خاض منتخب إفريقيا الوسطى غريم "الخضر" القادم أولى مبارياته التحضيرية لموعد 10 أكتوبر القادم، والتي تدخل ضمن منافسة ذلك المنتخب على لقب بطولة منطقة "سيماك" لدول وسط القارة السمراء، إذ واجه بالكونغو برازافيل المنتخب الغابوني المحلي وافترق معه على التعادل السلبي. ولم يكن منافس المنتخب الوطني القادم في حُلته التي زرع بها سابقا الرعب في كيان باقي أضلاع المجموعة التصفيوية لكأس الأمم الإفريقية لما تعادل مع المغرب في الرباط. الجميع تخوّفوا منهم في البداية لأنهم حاملو اللقب وقاهرو "أسود الأطلس" وقبل التطرق لما وقع لمنتخب إفريقيا الوسطى في ملعب "ألفونس ماسيمبا ديبا" بمدينة برازافيل، تجب الإشارة إلى الإشادة التي لقيتها كتيبة الفرنسي جول أكورسي من قبل الإعلام المحلي في الكونغو، إضافة إلى صحفيي البلدان المشاركة في البطولة الكاميرون، الغابون، تشاد وغينيا الاستوائية، فكل الآراء صبت في خانة واحدة هي قوة ذلك المنتخب من مُنطلقين اثنين، الأول لأنه حامل لقب الدورة السابقة (أقيمت ب إفريقيا الوسطى)، أما الثاني فلأنه فرض قبل أسابيع فقط التعادل السلبي على المنتخب المغربي. منتخب الغابون المحلي ضعيف جدا لكنه ضيّع الفوز وأخذا برواية الصحافة الغابونية فإن منتخبها الوطني ضيّع فوزا محققا كان بين يديه، ولو رافق التوفيق مهاجميهم لدكوا حصون "الوحوش الضارية" بأكثر من هدف، وبمقابل ذلك ظهر رد الفعل في إفريقيا الوسطى مشابها للأول بما أن الإعلام هناك وصف ما حدث في برازافيل بالانتكاسة، وهذا لأن المنتخب الغابوني مُشكّل من لاعبين محليين عكس المنتخب المنافس الذي يملك الكثير من المحترفين في القارة السمراء، وعليه كانت سيطرت الغابونيين على جل مراحل المواجهة مفاجأة كبيرة لكل متتبعي دورة "سيماك". 3 من أصل 4 مدافعين شاركوا أمام المغرب وخيّبوا في برازافيل ووُصف أداء مدافعي منتخب إفريقيا الوسطى الأربعة (ضمن خطة 4-4-2) بالأسوأ من بين كل الخطوط، حيث قيل إن الغابون سيطرت بالطول والعرض على معظم فترات المواجهة وأن مهاجميها صنعوا العديد من الفرص وأهدروها بسبب الأنانية أو التصرف غير السليم وليس بتألق من المدافعين. ولا يمكن إرجاع الأداء الباهت لمدافعي منتخب إفريقيا الوسطى إلى غياب المحترفين في أوروبا، لأن 3 من أصل 4 شاركوا أمام المغرب كانوا حاضرين في برازافيل، وهم كيثيفواما المحترف في تشاد، بوتو الناشط في البطولة الغابونية وبيدوت لاعب نادي "سكاف" المحلي. إفريقيا الوسطى ضاعت في الشوط الثاني و"أكورسي" لم يفهم شيئا إلى جانب الأداء الدفاعي الباهت بدا الفارق واضحا بين أداء إفريقيا الوسطى في المرحلتين الأولى والثانية، إذ تراجع "الوحوش" كثيرا من الناحيتين الفنية والبدنية ولم يُفلح أكورسي في إيجاد الحل للأزمة التي حلت بكتيبته من بين البدائل المُتاحة على كرسي البدلاء، وهو ما أظهره مفلسا من الناحية التكتيكية حسب رأي إعلاميي إفريقيا الوسطى. الصحافة الغابونية مُحبطة، ووجدت حلا ل"الخضر" في "بانڤي" نشر موقع "غابون نيوز" تقريرا يتحدث عن تعثر منتخب بلاده أمام إفريقيا الوسطى، واصفا الشعور الأمثل عقب تلك الموقعة بخيبة الأمل لا غير، وفي إطار حديثه عن النقائص الكبيرة المُسجلة على الأداء العام ل"الوحوش الضارية"، تم التطرق لنقاط الضعف التي بإمكان منافسي ذلك المنتخب استغلالها، فكتيبة أكورسي تسقط ولا تنهض أمام السرعة والنقلات المنسقة، والدفاع ثقيل جدا في المراقبة الفردية ولا يصمد أمام التمريرات التي تضرب في المحور، وبالتالي فهي رسالة ل عبد الحق بن شيخة عليه استغلالها. إفريقيا الوسطى تواجه الكاميرون غدا في لقاء استعادة الكبرياء من جهة أخرى، يدخل أشبال أكورسي يوم غد الأربعاء معترك "سيماك" من جديد لخوض غمار ثاني لقاءاتهم في الدورة، إذ يُنتظر أن يقابل أشباله المنتخب الكاميروني الضلع الثالث في المجموعة الثانية للبطولة، وهو اللقاء الأخير في الدور الأول (المجموعة تضم 3 منتخبات)، لذا فإن "الوحوش الضارية" ستدخل ملعب "ألفونس ماسيمبا ديبا" بهدف استعادة كبريائها لأنها حاملة اللقب.