“لا تقلقني وضعية لاعبينا في أنديتهم لأنهم قادرون على العودة بقوة” “قدوم لحسن لن يسبب أي مشكل ولن نجد لاعبين آخرين في الوسط يجب أن نستقدمهم” “زياني محارب وسيعود بقوة” أولا ما تعليقك على نتائج قرعة التصفيات المؤهلة إلى كأس إفريقيا 2012؟ لا أخفي عنك أنني لم أكن أريد أن نقع في مجموعة واحدة مع المنتخب المغربي أو المنتخب التونسي، وقد إنزعجت قليلا بسبب هذا الأمر، ليس لأني لست واثقا من قدرة منتخبنا على تحقيق التأهل، بل لأني كنت أتمنى أن نمر جميعا إلى كأس إفريقيا وخاصة أن المنتخب المغربي لم يكن حاضرا في الطبعة الأخيرة من كأس إفريقيا. وكيف ترى حظوظنا في هذه المجموعة؟ حظوظنا وفيرة لتحقيق التأهل، لا يمكن القول إننا وقعنا في مجموعة سهلة رغم وجود منتخبي تنزانيا وإفريقيا الوسطى اللذين يعتبران منتخبان ضعيفان، لكن وجود المنتخب المغربي معنا في المجموعة يصعب الأمور نوعا ما لكن بالمقارنة مع مجموعات كمجموعة المنتخب الليبي أو الكاميروني فمجموعتنا في المتناول وستلعب بيننا وبين المنتخب المغربي، ويمكن القول إننا المرشح الأول للمرور خاصة أننا سنذهب بثوب المنتخب المونديالي ويمكن أن يتأهل معنا المنتخب المغربي كذلك كصاحب أحسن مركز ثاني وهو أمر سيسعدني كثيرا. ألا تخشى أن نقع في الخطأ الذي وقعت فيه مصر عندما استصغرت منافسيها ولم يتمكن في الأخير من الترشح إلى نهائيات كاس العالم؟ أنا لم أستصغر منافسينا، بل تحدثت عن ما يوجد في الواقع وهو أمر حقيقي، فلا يمكن أن نقارن بين مستوى منتخبي تنزانيا وافريقيا الوسطى مع منتخبات مثل كوت ديفوار، غانا، نيجيريا والجزائر، هذا أمر منطقي والظاهر هو أن المنتخب المغربي سيكون أكبر منافس لمنتخبنا، وعن المنتخب المصري لو كان واثقا من إمكاناته لفاز على المنتخب الزامبي ولما حدثت المفاجأة لأن المنتخبات القوية تعرف كيف تحقق مبتغاها، هذا الأمر يجب أن يحسنه “الخضر” في المستقبل. نعود إلى أحوال منتخبنا الوطني، وضعية لاعبينا الذين ينشطون في الخارج مقلقة نوعا ما حيث أن معظمهم فقد مكانه بعد كأس إفريقيا، ألا يقلقك هذا الأمر؟ لا أبدا، ما حدث أمر عادي وطبيعي بل وأكثر من هذا فالأمر كان متوقعا لأنك عندما تلعب في أوروبا تعرف جيدا أنك ستلقى منافسة قوية وشديدة وعندما تتوجه للعب في كأس إفريقيا فان الفرصة ستتاح لمنافسك، وأنت تعرف أن اللاعب المحترف يحسن استغلال الفرص التي تتاح له، هذا الأمر يجب أن ينتظره الآن لاعبونا حتى يفرضوا أنفسهم من جديد في أنديتهم، وهناك أمر مهم يجب أن نشير إليه وهو أن معظم لاعبينا عادوا مصابين من كأس إفريقيا وأمر جيد بالنسبة لهم أن يرتاحوا قليلا ويسترجعوا إمكاناتهم قبل المونديال. لكن هناك حالة خاصة هي حالة اللاعب زياني الذي لم يلعب كثيرا في فريقه هذا الموسم ويعتبر المحرك الرئيسي للمنتخب الوطني، كيف ترى هذا الأمر؟ زياني لم يلعب كثيرا هذا الموسم ولم تتح له الفرصة ليفرض نفسه في ناديه الألماني، لكن هذا ليس مشكلا كبيرا لأنه في موسمه الأول وهناك بعض العوامل لعبت ضده كالإصابة ورحيل المدرب “أرمن فيه“ الذي استقدمه، وعليه الآن البرهنة على قدراته حتى يحصل على فرصته ويعود للتشكيلة الأساسية لفريقه. لكن ألا تخشى أن يبقى مهمشا ويصبح مستواه في تقهقر مما قد يضر المنتخب الوطني؟ سأقول لك شيئا، زياني يبقى زياني وتبقى شخصيته القوية نقطة قوته لهذا أنا متأكد أنه سيعود بقوة لأنه محارب ولا يستسلم بسهولة، بل على العكس يحب التحدي وسيزيده الأمر عزيمة على بذل مجهودات أكبر والتألق حتى يفرض نفسه، وعما إذا كان الأمر سيضر المنتخب الوطني بما أنه صانع اللعب الأول في “الخضر” فلا أعتقد أن الأمر سيصل إلى هذا الحد لأنه بقي من المنافسة الكثير من الوقت ويمكن أن يستعيد زياني مكانه ويسترجع مستواه، لو بقي شهر فقط على كأس العالم كنت سأقول إن ناقوس الخطر يجب أن يدق لأن لاعبينا بعيدون عن المنافسة، أما الآن فالأمر لن يضر لا المنتخب ولا اللاعبين. ماذا عن قضية اللاعب لحسن، كنت قد كتبت أن مشكلة هذا اللاعب خاصة وأنه الوحيد الذي يمكنه حلها، هل انتهت مشكلته الآن؟ أعتقد ذلك، بما أنه قرّر اللعب للمنتخب الوطني فهذا يعني أنه حل مشكلته بصفة نهائية وتغلّب على الصعوبات التي واجهها، وما كنت أقصده خلال العمود الذي نشرته من خلال جريدتكم هو أن مشكلة هذا اللاعب خاصة ويجب أن لا نبدأ في الحديث فقط لأننا في كل مرة نزيد الطين بلة والآن الأمر انتهى ولم يعد هناك أي إشكال. لكن الإشكال الآن هو حول اللاعب (يقاطع)... اللاعب الذي سيترك مكانه لمهدي لحسن، لن يشكّل قدوم مهدي لحسن أي إشكال في رأيي بل على العكس سيزيد المنتخب الوطني قوة، فتواجد لاعبين كثر من مستوى عالي يفيد دائما، في المنتخبات العالمية نجد هناك 23 لاعبا كلهم ممتازين ويملكون مستوى جيدا لهذا لا تعيقهم الإصابات ولا العقوبات، لهذا أقول إننا إذا وجدنا المزيد من اللاعبين الجيدين في الوسط يجب أن نستقدمهم والأمر نفسه بالنسبة إلى كل المناصب بدءا من حراسة المرمى إلى غاية الهجوم، يجب أن نكوّن منتخبا عالميا بلاعبين ذوي مستوى عالمي وأنا أفضّل أن يكون لدي إشكال في اختيار اللاعبين نظرا إلى جاهزيتهم جميعا على أن يكون لدي مشكل إيجاد من يعوّض المصاب أو الغائب. لكن هذا قد يحدث إنشقاقات في التشكيلة؟ أين المدرب إذن، إنه دور المدرب أن يسير المجموعة التي تكون لديه، “الفاف” تحاول أن تستقدم أفضل اللاعبين وعلى المدرب الوطني أن يعرف كيف يتعامل مع المعطيات التي عنده.