في أول خرجة ودية لها بالمغرب، حققت العناصر الشلفية مساء أول أمس فوزا مهما من الناحية المعنوية أمام فريق جمعية التكوين المهني الناشط في بطولة القسم الأول للهواة المغربية (ما يعادل بطولة القسم الثالث). وعرفت المباراة شوطين متباينين، الأول متكافئ من حيث النتيجة لكن بأداء غير مقنع على الإطلاق من قبل رفقاء مسعود، أما الشوط الثاني فقد عرف بروز العناصر التي يعتقد أنها ستكون بديلة لعناصر الشوط الأول في المنافسة الرسمية، وهي العناصر التي أدت شوطا ثانيا مقبولا وحققت الانتصار بالثلاثية بعدما انتهت نتيجة الشوط الأول بالتعادل الإيجابي هدف لكل فريق. ودخلت العناصر البديلة عاقدة العزم على التألق، حيث توالت الفرصة الضائعة وكان بإمكان رفقاء مسعود تسجيل على الأقل ثلاثة أهداف كاملة بسهولة لولا التسرّع والإصرار على الوصول إلى تسجيل الإصابة الثانية. وعكس مجريات اللعب في (د68) منح الحكم الفريق المحلي ركلة جزاء شرعية بعد التدخل الخشن من بن طيب داخل المنطقة على أحد اللاعبين، وهي الضربة التي فشل المحليون في تحويلها إلى هدف أمام تألق الحارس قوادري. قبل أن يتمكن الشاب بلهاني منصور من تسجيل هدف التقدّم في (د 70) بعد تلقيه تمريرة من الشاب ناصري. وتواصل ضغط الشلفاوة فيما بعد ليتمكن المدافع معمر يوسف بعد أخذ ورد داخل المنطقة من إضافة الإصابة الثالثة قبل نهاية المباراة بأقل من خمسة دقائق. وهو ما يجعل الجمعية تواصل تحضيراتها بعيدا عن الديار بمعنويات مرتفعة في انتظار المواجهة الودية الثانية للفريق مساء الغد بداية من الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي أمام فريق يوسفية برشيد. أثار الصيام كان واضحا وثقل الأرضية أثر في المردود ما لاحظناه خلال المواجهة الودية الأولى للجمعية هنا بالدارالبيضاء هو النقص البدني الذي كان باديا على غالبية لاعبي الجمعية، الذين شعروا بثقل كبير فوق وعدم القدرة على التحمل أكثر، خاصة أن المباراة جرت في توقيت قاسٍ جدا (الرابعة مساء)، وأكثر من هذا فإن أرضية الميدان المعشوشبة طبيعيا لم تسمح هي الأخرى للاعبين بتطوير طريقة لعبهم. الاندفاع البدني الشديد ميزة اللقاء وقد ميّز المباراة اندفاع بدني خصوصا من طرف الفريق المحلي الذي لعب بحرارة كبيرة، الأمر الذي لم تفهمه العناصر الشلفية رغم أن المباراة ودية لا أكثر ولا أقل، وهذا الواقع جعل المدرب بن شوية يتدخل في كل مرّة ويهدئ من حرارة لاعبي المنافس، لكن ذلك لم يغيّر شيئا، وهو ما جعل العناصر البديلة التي أقحمها المدرب في الشوط الثاني تلعب بنفس العزيمة لأجل الخروج بفوز، وهو ما كان لرفقاء بلهاني في نهاية المباراة. رقابة لصيقة على مسعود بعد بلوغ مسامعه أن اللاعب رقم 10 هو هداف الفريق وأخطر عنصر في التشكيلة الشلفية، أمر مدرب التكوين المهني مصطفى مزمار من لاعبيه فرض رقابة لصيقة على مسعود للحدّ من خطورته، لكن هداف الفريق في كلّ المناسبات كان في كل مرة ينجح في تجاوز لاعبي المنافس بالمراوغة والتلاعب بهم خصوصا عندما يجد مقابله اللاعب سوڤار. وكان ردّ فعل لاعبي الشلف قويا بعد تلقي شباكهم أول هدف في المباراة، حيث تمكن مسعود من معادلة النتيجة بعد انطلاقة من وسط الميدان وإثر عمل جماعي بينه وبين سوڤار وعلي حاجي، هذا الأخير راوغ لاعبين داخل المنطقة ولم يمرّر الكرة على طبق لزميله مسعود. البدلاء يخلطون أوراق بن شوية بأدائهم المقنع حتى وإن كانت مباراة أول أمس الأولى في هذا التربص، إلا أن الأمر الإيجابي الذي وقفنا عليه في هذه المباراة هو مردود العناصر البديلة الذي كان مقنعا للغاية، خاصة عندما نتحدّث عن مكيوي، بن طوشة، بلهاني وجديات، وهي النقطة التي أشار إليها المدرب بعد نهاية المباراة عندما صرّح قائلا: “كنت أتوقع وجها أفضل من عناصر الشوط الأول، لكن العناصر التي أقحمتها في الشوط الثاني فاجأتني بالوجه الذي أظهرته في هذه المباراة“. الأخطاء الدفاعية تتكرّر خصوصا في المحور رغم مباشرة الفريق العمل التكتيكي في الأيام الأخيرة، إلا أن الدفاع لا يزال يرتكب نفس الهفوات أو الأخطاء التي ارتكبها في الخرجتين الوديتين السابقتين، والمتمثلة في نقص الانسجام والتركيز وخصوصا في المحور، والسبب يعود إلى التجديد الكلي للعناصر الناشطة في هذا الخط، خاصة عندما نجد على الأطراف سنوسي وزازو وفي المحور ملولي وزاوي سمير. والملاحظة التي وقفنا عليها في مباراة أول أمس هي سهولة توغل لاعبي المنافس داخل المنطقة، إضافة إلى مشكل التغطية الذي سمح لمهاجمي الفريق المحلي من تحويل الخطر إلى منطقة الجمعية في الكثير من المناسبات. بن شوية وبّخ كثيرا لاعبي الشوط الأول طريقة اللعب التي طبقتها عناصر الشوط الأول التي كلفت الفريق تلقي هدف مقابل عجز المهاجمين على تسجيل أكثر من هدف، جعلت المدرب بن شوية يثور في وجه لاعبيه بين شوطي المباراة ويوبخهم على الطريقة التي لعبوا بها والأداء المتواضع لغالبية اللاعبين، وكذا غياب الانضباط التكتيكي فوق أرضية الميدان، إلى جانب الاعتماد على لعب الكرات الطويلة والعالية. اعتمد على 22 لاعبا في المباراة وقد اعتمد المدرب محمد بن شوية في مباراة أول أمس على نفس الطريقة التي اعتمدها المدرب إيغيل في المباراة الودية الأخيرة التي لعبها الفريق أمام جمعية وهران، حيث أقحم في البداية العناصر التي يرتقب أن تكون هي الأساسية، وانطلاقا من الشوط الثاني كان في كلّ عشرة دقائق يشرك لاعبا إلى لاعبين ليكون البديل الأخير هو الكامروني “مونڤولو“. حيث جاءت التشكيلة التي شاركت في هذه المباراة على النحو التالي: غالم (قوادري د 46)، سنوسي (سلامة د 46) ، زازو (مكيوي د 46)، زاوي (سليمي د 60)، ملولي (معمر يوسف د75)، محمد رابح (بن طيب د46)، عبد السلام (بن طوشة د46)، غربي (مونڤولو د 80)، مسعود (ناصري د 55)، سوڤار (جديات د60)، علي حاجي (بلهاني د 46). طبّق خطة “كلاسيكية“ عند البداية واعتمد المدرب بن شوية للمرة الثالثة على التوالي على الخطة الكلاسيكية المعروفة ( 2.4.4)، أين اعتمد على زاوي وملولي في محور الدفاع مع البداية، قبل أن يشرك سليمي ومعمر في الشوط الثاني، وعلى الأطراف زازو وسنوسي، في حين دعّم منطقة الوسط بأربعة لاعبين هم: محمد رابح وعبد السلام في الاسترجاع، إلى جانب غربي ومسعود في الوسط الهجومي، والدفع ب سوڤار وحاجي في الهجوم. وهي نفس المنهجية التي طبقها إيغيل أمام جمعية وهران وقبلها النصرية، لكن سرعان ما غيّر المدرب هذا التكتيك في الربع ساعة الأخير من المباراة عندما أشرك الكامروني “مونڤولو“، ليصبح الاعتماد على ثلاثة مهاجمين واضحا جدا، وهي الطريقة التي سمحت للفريق بإضافة الإصابة الثالثة قبل نهاية المباراة بقليل. ------------------ بن شوية: “لست راضيا على الكيفية التي لعبنا بها الشوط الأول“ “أعرف جيدا أنها مباراة ودية، وأعرف جيّدا أننا في شهر رمضان، لكن صراحة لست راضيا على الإطلاق على الكيفية التي لعبنا بها الشوط الأول. كنا قادرين على حسم الأمور من البداية ليس لتواضع مستوى المنافس أو قوتنا، وإنما بالنظر إلى الفرص الكثيرة التي ضيّعناها والسبب الرئيسي يعود الى الاستخفاف بالمنافس. ورغم هذا أشكر اللاعبين الذين أقحمتهم في الشوط الثاني لأنهم طبقوا التعليمات التي قدمتها لهم، كما تابعتم الرغبة في التدارك والبحث عن الفوز جعل الأمور تتغيّر رأسا على عقب. في الشوط الثاني ضغطنا كثيرا على المنافس وكنا قادرين على التسجيل أكثر. وما أتمناه فقط هو أن يواصل الجميع العمل على نفس النهج لنكون جاهزين مع بداية المنافسة“. آيت محمد: “المباراة كانت اختبارا مفيدا جدا للفريق“ اعتبر المدرب آيت محمد رشيد مباراة التكوين المهني التي جرت مساء أول أمس اختبارا مفيد جدا للتشكيلة الشلفية، حيث سمحت له بالوقوف أكثر على درجة استعداد اللاعبين والنتائج التي توصل إليها بعد مجهودات أسبوع كامل من العمل الشاق. وأكد آيت محمد قائلا: “رغم أنني لست راضيا تماما عن الوجه الذي أظهره الفريق في الشوط الأول، إلا أن هناك العديد من النقاط الإيجابية التي لا يجب إغفالها. فبعد انقضاء الثلث الأول من التربص والذي ركزنا فيه كثيرا على الجانب البدني، سنحوّل تركيزنا ابتداء من تدريبات الغد (الحوار أجري مساء أول أمس) للجانب التكنيكي والذي يعدّ هو الآخر مهما جدا قبل بداية الموسم. -------------------------- الفريق المحلي لم يفرح بهدفه أكثر من دقيقتين أكبر دليل على التهاون الكبير الذي لعبت به العناصر الشلفية خصوصا في شوط المباراة الأول واستصغارها للمنافس، هو حرمان الفريق المحلي من الفرحة بهدفهم الأول لأزيد من دقيقتين، إذ مباشرة بعد افتتاحهم مجال التهديف في (د33) تمكن الهداف محمد مسعود من معادلة النتيجة بعد مرور دقيقتين فقط بعد عمل جماعي انطلق من وسط الميدان بين سوڨار، علي حاجي ومسعود الذي أنهى الكرة في الشباك. قوادري رجل المباراة رغم أنه لعب شوطا واحدا فقط ، إلا أن قوادري تمكن من خطف الأضواء واستحق أن يكون رجل المباراة دون منازع، حيث كان له الفضل الكبير في تسجيل فريقه لهذا الانتصار خاصة عندما حرم الفريق المحلي من معادلة النتيجة عندما تصدّى لركلة جزاء ببراعة، وأكثر من هذا فإن قوادري أنقذ فريقه من عدد معتبر من الأهداف المحققة وحرم الجمعية المحلية من إنهاء المباراة على الأقل بنتيجة التعادل. وأثبت قوادري بفضل هذا الأداء أنه لا يريد التفريط في مكانته الأساسية في التشكيلة الشلفية خلال الموسم الجديد. سنوسي لعب بسهولة ودون خطأ قدم الظهير الأيمن سنوسي مرّة أخرى مباراة في المستوى وعرف كيف يغطي الجهة اليمنى بإحكام، إلى درجة أن غالبية الكرات الخطيرة كانت من الجهة اليسرى. وقد وقف المتتبع للمباراة على السهولة الكبيرة في طريقة لعب سنوسي خصوصا عندما يصعد إلى الهجوم لمساعدة الرفقاء. والأكيد أنه بعد هذا الأداء المقنع، فإن سنوسي يسير بخطى ثابتة لخطف المكانة الأساسية من منافسه الوحيد في هذا المنصب الشاب غربي. غربي “قتلو“ رمضان من بين العناصر التي لم تظهر بوجهها المعهود في هذه المباراة نجد الشاب غربي صبري الذي اعتمد عليه المدرب في منصبين، حيث لعب في وسط الميدان في الشوط الأول، أما الشوط الثاني فقد أعاده المدرب إلى الخلف. والأكيد أنه عند مقارنة الإمكانات التي يحوزها هذا اللاعب والوجه الذي أبان عنه سواء في الوسط أو على الجهة اليمنى، نتأكد أن اللاعب تأثر كثيرا من عامل الصيام. صاروخية ناصري أفضل من هدف مباشرة بعد تسجيل المهاجم بلهاني الهدف الثاني، عاش دفاع المحليين فترة ضغط عصيبة بفضل التنسيق الهجومي الكبير بين بلهاني، جديات وناصري، هذا الأخير تمكن من صنع الفرجة في (د 74) عندما تمكن من التخلص من مدافعين عن طريق المراوغة، لكن لسوء حظه أن قذفته القوية اصطدمت بالعارضة الأفقية في لقطة صفق لها الحضور كثيرا، حيث اعتبرها البعض أجمل ما في المباراة وقال آخر إنها أفضل من هدف. ------------------ اللاعبون أخذوا صورا تذكارية مع بعض قبل بداية المواجهة، أخذ لاعبو الفريقين صورا تذكارية مع بعضهما بعضا، في التفاتة تبيّن قيمة فريق جمعية الشلف عند المغاربة الذين أصبحوا يملكون فكرة عن الشلف التي تعسكر للمرّة الثانية في المغرب. للإشارة، فإن غالبية اللاعبين المغاربة حاولوا أخذ صورة تذكارية مع زاوي سمير ومحمد مسعود، وهذا قبل أن يعلن الحكم بداية المباراة التي عرفت اندفاعا بدنيا كبيرا من الفريقين، في محاولة من كل لاعب لفت أنظار مدربه والظفر بمكانة ضمن التعداد الأساسي من الآن. لاعبو الجمعية يكتشفون ليالي الدارالبيضاء مثلما أشرنا إليه في عدد أمس، فضّل المدرب بن شوية منح لاعبيه نصف يوم راحة والهدف من ذلك الترويح على النفس والابتعاد ولو نسبيا عن ضغط التدريبات والبقاء الطويل داخل المركز التحضيري، بعد المجهودات الكبيرة التي بذلوها منذ بداية التربص. حيث كانت وجهة غالبية اللاعبين سوق “باب مراكش“ المعروف بالإقبال القياسي للزوار، في حين توجّه البعض الآخر إلى المركز التجاري “باب السلطان”. وفضّل لاعبو الجمعية التجوّل مجموعات مجموعات وزيارة محلات الملابس والعطور. وبعد هذه الراحة، أكد اللاعب سنوسي قائلا: “صراحة، رغم خلودنا لفترة طويلة من النوم في اليوم كنا بحاجة ماسة إلى مثل هذه الراحة، لأن البقاء داخل المركز والاكتفاء بالتدريبات والنوم فقط أمر متعب للغاية. ويبقى المهم أن غالبية شبان الجمعية يكتشفون الأجواء الليلية للعاصمة الاقتصادية للمغرب والحركية الكبيرة التي تشهدها جميع أزقتها خصوصا في شهر رمضان”. ---------------------------- الجمعية تلاقي “برشيد“ مساء الغد بعد أن واجهت جمعية التكوين المهني مساء أول أمس في مباراة ودية تعتبر الأولى خلال تواجدهم بالمغرب، ستكون الشلف مساء الغد بداية من الساعة الرابعة أمام محكّ حقيقي آخر عندما تلاقي فريق “يوسفية برشيد“ الناشط في بطولة القسم الثاني. “الراك“ تطلب مواجهة الشلف بعد بلوغ مسامعها أن فريق جمعية الشلف بصدد البحث عن منافسين للتباري معهم وديا خلال تواجدها بالمغرب، طالبت إدارة فريق راسينغ الدارالبيضاء (الراك) الناشط في بطولة القسم الثاني من منظم التربص ببرمجة مباراة ودية مع جمعية الشلف، لكن المناجير عادل فضّل عدم التسرّع في الردّ على الراسينغ، خاصة أنه لا يزال متمسّكا بإمكانية مواجهة الرجاء البيضاوي الذي ينتظر اليوم إفرازات قرعة كأس العرش، وفي حال إعفائه من هذا الدور فإن مواجهته للشلف تبقى واردة.