وجد الطاقم الفني للمنتخب الوطني صعوبات جمّة في الحصول على معلومات وافية عن منتخب تانزانيا منافس “الخضر“ في أولى مباريات التصفيات. فعلى عكس ما تداولته بعض المصادر، لم يتمكن الطاقم الفني للمنتخب من توفير أشرطة مباريات تانزانيا الأخيرة، بشكل بات فيه منافسنا الأول في التصفيات مجهولا بالنسبة ل سعدان، وهو الأمر الذي بدا منطقيا مادام أن هذا المنتخب لم يخض أيّ مباراة رسمية منذ سبتمبر 2008 بعد خروجه المبكّر من تصفيات كأسي العالم وإفريقيا 2010، وهو المنتخب الغائب عن المواعيد الكبرى منذ سنة 1980، تاريخ أول وآخر مشاركة له في نهائيات أمم إفريقيا والتي كانت في نيجيريا، وعدا ذلك منتخب تانزانيا يغادر دائما المسابقات في أدوارها التصفوية وحتى التمهيدية، كما حدث كما ذكرنا في التصفيات الأخيرة المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا 2010 لمّا خرج في الدور الأول الذي انتهى في سبتمبر من عام 2008، في مجموعة ضمت الكاميرون والرأس الأخضر وجزر موريس، والتي حقق أمامها التانزانيون أفضل نتائجهم بفوز معنوي عريض برباعية كانت أفضل نتائجهم خلال تلك التصفيات. خاضوا 4 مباريات ودية وبطولة “سيكافا“ والمنتخب لا يملك سوى شريط مباراة مصر وبعد مغادرته التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا 2010 من الدور الأول، اكتفى منتخب تانزانيا بمشاركة متواضعة في بطولة “سيكافا“ جانفي 2009 (بطولة متواضعة جدا وغير رسمية ضمت منتخبات كينيا وأوغندا وبورندي)، أتبعها بأربع مباريات ودية خلال عامين كاملين آخرها كانت منذ أسبوعين أمام كينيا على أرض هذا الأخير وانتهت بالتعادل، وقبلها كانت مطلع العام أمام كوت ديفوار وتعادل الفريقان إيجابيا، تلتها مواجهة أمام منتخب البرازيل في جوان الماضي كانت تحضيرية لمنتخب “السامبا“ لنهائيات كأس العالم وتفوّق خلالها أشبال “دونڤا“ من دون عناء بخماسية كاملة. وهي المباريات الثلاث التي لم يتسنّ ل “الفاف“ الحصول على أشرطتها مادام أنها جرت قبل عملية القرعة، بينما الشريط الوحيد المتوفر لديها حاليا هو الخاص بالمباراة الودية الأولى التي لعبها التانزانيون بعد خروجهم من تصفيات 2010 أمام المنتخب المصري في “أسوان“ في الخامس من شهر نوفمبر 2009، والتي حضّر من خلالها “الفراعنة“ لمواجهة الجزائر في القاهرة – 14 نوفمبر- (وهو ما يفسّر امتلاك “الفاف“ لها وانتهت بفوز ساحق لأشبال المدرب حسن شحاتة بخماسية كاملة مقابل هدف وحيد للتنزانيين) وهذه المباراة الوحيدة التي يملك “الخضر“ شريطا عنها، وهي التي ستعرض على اللاعبين رغم أنها ليس مقياسا لمستوى المنافس الذي يكون حتما قد تغير تماما منذ تلك المباراة، مع تواجد أسماء جديدة ومدرب جديد هو الدنماركي “بولسن“. اللاعبون يجهلون منافسهم ولا يثقون في مرتبته الضعيفة في تصنيف “الفيفا“ وقبل معاينة شريط المباراة أمام مصر والذي لن يكون معيارا يقاس عليه مستوى المنتخب التانزاني، أجمع لاعبو المنتخب الوطني خلال حديثهم للصحافة على هامش الحصة التدريبية التي جرت بملعب 5 جويلية، أنهم يجهلون أدنى معلومة عن منافسهم ولا يعرفون عنه شيئا، مادام أن هذا المنتخب لم يواجه الجزائر منذ 15 سنة وغائب ومغيّب تماما عن الساحة القارية منذ 30 سنة، وأكثر من هذا لا يملك على غرار كلّ المنتخبات الإفريقية لاعبا محترفا في أوربا يمكن أن يروّج لكرة هذا البلد، مادام أن محترفي منافس “الخضر“ الأول محترفون في الفيتنام والنرويج وغيرها من الدوريات الضعيفة. ومع هذا يصرّ لاعبو “الخضر“ على تفادي الاستخفاف بالمنافس رغم المرتبة المتواضعة جدا التي يحتلها في تصنيف “الفيفا“ (المرتبة 111)، ويؤكدون على ضرورة أخذه بالجدية اللازمة، كما صرّح لنا مطمور في حديثه معنا على هامش تلك الحصة. “الخضر“ يواجهون تانزانيا للمرّة الرابعة فقط وستكون مواجهة “الخضر“ لمنتخب تانزانيا هذا الجمعة الأولى منذ 15 سنة، حيث يعود آخر لقاء جمع المنتخبين إلى سنة 1995 بملعب 5 جويلية في إطار تصفيات أمم ، وقد فاز رفقاء عبد الحفيظ تاسفاوت بهدفين لهدف وصلوا بهما النهائيات في جنوب إفريقيا، بعد أن كانوا خسروا لقاء الذهاب في “دار السلام“ بالنتيجة نفسها (الخضر كانوا متقدّمين أولا بهدف قاسي السعيد وكان ماجر مدرّبا قبل أن يخلفه فرڤاني في مباراة العودة). وقبلها تقابل المنتخبان في دورة الألعاب الإفريقية عام 1973 ب “لاغوس“ النيجيرية وعرفت فوز “الخضر“ برباعية تقاسمها مصطفى دحلب ورشيد دالي مقابل هدفين. وكان هذا فقط رصيد المواجهات الرسمية بين الجزائر وتانزانيا. ويعود تواضع منتخب تانزانيا لغيابه عن المحافل الكبرى واكتفائه بالمشاركة في كأس وسط وشرق آسيا “سيكافا“، التي توّج بها ثلاث مرّات أمام منتخبات متواضعة جدا مثل أوغندا وكينيا.