كان اللاعب الجزائري كريم زياني حاضرا بقوة فوق ميدان نادي مونستر الناشط في الدرجة الرابعة الألمانية وشارك ل90 دقيقة، وأكثر من ذلك أنه قدّم مردودا لم نشهده منه منذ أيام نجوميته في مارسيليا. دخل زياني أساسيا لأول مرة منذ أشهر خلت في لقاء رسمي مع فولفسبورغ، فالموسم الماضي شهد مشاركته أساسيا في 5 مناسبات فقط، وبداية الموسم الحالي تبدو مشجعة جدا لأنه بدأ أساسيا ولعب 90 دقيقة أيضا. ويعود السبب الرئيسي لبقاء زياني فوق أرضية الميدان رغم التغييرات التي أجراها المدرب ستيف مكلارين على خطي الوسط والهجوم إلى تألق زياني مع توالي الدقائق، فبعد أن أظهر مردودا متوسطا في المرحلة الأولى، كان في المستوى في الشوط الثاني الذي شهد ما يمكن وصفه بالانتفاضة بتنشيطه الرواق الأيمن الذي كان أخطر الخطوط في البناء الهجومي ل”الفولفي”. “مكلارين” ضحى ب”ميسيموفيتش” وأبقى زياني في اللقاء من الدلائل البارزة على مستوى زياني الراقي جدا أمس رغم أرضية الميدان السيئة جدا نتيجة تساقط الكثير من الأمطار، هو استمراره مع ال11 أساسيا إلى غاية الدقيقة 90، وهذا ليس على حساب أي كان، فالمدرب مكلارين ضحى بأفضل لاعبي “الفولفي” ونعني به النجم البوسني زفيزدان ميسيموفيتش في (د65) بعد أن ظهر دون المستوى في معظم فترات المواجهة، عكس زياني المتألق مع مرور الدقائق. نشّط الرواق الأيمن وتناوب على صناعة اللعب كان زياني رهان مكلارين في الرواق الأيمن مع بداية المباراة، وهذا في خطة 4-5-1 المعروف بها المدرب الإنجليزي المتوج ببطولة هولندا مع نادي “تفينتي أنشخيدا” الموسم الفارط، لكن الدولي الجزائري لم يكتف بالرواق المكلف بتنشيطه، بل كان صانعا للعب على عدة فترات وهذا بتناوب المناصب مع البوسني ميسيموفيتش والدانماركي كانبيرغ بعد خروج الأول. وقد كان زياني في المستوى لما كان على الرواق بما أن معظم كراته المرفوعة وصلت المهاجمين، وحتى في صناعة اللعب حالفه الحظ وقدّم كرات سانحة لم تجد من يترجمها. منح كرات في المستوى و“دزيكو” و”ميسيموفيتش” رفضا الهدايا منه سارت مباراة فولفسبورغ ومُضّيفه مونستر في بدايتها لصالح أصحاب الأرض المستفيدين كثيرا من دعم أنصارهم، وهذا قبل أن يستلم رفقاء زياني القيادة ليبسطوا سيطرتهم عليها، لكن الفعالية خانت المهاجمين كما أن الحظ عاكسهم بما أن أكثر من فرصة ضاعت بسبب اختلال توازن اللاعبين بسبب الأرضية المبللة، وقد كان للدولي الجزائري كرتان على الأقل كاد يمنح من خلالهما التقدم لفريقه قبل أن يُحسم أمر المباراة في الدقائق العشر الأخيرة، فقد قدّم كرة على طبق للبوسني إيدين دزيكو في الشوط الأول، ثم أخرى أخطر لميسيموفيتش الذي ضيعها رغم انفراده بالمرمى. كان وراء الركنية التي أهلت “فولفسبورغ” حسم أمر تأهل فولفسبورغ لم يكن سهلا تماما، فالجميع انتظر إلى غاية الدقائق العشر الأخيرة حتى يرى الأهداف التي افتتحها البرازيلي سيسيرو ل”الفولفي” في (د80) بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، قبل أن يُعادل البوسني دزيكو لصالح المنافس بتسجيله خطأ في مرماه في (د86). لكن الدولي البرازيلي غرافيتي حسم الأمر عقب ذلك بدقيقتين فقط مستفيدا من ركنية تحصل عليها زياني الذي اندفع إلى الهجوم، كما ضيّع دزيكو هدية أخرى من زياني في الوقت بدل الضائع لتصحيح خطئه وإرضائه الأنصار، حيث ضيّع الإنفراد بالحارس أمام المرمى. خبر مُفرح بالتأكيد أن يكون زياني في قمة عطائه مع ناديه، فهو بالتأكيد سيفيد “الخضر“ في التحديات القادمة بما أنه قطعة أساسية في المنتخب ظهرت قيمتها الحقيقية في لقاء الغابون. زياني الذي شاهد لقاء الغابون من مدرجات ملعب 5 جويلية وأمره الطبيب بالراحة خمسة أيام كان رائعا أمس في الملاعب الألمانية، رغم أنه لم يرتح إلا 3 أيام فقط.