخب الغابوني، أقول وأكرّر الأمر يتعلق بمباراة ودية ستسمح لنا بالوقوف على النقائص وتصحيح الأخطاء قبل الدخول في المنافسة الرسمية التي تعتبر أهم شيء بالنسبة لنا وليس المواجهات الودية، وعليه فيجب أن نكون جاهزين عند مواجهة المنتخب التانزاني شهر سبتمبر. خاصة أنكم أظهرتم رد فعل إيجابي عند نهاية اللقاء بعد الهدف الذي سجّله جبور، كيف كان ذلك؟ لقد قدمنا العديد من الأمور الإيجابية أمام الغابون خاصة في الدقائق العشر الأخيرة، أين أظهرنا بأننا قادرون على العودة في النتيجة ولم نستسلم حتى أعلن الحكم عن نهاية اللقاء، ولكن كانت تنقصنا حيثيات صغيرة لنصنع الفارق في هذا النوع من المواجهات، وكما قلت لك فهذا اللقاء أظهر لنا بعض العيوب فينا كذلك. تبدو واثقا جدًا على الرغم من الهزيمة على عكس الأنصار القلقين جدًا على مستقبل المنتخب، كيف ذلك؟ صحيح أنه بعد أي انهزام داخل الديار للمنتخب الوطني لن يفرح الأنصار وهذا يزيد من قلقهم، لكن يجب عليهم أن يستوعبوا بأننا قدمنا العديد من الأمور الإيجابية والأمر يتعلق بمواجهة ودية لم يسعفنا الحظ فيها، حيث ضيّعنا العديد من الفرص السانحة للتسجيل، ولو تمت ترجمتها إلى أهداف لكان ذلك سيغير كل مجريات اللقاء ولتمكنا من التحرر، ولكن لم يحدث ذلك ولا يجب القلق فوق اللزوم لأن الأمر يتعلق بمواجهة ودية تحضيرية لا غير. أغلبية الأنصار الحاضرين في المدرجات أطلقوا صافرات الاستهجان على الناخب الوطني، كيف كان رد فعلك بعد هذا التصرف من مشجعي الخضر؟ اسمعني جيدا، أنا أتفهّم رد فعل الأنصار، فأنصارنا قدموا إلى الملعب من أجل تشجيعنا وتقديم المساندة اللازمة وهم الذين يضعون ثقة كبيرة فينا وكانوا ينتظرون الكثير، وبالخصوص فوزًا على حساب الغابون في ملعب 5 جويلية، لكن للأسف ضيعنا هذه الفرصة للأسباب التي ذكرتها لك من قبل، وعليه فإن ردة فعل المحبين مفهومة. كنت من بين اللاعبين القلائل في المنتخب الذين تمكنوا من البروز، كيف كان ذلك؟ لقد حاولت تقديم الإضافة المنتظرة مني لا أكثر ولا أقل، ويجب التذكير بأن الأداء الجماعي هو الأهم قبل كل شيء، وهو الذي يسعى الجميع لتحسينه في المواجهات الودية كتلك التي لعبناها أمام الغابون، ولا أخفي عليك أنه في كل مرة كان ينادي الأنصار باسمي كانت تحدوني إرادة أكبر لتقديم أمور إضافية فوق الميدان حتى أفرح الأنصار وأرد لهم بذلك الجميل، فهتافات الأنصار كانت تحفزني أكثر فأكثر وأنا متأكد من أنني كنت قادرًا على تقديم أحسن مما قدمته أمام المنتخب الغابوني. الإقصائيات الخاصة بكأس إفريقيا ستبدأ قريبا، ماذا يمكن أن تقوله للجمهور الجزائري الذي أصبح قلقا؟ لا يوجد شيء يقلقون عليه، المنتخب تكوّن من جديد وهذه المباراة كشفت أن جل اللاعبين يتواجدون في لياقة بدنية جيدة، وأداء العناصر الوطنية سيتطور مع مرور الوقت. بعض المناصرين الجزائريين طمأنوا اللاعبين وعبّروا عن افتخارهم الكبير لعودة كوادر الفريق وتواجدهم في لياقة جيدة. ستكون جاهزا أمام تانزانيا؟ أتمنى ذلك، كل المجموعة يعرفون جيدا أن المنتخب الجزائري منتخب مونديالي، ولهذا من الواجب علينا أن ندافع بقوة في هذه التصفيات الخاصة بإقصائيات كأس أمم إفريقيا، ولكي يعلموا أننا لن نستسلم أبدا، وسنلعب من أجل ضمان التأهل، والبداية ستكون بمباراة تانزانيا، هذه المواجهة يجب علينا أن نحقق الفوز فيها، وإلى غاية هذه المباراة زملائي سيكونون في أحسن لياقة. المغرب حقق فوزا وديا أمام غينيا الاستوائية، وهو منافسكم؟ مثلما قلته من قبل، لا يوجد المغرب فقط في مجموعتنا، صحيح أن هذه المواجهة ستكون خاصة كون المنافس هو المنتخب المغربي والمقابلة داربي مغاربي، كما أن المنتخبين يعرفان جيدا بعضهما البعض، لكن المشوار لا يتوقف عند المباراتين، بل لا زال طويلا . ستلتحق بناديك سوشو (أمس)، هل ستشارك مع فريقك أمام نادي سانت إيتيان هذا السبت في البطولة الفرنسية؟ لا يوجد أي مشكل، ربما سأكون في الرحلة التي ستقود زملائي إلى سانت إيتيان هذا الأسبوع من أجل خوض المباراة الثانية في البطولة، أنا مستعد للمشاركة. هذا الموسم بدأت المنافسة كأساسي، هل لأنك تريد تحقيق انطلاقة قوية؟ نعم، أولا لقد بدأنا مشوار هذه البطولة بقوة حيث حققنا فوزا في المباراة الأولى أمام “آرل أفينيون” وهو ما منحنا الثقة أكثر في النفس، كل شيء يسير على أحسن ما يرام، والأحسن آت. هل الهدف هذا الموسم مع نادي سوشو هو تحقيق البقاء؟ نعوّل أن نبذل مجهودات كبيرة لتحقيق نتائج إيجابية، وسنحاول أن نظفر بأكبر عدد ممكن من النقاط. نترك لك حرية ختم هذا الحوار. أقول مرة أخرى لأنصارنا نشكركم كثيرا على تشجيعكم لنا، وليعلموا أيضا أن الجميع مستعد لتقديم الشيء الإضافي، وبإمكاننا أن نحقق التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، ونعدهم بالتدارك أمام تانزانيا.