يعيش محمد شاقوري وضعية صعبة للغاية مع ناديه شارلوروا البلجيكي، حيث لم يلعب أي دقيقة منذ بداية الموسم الجديد في البطولة البلجيكية... ورغم ذلك إلا أنه تلقى استدعاء من طرف المدرب الوطني رابح سعدان للالتحاق بصفوف المنتخب الوطني ابتداء من المباراة القادمة أمام تانزانيا يوم 3 سبتمبر لحساب الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا 2012، وفي ظل تواصل تهميشه مع ناديه قد يأتي شاقوري إلى صفوف “الخضر” دون لعب أي دقيقة رسمية هذا الموسم. استدعي لقائمة المباراة الأخيرة لكنه لم يلعب وكان المدرب جاكي ماتيانسن قد قرر توجيه الدعوة إلى الدولي الجزائري الجديد بمناسبة مباراة شارلوروا أمام ضيفه لاغونتواز في إطار الجولة الرابعة للبطولة البلجيكية، إلاّ أنّ هذه المواجهة لم تحمل الجديد فيما يخص شاقوري رغم عودته إلى قائمة الاحتياطيين، حيث جلس مدافع الفريق على كرسي البدلاء طوال 90 دقيقة. فريقه خسر للمرة الثانية على التوالي عدم مشاركة شاقوري مرة أخرى لم يُغير أمور شارلوروا، إذ تعرض الأخير للهزيمة الثانية على التوالي في البطولة وخسر فوق أرضية ميدانه أمام ضيفه لاغونتواز بنتيجة (3-1)، وكان شارلوروا المبادر إلى فتح باب التسجيل عبر لوسادا في (د14) قبل أن تأتي انتفاضة الضيوف عبر أهداف كل من يايا (د35)، ستيغن دي سميث (د45) والغناسي (د86)، وبهذه الخسارة يبقى شارلوروا يُعاني في المركز 14 برصيد نقطتين فقط من تعادلين في أول جولتين. عدم مشاركته أصبحت عادة ورغم النتائج السلبية التي يسجلها الفريق البلجيكي في بداية الموسم الجديد محليا إلاّ أنّ وضعية الدولي الجزائري لم تتغير، حيث واصل المدرب ماتيانسن تجاهل مدافعه الأيمن للجولة الرابعة على التوالي، وربما تحسنت وضعيته قليلا لما عاد إلى مقاعد البدلاء لأنه كان خارج القائمة في الجولات الأولى، كما أنّ شاقوري غاب حتى عن معظم المباريات التحضيرية للفريق دون أي سبب مقنع من طرف المدرب، وهذا ما جعل عدم وجوده ضمن التشكيلة أمرا عاديا وأصبح عادة كل أسبوع. وضعيته الصعبة قد تستمر لمدة 6 أشهر وفي ظل تعمّد مدرب شارلوروا وضع شاقوري على الهامش بسبب رفض اللاعب الجزائري تجديد عقده الذي ينتهي شهر جانفي المقبل، فإنّ الوضعية الحالية للمدافع الأيمن الجديد ل”الخضر” مرشحة للتواصل على هذا النحو لمدة 6 أشهر قادمة أي إلى غاية نهاية عقده مع الفريق، وحينها سينتهي من الكابوس المزعج الذي دام منذ الموسم الفارط، ومن ثم على خريج نادي مونبوليي البحث عن فريق جديد يتيح له فرصة اللعب من أجل الحفاظ على مكانته مع المنتخب الوطني. لن يقدم أي إضافة بهذه الوضعية والاعتماد عليه مستبعد جدا من جانب آخر، سيكون شاقوري معنيا بالالتحاق بصفوف المنتخب الوطني ابتداء من يوم الاثنين 30 أوت الحالي أي بعد الانتهاء من التزاماته مع فريقه البلجيكي، وينضم صاحب ال 24 عاما لأول مرة في مشواره إلى “الخضر” لكن وضعيته مع شارلوروا تجعلنا متأكدين بأنّه لن يقدم أي إضافة لتشكيلة رابح سعدان في الوقت الحالي، وسيكون الاعتماد عليه في مباراة تانزانيا مستبعدا جدا. استدعاؤه في الوقت الحالي يثير الاستغراب وقد يكون توجيه الدعوة إلى مدافع شارلوروا نابعا من الرغبة في إدخاله إلى أجواء المنتخب والمجموعة قبل الاعتماد عليه مستقبلا في ظل صعوبة ذلك خلال مباراة تانزانيا، إلاّ أنّ ما يثير الاستغراب هو الأسباب التي جعلت الطاقم الفني يقرر استدعاء شاقوري في هذا الوقت بالضبط، خصوصا أنّ سعدان لم يتمكن من معاينة اللاعب في أي مباراة بسبب عدم مشاركته في أي دقيقة، وما يزيد الاستغراب أنّ “الشيخ” رفض توجيه الدعوة لهذا اللاعب في الموسم الماضي للسبب ذاته. يتمتع بإمكانات كبيرة وسيقول كلمته مع “الخضر” في المستقبل تهميش شاقوري في شارلوروا ليس راجعا لأسباب رياضية فاللاعب الجزائري الذي انضم إلى البطولة البلجيكية قادما من مونبوليي الفرنسي يملك إمكانات كبيرة جدا وذلك ما أثبته سواء مع شارلوروا في بداياته أو عندما كان مع مونبوليي والمنتخب الفرنسي، حيث اعتبره الكثيرون أحد أحسن الناشئين في منصبهم (مدافع أيمن) عبر العالم، إلاّ أنّ بعض الأمور ساهمت في تراجع مستواه في انتظار رحيله نحو وجهة أخرى في “الميركاتو“ القادم. ------------------------------------------------- شاقوري: “أتعرّض إلى مؤامرة، وغير معقول أن يطلبوا مني مليون أورو مقابل التسريح“ كيف هي معنوياتك؟ لست على ما يرام من الناحية الرياضة، ومن جهة أخرى غير ذلك أقول الحمد لله. لم تلعب يوم أمس (الحوار أجري أمس) أمام “لاغنتواز“، ماذا يحصل معك؟ كلّ ما في الأمر أن المدرب يفضّل لاعبا آخر عليّ رغم أن إمكاناتي أحسن، وأحسن بكثير. وعلى كل حال لقد تكلمت مع مناجير الفريق حول وضعيتي وطلبت تسريحي بصفة رسمية. ماذا كان موقفه؟ طلب مبلغا خياليا مقابل منحي وثائقي، تقريبا حوالي مليون أورو، وهو أمر لا يدخل العقل، خاصة أن فترة ارتباطي بالفريق لم يبق منها سوى 6 أشهر، ولهذا لم أتعمّق في الحديث معه وتوقفنا عند هذه النقطة. إذن قرّرت المغادرة؟ فعلا، قرّرت المغادرة لأنه لا يمكنني البقاء في هذا الفريق، لقد كرهت، كرهت، كرهت ومن الصعب جدا أن أكمل المشوار مع مسيّرين يضغطون عليّ بهذه الطريقة من أجل التجديد. وعلى كل حال في بلجيكا فريق “شارل لوروا“ مسيّروه معروفون بتصرّفاتهم غير الرياضية مع اللاعبين، وخلال فترة تواجدي هنا حصلت مشاكل كثيرة مع اللاعبين، والآن جاء دوري أين يحاولون ليّ ذراعي، لكنني سأغادر قبل أن يحصل شيء آخر. إلى أين؟ لا أدري، ولكن هناك أسبوع في يدي لإيجاد فريق. وكيل أعمالي في اتصالات مع نوادٍ ألمانية وأخرى إنجليزية. هل يمكن أن نعرف هوية هذه الفرق؟ في إنجلترا لدي عروض من القسم الثاني ومن فرق قوية تريد استقدامي، لكن مبلغ التسريح الذي تحدث عنه مناجير الفريق خُرافي، كما أن هناك فرقا بلجيكية أبدت رغبتها في استقدامي بعد أن عرفت بما يحدث لي، لكني لن أبقى في بلجيكا. وإذا أصرّ مسؤولو فريقك على عدم تسريحك، ماذا سيكون موقفك؟ لا أعرف، ولكن لا يمكنني التعليق على شيء لم يقع بعد. ألا تعتقد أنك تتكلم وأنت غاضب؟ لا، أبدا. أتكلم بهدوء وأعرف ما أقول. نشعر أنك في وضعية حرجة للغاية، خاصة بعد أن صرت لاعبا دوليا؟ فعلا، هي وضعية صعبة، وأعرف أن الجزائريين يتساءلون مثلي عما يحصل، خاصة أن فريقي في أسوأ حالاته وأنا لا ألعب، كما أن المدرب لم يحدث تغييرات رغم الهزائم التي يتعرّض لها الفريق، ولكن عليهم أن يتأكدوا أن الأمر يتعلق بمؤامرة تحاك ضدي، وهذا كلّ ما في الأمر. نتمنى أن تتحسّن وضعيتك عن قرب؟