رغم الاتفاق الذي تمّ بين الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ومدرب المنتخب المحلي بن شيخة، إلاّ أن مصادرنا الخاصة لم تستبعد فرضية اللجوء إلى ورقة المدرب الأجنبي مستقبلا، وهي الفرضية التي تباحث حولها الرئيس روراوة وأعضاء مكتبه “الفدرالي” في الساعات القليلة القادمة، غير أنهم اهتدوا إلى قرار التّريث قليلا إلى غاية مرور مباراة إفريقيا الوسطى على أن يتمّ اتخاذ القرار النهائي بعدها حول مستقبل العارضة الفنية، إن كانت ستبقى تحت إشراف بن شيخة أم مدرب أجنبي آخر من المدرّبين الذين يسارعون اليوم إلى إرسال سيرهم الذاتية بغية خلافة سعدان. الوقت ضيّق لكي يتعرّف على اللاعبين وتحول أسباب عدّة في الوقت الراهن دون انتداب المدرب الأجنبي، وأوّلها ضيق الوقت واقتراب موعد مباراة إفريقيا الوسطى التي لم يعد يفصلنا عنها سوى شهر فقط، وهي فترة قصيرة جدا لا تسمح حتى لهذا المدرب الجديد على اختيار اللاعبين المعنيين بالمباراة المقبلة، ولا تكفي حتى لإرسال الدعوات لهم، ثم أن الفترة التي سيلتقي فيها اللاعبون قبيل هذه المباراة أقصر بكثير ولن تكون كافية لهذا المدرب الأجنبي الجديد للتعرّف على اللاعبين واحدا واحدا. التعثر في أول خرجة يعني دفع كلّ رواتبه المُرتفعة ويكون روراوة الذي قرّر منح المسؤولية ل بن شيخة في المباراة القادمة، فضّل معاينة الوضع وما وستسفر عنه نتيجة مباراة إفريقيا الوسطى، لأنه من غير المعقول أن يأتي اليوم بمدرب أجنبي كبير من طينة “فيليب تروسييه” مثلا، ويتعاقد معه بأجرة شهرية كبيرة قد تصل إلى قرابة مليار سنتيم، وبعدها يتكبّد هذا الأخير تعثرا في لقاء إفريقيا الوسطى، وتكلف إقالته حينها خزينة “الفاف” أموالا طائلة، لأنّ الاتحادية يومها ستكون مُجبرة على أن تدفع له كلّ رواتب العقد الذي يربطه بالمنتخب، وهو سبب من الأسباب التي حالت دون التعاقد مع مدرب أجنبي قبيل مباراة إفريقيا الوسطى. “الفاف” لا تريد المغامرة ونتيجة إفريقيا الوسطى تحدّد كلّ شيء ولا ترغب هيئة روراوة في الوقت الحالي أن تغامر بمستقبل المنتخب الوطني وعارضته الفنية، ما لم تلعب المباراة المقبلة أمام إفريقيا الوسطى، وعلى ضوء ما ستسفر عنه نتيجة تلك المباراة سيتم اتّخاذ القرار النّهائي بشأن المدرب بن شيخة الذي سيتولى مهمة الإشراف على رفاق بوڤرة هناك، إن كان سيبقى طويلا مثلما تقرّر منذ ثلاث أيام من الآن، أم أنّهم سيسندون المهمة إلى مدرب أجنبي مثلما يفكّرون فيه في الوقت الحالي، أم أنهم سيحاولون الجمع بينهما، وهو أمر مستحيل في الحقيقة، لأن بن شيخة وحسب مصادرنا الخاصة أصرّ على تولي مهمة تدريب المنتخب لوحده مثلما وعده به روراوة منذ فترة، ودون أن يكون مساعدا لأحد، أو يبقى على رأس المنتخب المحلي.