يعتبر خالد ياسين من بين أبرز المحللين الرياضيين في المغرب وهو المعروف بانتقاداته اللاذعة للكرة في بلاده، ونفس الشيء فيما يتعلق بالكرة العربية. ومن يتابع مختلف حصصه الرياضية في قناة “ميدي 1 سات” يقف على شدته في الإنتقاد، حتى المدرب الوطني السابق رابح سعدان لم يسلم من انتقاداته منذ مدة. وبعد إلتقائنا به على هامش مباراة المنتخب المغربي أمام نظيره إفريقيا الوسطى السبت الفارط في مركب الأمير مولاي عبد الله، أبينا إلاّ أن نجري معه الحوار في مركز الصحافة الخاص بالملعب، خاصة أنه تزامن مع استقالة الشيخ سعدان من منصبه وهو الذي انتقده في عديد المناسبات. في البداية ماذا يمكن أن تقول عن تعثر المنتخب المغربي أمام إفريقيا الوسطى؟ هذا ليس تعثرا، بل هي نتيجة طبيعية جدا بالنسبة لنا نحن هنا في المغرب بحكم أن كرة القدم في المغرب تغط في سبات عميق، ولا يزال أمامنا الكثير نصححه حتى نقول أننا نملك منتخبا متوسطا على الأقل. كيف وجدت اللقاء في حد ذاته؟ رغم تواضع مستوى المنتخبين، إلا أن المنتخب الوطني المغربي كان قادرا على تحقيق الفوز لو لم يستصغر منتخب إفريقيا الوسطى، لكن هذه هي العقلية العربية عموما والمغربية بالخصوص. فلا أدري كيف نستصغر منتخبا ونحن الذين لم نتأهل إلى كأس إفريقيا الأخيرة، ما يعني على الورق أننا من أضعف المنتخبات في هذه القارة. وكيف ترى حظوظ المنتخب المغربي للتأهل بعد هذه النتيجة؟ حسب وجهة نظري فإن الحظوظ كانت ضئيلة منذ البداية، وبعد هذا التعادل فقد تأكدنا من أن المنتخب المغربي لم يتغير فيه أي شيء مقارنة بالعام الفارط، وعليه فأؤكدها لك من هنا في الرباط على أن المنتخب المغربي مستحيل أن يتأهل إلى كأس إفريقيا المقبلة لأنه غير قادر أيضا على تحقيق الفوز في أي مباراة على عكس المنتخب الجزائري الذي ضيع على نفسه فوزا كبيرا أمام تانزانيا ولاعبوه خلقوا فرصا عديدة، بالإضافة إلى أنهم صاروا يملكون من الخبرة ما يسمح لهم بالعودة بكل قوة في هذه التصفيات على عكس منتخبنا المغربي. نفهم من كلامك أنك ترشح الجزائر للتأهل في هذه المجموعة الرابعة، أليس كذلك؟ نعم فأنا أرشح المنتخب الجزائري للمرور إلى كأس إفريقيا المقبلة لأنه يملك ملامح المنتخب الكبير وسيعود بقوة ويحتل المرتبة الأولى، وسأذكرك بعد انتهاء التصفيات بهذا الكلام. لكن شاهدنا منتخبين يزاحمان الجزائر والمغرب وهما تانزانيا وإفريقيا الوسطى، ماذا يمكن أن تقول في هذا الصدد؟ لا يمكن لهذين المنتخبين أن يتأهلا إلى كأس إفريقيا في مجموعة موجود فيها منتخب جزائري قوي لم يكن محظوظا من جهة في البداية ولا يملك مدربا قادرا على التعامل مع كل الأوضاع بحكمة. تقصد المدرب سعدان، ها هو قد استقال ومن الممكن أن تتأزم الأمور داخل بيت المنتخب الجزائري، ما تعليقك؟ أنا أتحدث بتفاؤل عن مستقبل المنتخب الجزائري لأن رحيل المدرب رابح سعدان سيمنح نفسا جديدا للخضر واللاعبون أدرى من غيرهم بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم. وأؤكد لك أن الأمور لن تتأزم برحيل سعدان بل ستتحسن وأنا من بين الأوائل الذين طالبوا برحيل هذا المدرب عن المنتخب الجزائري لأنه حرمنا من الفرجة في كأس إفريقيا وكأس العالم بلاعبين يملكون إمكانات كبيرة ومواهب فوق العادة مثل زياني، بودبوز، عبدون وغيرهم من اللاعبين. لكن لماذا كنت تطالب برحيل سعدان وتنتقده بشدة؟ لا أنا لا أنتقد شخص سعدان مباشرة بل أنتقده كمدرب، فهو محدود للغاية، ومنذ سنة تقريبا لم يتمكن من فعل أي شيء ماعدا التأهل إلى المونديال على حساب المنتخب المصري، ومن حينها كان الأجدر بسعدان أن يرحل نهائيا عن المنتخب الجزائري ويترك مكانه نظيفا لأن الإعلام والشارع الرياضي الجزائري لا يقبلان بتراجع مستوى منتخبه. فأنا شخصيا تأسفت كثيرا على عدم قدرة الممثل الوحيد للعرب في المونديال من تسجيل ولو هدف يفرحنا على الأقل لدقائق معدودات. إذن حسبك سعدان لم يكن المدرب المناسب ل “الخضر”؟ نعم المنتخب الجزائري كان أكبر من أن يشرف عليه مدرب من حجم سعدان الذي مر عليه الزمن وانقضى، وعليه أن يتقبّل هذا الأمر لأن كرة القدم العصرية للأسف لا تعتمد على خطة لعب واحدة في كل المباريات وبعدها نقول لم نكن محظوظي ف ديلبوسكي مثلا مدرب منتخب إسبانيا يوظف لاعبيه في كل مرة حسب خطة معيّنة ولا يسمح للمنافس بتوقع ماذا سيفعل، وهذا هو المدرب الكبير بالنسبة لنا. من لا يعرفك يعتقد بأنك تكره سعدان بسبب انتقاداتك اللاذعة؟ أنا لا يهمني ما يقال عني لأنني صريح، فقد ناديت برحيل سعدان مباشرة بعد لقاء أم درمان في السودان أمام المنتخب المصري والتأهل إلى كأس العالم حينها، لكن هناك من راح يتهمني بكرهي لمدربكم، لكنني بالعكس لأنني لست منافقا ولا أرى في سعدان المدرب الذي يلائم المنتخب الجزائري. وهناك من راح يقول إنك تكره الجزائر والجزائريين، ما ردك؟ لا إطلاقا، فلقد تأسفت كثيرا على ما اطلعت عليه في إحدى الصحف الجزائرية بأنني أكره الجزائريين، لا أدري كيف يقال عني هذا وأن الذي أملك عدة أصدقاء مقربين لي من الجزائر على غرار محي الدين خالف الذي أعتبره مثل أخي. وحرام أن تحدث مثل هذه الفتنة، فأنا مناصر وفيّ للمنتخب الجزائري وسبق لي حتى تشجيعه لما لعب في المغرب لأنني لا أجد أي فرق بين الجزائر والمغرب فنحن نشكل بلدا واحدا. هل ترى بأن الخضر قادرون على العودة في هذه التصفيات على الرغم من أن الأزمة موجودة؟ نعم بالتأكيد، فالفريق موجود وروح المجموعة كذلك، وأنا متأكد من قدرة اللاعبين على رفع التحدي لأنهم يملكون منتخبا كبيرا واتحادية سخرت كل وسائل العمل أمامهم على عكس الكثير من الاتحاديات العربية ومنها الجامعة المغربية، و سنرى كيف ستكون ردة فعل رفاق زياني. المباراة المقبلة للجزائر ستكون أمام إفريقيا الوسطى، هذا المنتخب الذي أوقف نظيره المغربي، كيف ترى حظوظ المنتخب الجزائري في هذا اللقاء؟ هذه المباراة لن تكون سهلة على الجزائريين لأن لاعبي إفريقيا الوسطى محفزون كثيرا بعد النتيجة التي حققوها أمام المغرب، فهم لا يعلمون بأن المنتخب الجزائري لا يشبه المنتخب المغربي في كل شيء وبالتحديد في العقليات، وأتوقع أن يتمكن الخضر من العودة بالزاد كاملا من إفريقيا الوسطى لأن هذا المنتخب يبقى متواضعا وليس في حجم الجزائر. وفقط على لاعبيكم أن يحضروا جيدا ويتفادوا التساهل لا غير. يقال الكثير عن لقاء المنتخبين المغربي والجزائري، فماذا لخالد ياسين أن يقوله عن هذا اللقاء؟ هو داربي وعرس مغاربي كبير، وعلى كل الأطراف أن تقدم صورة مشرفة عن الكرة في البلدين وبالخصوص رجال الإعلام المطالبون بالالتزام بالاحترافية أكثر من أي وقت مضى وتفادي الفتنة مثل تلك التي حدثت بين الجزائر ومصر بسبب مباراة في كرة القدم. الإعلام المغربي يجمع على أن “ڤيراتس” لن يتمكن من إخراج المنتخب المغربي من دوامته وهو الذي يُسيّر بالهاتف فقط؟ (يضحك) لقد وصلنا إلى يوم صار فيه منتخب عريق بحجم أسود الأطلس يُسيّره مدرب أجنبي عبر الهاتف والأنترنات، إنها مهزلة حقيقية ولا يوجد من يوقفها، فهذا المدرب لن يتمكن من تقديم أي شيء فهو ليس “آراغونيس” أو “إيمي جاكي” بل هو مدرب عادي ولا يقوم بعمله على أكمل وجه مع المنتخب المغربي. وفيما يخص من قال أن المنتخب المغربي سيدخل مرحلة جديدة من النجاحات فهو مخطئ لأنه سيدخل في مرحلة جديدة من الإخفاقات، ولن نتفاجأ هنا في المغرب بخروجنا من تصفيات كأس أمم إفريقيا قبل الأوان.