كان مهاجم نادي أرسنال والمنتخب المغربي، مروان الشماخ، النجم رقم واحد في الندوة الصحفية التي جرت عشية أول أمس بفندق “السوفيتال“ بالعاصمة المغربية الرباط، وبعد انتهاء الندوة إقتربنا من مروان بصعوبة كبيرة من أجل إجراء هذا الحوار الحصري معه بالنظر إلى الحضور المكثف من رجال الإعلام، بالإضافة إلى الحراسة الشديدة المسلّطة على الشماخ، لكن بعدما علم بأننا من الجزائر سمح لنا بإجراء الحوار معه وتطرقنا معه إلى الحديث عن مباراة منتخب بلاده مع إفريقيا الوسطى، بالإضافة إلى المباراة المرتقبة في هذه التصفيات أمام منتخبنا الوطني شهر مارس القادم. في البداية، الكثير هنا في المغرب لم يفهم لماذا لا يقدم اللاعبون المحترفون في أوروبا نفس المردود الذي يقدمونه مع الأندية في المنتخب، ما تعليقك؟ إسمعني جيدا، من الصعب جدا أن تقدم نفس الأداء الذي تقدمه في ناديك عندما تأتي إلى المنتخب، فهناك العديد من الأمور التي تتغير سواء في العقليات أو طريقة اللعب وأمور أخرى، فعلى مستوى الأندية نجد بسرعة معالمنا وننسجم أكثر في طريقة اللعب لأننا نعمل يوميا جنبا إلى جنب ونحن الذين نلعب تقريبا 60 مباراة في الموسم وهو عدد لا يستهان به ولا يمكن بذلك مقارنة النادي بالمنتخب من حيث أداء اللاعب على الصعيد الفردي، وعلى سبيل المثال في التصفيات السابقة مع المنتخب الوطني أجرينا ست مباريات في ظرف سنتين ولك أن تلاحظ الفرق الشاسع بين الوضعية في المنتخبات وفي الأندية، وما يمكنني قوله هو أن في المنتخب الوطني نحاول أن نقدم كل شيء وأقصى ما لدينا وتعويض النقائص بالإرادة وحب الوطن. هل تشعر داخل المنتخب بأن ذهنية اللاعبين قد تغيرت وروح المجموعة صارت موجودة؟ بالتأكيد فنحن نضم مجموعة متماسكة وهناك لاعبين جدد سيتمكنون من التأقلم بسرعة في المنتخب لأنهم سيجدون كل الظروف مهيأة أمامهم من طرف الطاقم الفني واللاعبين القدامى، ويعلم هؤلاء الجدد أن المسؤولية ثقيلة على عاتقهم وهم الذين عوضوا أسماء بارزة في كرة القدم المغربية، وعليه فقد صارت لدينا مجموعة جديدة والإرادة موجودة لأجل رفع التحدي في هذه التصفيات ورفع الراية الوطنية عاليا، فهدفنا الحالي هو تصدر مجموعتنا من البداية والتأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة 2012 في الغابون وغينيا الاستوائية. ما الذي تغير في المنتخب المغربي مقارنة بالتصفيات السابقة؟ بعد كأس إفريقيا 2004، فإننا حققنا إنجازا وهو الوصول إلى النهائي وتضييع التاج في الدقائق الأخيرة ومن حينها كنا نعتقد بأننا قد وصلنا إلى القمة وكنا مجبرين على تحقيق نتائج أحسن لكن للأسف اصطدمنا بالأمر الواقع، فبمجرد عدم قدرتنا على التأهل إلى كأس إفريقيا وكأس العالم مرة واحدة فذلك يعتبر بمثابة خيبة كبيرة للكرة المغربية التي لم تتعود على الغياب عن نهائيات كأس إفريقيا، وأقول إننا كنا نملك الإمكانات على الأقل للوصول إلى كأس إفريقيا بأنغولا لكن لم نصل إلى ذلك، ولا يخفى عليكم أنه صار لدينا في المنتخب مدرب جديد والذي يسعى لوضع لمسته في المجموعة وتغيير الذهنيات، ونحاول ذلك جميعا بهدفنا الجديد وهو الوصول إلى “كان“ 2012 وبعدها التفكير في كأس العالم. على ما يبدو فإن المنتخب المغربي يسعى أكثر من أي وقت مضى للإنطلاق بنتيجة إيجابية في هذه التصفيات أمام منتخب إفريقيا الوسطى، أليس كذلك؟ هذا أكيد فكما يعلم الجميع فإنه ممنوع علينا ارتكاب أي خطأ لأن أي تعثر داخل الديار سيكلفنا غاليا، ولا يجب تضييع أي نقطة داخل قواعدنا مع حصد بعض النقاط من خرجاتنا إذا أردنا احتلال الصدارة، وعليه فنحن نسعى لتحقيق الفوز بأي ثمن وحصد أول ثلاث نقاط في هذه التصفيات، وإنه لمن المفيد جدا من الجانب المعنوي أن تنطلق في هذا النوع من التصفيات بفوز في أول لقاء لك، وعلى ما أعتقد فإن اللاعبين على دراية بما ينتظرنا في هذه المهمة ولن نستصغر منتخب إفريقيا الوسطى ولكن لا نقاش في النقاط الثلاث. كيف يتم الاتصال ما بين المدرب ڤيرتس والمجموعة في المنتخب الوطني مع العلم أن مدربكم متواجد في السعودية؟ وألا تخشون أن يُؤثر فيكم ذلك؟ دائما أقول بأن المدرب إيريك لديه ظروفه التي تمنعه من الالتحاق بالمنتخب الوطني في الوقت الراهن ولكننا نعمل وكأنه موجود معنا هنا لأن مساعدة كوبرلي هو الذي يوصل لنا رسائله وتعليماته، ومن جهتي فقد اتصل بي المدرب ڤيرتس أمس (الحوار أجري عشية الأربعاء في فندق السوفيتال بالرباط) وتبادلنا أطراف الحديث عبر الهاتف وتحدثنا مطولا عن عديد الأمور وقد أكدت له بأن الحماس موجود داخل المنتخب ونحن اللاعبين ندرك جيدا أنه لن يُطيل كثيرا قبل الإلتحاق بنا لأننا بأمس الحاجة إليه، ونسعى للإنطلاق في المنافسة بنتيجة إيجابية حتى نعبّد الطريق أمامنا ونرفع معنوياتنا أكثر فأكثر، فأنا شخصيا محفز على غير العادة للانطلاق بكل قوة في هذه التصفيات وتحقيق أول فوز أمام منتخب إفريقيا الوسطى في ملعب الأمير مولاي عبد الله. ما هو الخطاب الذي ستوجهه للاعبين قبل انطلاق اللقاء هذا السبت بحكم أنك قائد التشكيلة؟ خطابي سيكون شديد اللهجة هذه المرة وسأسعى لتحفيز رفاقي فوق العادة قبل إعطاء الحكم لصافرة الانطلاقة لكنني لن أقول لكم كل ما سأقوله لهم في غرف حفظ الملابس (يضحك). ألا تعتقد بأن ورقة التأهل إلى “الكان“ المقبلة ستلعب بين المنتخبين الجزائري والمغربي وهي المنافسة التي ستنطلق من هذه المباريات الأولى؟ نعم بالتأكيد، فأنا كذلك أعتقد بأن التأشيرة ستلعب بيننا وبين المنتخب الجزائري الشقيق، وفي هذا النوع من المباريات لا يمكن التكهن حول نتيجة اللقاء لأن الأمر يتعلق بداربي مغاربي، ومن جهتنا فنحن محفزون أكثر من الجزائر للتأهل إلى “الكان“ المقبلة في 2012 لأننا نسعى لتعويض مافاتنا وإسعاد أنصارنا الذين ينتظرون منا الكثيرن واقتطاع التأشيرة إلى كأس أمم إفريقيا المقبلة ستكون أحسن هدية منا للجمهور المغربي، وأنا أؤكد على أن المأمورية ستكون صعبة والتأهل سيحسم بنسبة كبيرة في المباريات المباشرة ما بين المغرب والجزائر، ومن جهتنا نتمنى أن يضع الجزائريون في أذهانهم أنهم وصلوا إلى “الكان” قبل لعب التصفيات بثقة زائدة في النفس، وهو ما سنستغله بطبيعة الحال(يضحك) وهو خطأ كبير سيقعون فيه، وأريد أن أشير إلى شيء آخر. ما هو؟ صحيح أن التأهل سيحسم بنسبة كبيرة بين المنتخبين المغربي والجزائري لكن لا يجب استصغار تنزانيا وإفريقيا الوسطى لأن الفرق الإفريقية تطورت كثيرا ونحن الآن نركز على مباراتنا هذا السبت ولا شيء غير ذلك. يعني هذا مثلما حدث لكم وللجزائر بالهزيمة أمام الغابون داخل الديار، أليس كذلك؟ نعم وهو كذلك، فالجزائر تلقت صفعة أمام الغابون وستعود بكل قوة ونحن كذلك انهزمنا من قبل أمام الغابون فوق ميداننا، وهو ما أثر فينا لأن الأمر تعلق بمباراة رسمية على عكس الجزائر التي ستصحح أخطاءها بحكم أن الأمر تعلق فقط بلقاء ودي تحضيري.