خيبة أمل شديدة لمسناها لدى مدرب اتحاد العاصمة نور الدين سعدي بعد انتهاء لقاء جمعية الخروب بالتعادل هدف في كل شبكة بملعب بولوغين، وهو الأمر الذي أثار سخط مدرب الإتحاد الذي قال: “لا أجد الكلمات التي تعبّر عن حسرتي بسبب هذا التعادل المرّ في ميداننا، وقد تأسفت كثيرا على الأداء المتواضع للاعبين خاصة في المرحلة الأولى حيث لم يتمكنوا حتى من خلق فرص سانحة للتسجيل رغم أننا حضّرنا كما ينبغي لهذه المباراة ولكن الكلمة الأخيرة دائما تكون بين أقدام اللاعبين الذين يتحمّلون مسؤولية هذا التعثر وتضييع نقطتين في ملعبنا، الأمر الذي أعادنا إلى نقطة الصفر“. “استصغار المنافس ليس من تقاليدنا، ولكننا وقعنا في هذا الخطأ” وركز سعدي في حديثه على نقطة واحدة والتي أرجع سبب التعثر إليها وتتعلق بغياب التركيز عند اللاعبين الذين دخلوا فائزين قبل بداية المواجهة، ما أثار سخط المدرب الذي لم يجد تفسيرات فنية لمجريات اللقاء حيث قال في هذا الشأن: “الخطأ الذي وقعنا فيه هو استصغار المنافس على الرغم من أن هذه الصفة ليست من تقاليدنا لأننا تعوّدنا على أخذ الأمور بالجدية الكافية. كما أنني عقدت اجتماعا مع اللاعبين عشية المباراة وتناولت معهم عدة نقاط أبرزها التركيز على اللقاء والدخول بقوة من أجل تحقيق الفوز وعدم استصغار المنافس لأنه لم تعد هناك مباريات سهلة وأخرى صعبة، بل المهم هو النقاط الثلاث وليس من السهل الظفر بها بحكم تقارب المستوى بين كل الفرق”. “اللاعبون لم يأخذوا المباراة بالجدية اللازمة“ وفي هذا السياق أرجع سعدي سبب التعثر في بولوغين إلى الغرور الذي أصاب اللاعبين بعد البداية الموفقة في مرحلة العودة، حيث قال إنه طلب منهم وضع أرجلهم على الأرض ولكن دون جدوى. وأضاف: “أعتقد أن هذه الضربة التي تلقيناها من طرف جمعية الخروب جاءت في وقتها بعد الغرور الذي أصاب لاعبينا، وهو الأمر الذي أزعجني كثيرا في الأيام القليلة الماضية فلطالما ركزت على أخذ الأمور محمل الجد لأننا في بداية مرحلة الإياب وأمامنا مشوار طويل يلزمه النفس الطويل كذلك. فعلى الرغم من أننا حققنا نتيجة جيدة أمام شباب باتنة بسداسية نظيفة بالإضافة إلى التعادل الذي عدنا به من تلمسان إلا أننا تعثرنا في ملعبنا وعلينا مراجعة حساباتنا من جديد قبل فوات الأوان”. “لم أفهم لماذا نال التعب من اللاعبين” وعرّج محدثنا على نقطة أخرى تتعلّق بالجانب البدني للاعبيه والتعب الذي نال من معظمهم على الرغم من أنهم لا يلعبون إلا لقاء في كل أسبوع حيث قال في هذا الصدد: “الأمر الذي لم أفهمه هو التعب الذي نال من اللاعبين في مواجهة الخروب، رغم أن الطقس كان معتدلا بالإضافة إلى وتيرة المباراة التي كانت متوسطة وحتى الفريق المنافس لم يقدم الكثير حتى أعذر لاعبينا الذين كانوا مطالبين بلعب ورقة الهجوم بحكم أننا لعبنا على أرضنا وأمام جمهورنا في مباراة من أجل التأكيد، ولكن لم نؤكد وعليهم أن يبرروا لي ذلك المردود المحتشم لأنه لا يعكس ما قدمناه في تلمسان وأمام باتنة من قبل”. “نحن في بداية مرحلة العودة ومن غير المعقول مشاهدة هذا المردود” لم يمض شهر عن انقضاء مرحلة الذهاب وخروج الفريق من فترة التحضيرات والتربص الذي قام به سعدي بالعاصمة والذي تخللته تدريبات مكثفة من الناحية البدنية والفنية، وفي الوقت الذي انتظر فيه سعدي جاهزية كبيرة من لاعبيه خاب أمله ودخله الشك في أن بعض الأسماء لم تؤد دورها كما ينبغي. وأضاف مدرب الاتحاد: “ما يحيّرني أكثر هو أننا في بداية مرحلة الذهاب ومن غير المعقول مشاهدة هذا المردود الضعيف للاعبين وانهيارهم من الناحية البدنية. فبكل صراحة لقد خاب أملي في الوجه الذي ظهروا به وأنا متخوّف من المباريات المقبلة ومن عدم قدرتهم على المواصلة في أعلى مستوى لأن الفرق الأخرى لن تتسامح معنا”. “عدة لاعبين لا يستحقونحتى المشاركة وسأتخذ الإجراءات اللازمة وفي رسالة صريحة من سعدي إلى لاعبيه، أكد لنا أنه ندم لإشراكه بعض اللاعبين في لقاء الخروب لأنهم لم يقدموا حتى مستويات متوسطة تليق بسمعة فريق كبير بحجم إتحاد العاصمة الذي تعوّد على لعب الأدوار الأولى كل موسم وحصد الألقاب، حيث قال في هذه النقطة: “لا يمكنني أن أتغاضى عن عدة نقاط سلبية شاهدتها في المواجهة الأخيرة حيث لمست غياب الروح لدى البعض وأنا لا أعمم ولا يمكنني ذكر الأسماء حتى لا أجرحهم، ولكن عليهم مراجعة أنفسهم قبل أن أتخذ قرارات في حقهم لا رجعة عنها لأن الإدارة منحتني الضوء الأخضر في كل ما يتعلق باللاعبين لأننا مطالبون بتقديم الكثير حتى نكون في المستوى“. “لا يمكنني أن أشتكي من الغيابات لأن الفريق فيه 25 لاعبا“ أما عن الغيابات المسجلة في تعداد أصحاب الزي الأحمر والأسود وعلى رأسها المايسترو حسين عشيو، فقد اعتبر سعدي ذلك الأمر بالعادي جدا في كرة القدم فالموسم طويل ويمكن أن تحدث فيه عدة أمور. وأضاف: “لا يمكنني أن أتحجج بالغيابات لأن الفريق يضم 25 لاعبا في صفوفه والذين يشاركون لا يتعدى عددهم 14 في المباراة الواحدة وعليه ففي حال تواجد لاعب أو أكثر غائب بسبب العقوبة أو الإصابة فممكن جدا تعويضه لأن البديل موجود ليقدّم الإضافة لفريقه وإلا فما الفائدة من بقائه في التعداد وهو المبدأ الذي أسير عليه منذ مدة طويلة ولا يمكنني تغييره“. “الأواسط لديهم برنامج خاص وعلينا احترام ذلك” ما وقفنا عليه في لقاء الإتحاد أمام الخروب نهاية هذا الأسبوع هو الغياب التام للاعبين من صنف الأواسط الذين عوّدنا سعدي على إشراكهم في مختلف المباريات سواء منذ البداية أو أوراق رابحة مثلما يحدث مع المهاجم مهدي بن علجية الذي يتمكن في كل مرة من التسجيل عند إقحامه، وقال مدرب الإتحاد في هذا الجانب: “صحيح أنني تعوّدت الاعتماد على لاعبي الأواسط عند الحاجة مثلما احتجت إلى بن محمد في لقاء تلمسان وكان في المستوى ولم يخيّبني لكن هناك نقطة يجب عدم التغاضي عنها وهي أن هؤلاء اللاعبين لديهم برنامج خاص بهم فهناك من هو مع المنتخب الوطني، بالإضافة إلى أن أواسطنا يلعبون على اللقب ووضعوا الكأس هدفا رئيسيا بما أنهم أزاحوا عدة فرق قوية من طريقهم“. “مباراة بجاية حديث آخر وسنحاول التدارك هناك” وفي الأخير تطرق محدثنا للمباراة المقبلة التي تنتظر فريقه أمام شبيبة بجاية في ملعب الوحدة المغاربية لحساب الجولة 21 من البطولة واعتبرها امتحانا في غاية الصعوبة خاصة أن المنافس يوجد في أحسن أحواله بعد تحقيقه نتائج إيجابية حتى خارج ميدانه. وأضاف سعدي: “لقد تعثرنا أمام الخروب وهذا لم يكن منتظرا بحكم أننا استقبلنا في ملعبنا وأمام جمهورنا والآن علينا التفكير أكثر في لقاء بجاية الذي يعتبر صعبا للغاية ولكن لا شيء مستحيل في كرة القدم لأننا سنذهب إلى هناك من أجل التدارك والعودة إلى السكة الصحيحة من جديد”.