عندما يعجز الكاتب أو الصحفي عن التعبير الصحيح، ولا يجد الكلمة الملائمة لا يكلف نفسه عناء البحث وتوسيع دائرة معارفه اللغوية وإثراء أسلوبه بتعابير وألفاظ ملائمة، فيلجأ إلى أسهل الحلول باستعمال أية كلمة يتهيأ له أنها مرادفة لها أو تحمل المعنى نفسه ويمكنها أن تنوب عنها أو تعوضها، هذا الخمول "الفكري" عادة ما يؤسس لخطأ سرعان ما ينتشر على اعتبار أن الكلمة شائعة الاستعمال، وبالتالي فهي صحيحة.. "علِق، يعلَق فهو عالق" كلمة شاع استعمالها في السنوات الأخيرة استعمالا خاطئا.. فعادة ما يقال "إن المسافرين عالقون في المطار"، أو "إن النازحين عالقون عند الحدود…"، بل إني قرأت مؤخرا، خبرا استعملت فيه كلمة "عالق" أغرب استعمال، تقول فيه الجريدة: "مازالت كتب حوالي 160 ناشرا عربيا أغلبهم من جنسية مصرية عالقة بمخازن المعرض الدولي"، وهذه لعمري أخطاء غير معقولة.. والحقيقة أن عبارة علِق بالشيء معناها حسب لسان العرب "نشِب فيه"، كأن تقول علق في الشباك أو علق الشيء في الثوب. وجاء في لسان العرب "وأَعْلَقَ الحابلُ: عَلِق الصيدُ في حِبَالته أَي نَشِب. ويقال للصائد: أَعْلَقْتَ فأَدْرِكْ أَي عَلِقَ الصيدُ في حِبالتك"… أما الذي تقطعت به السبل ولم يتمكن من السفر، أو من عبور الحدود، فهو مَحْصُورْ، وحَصَرَهُ يَحْصُرُهُ حَصْرًا، ، أي حَبَسَهُ عن السفر فهو مَحْصُورٌ وحَصِيرٌ، فالمسافرون محصورون في المطار وليسوا "عالقين به".. والنازحون محصورون، أو محاصرون عند الحدود، والكتب محجوزة وليست عالقة..