تحولت الشبكة العنكبوتية إلى رعب حقيقي بالنسبة للأسر الجزائرية، فالعالم تحول بفضل هذه الأخيرة إلى قرية صغيرة يلتقي فيها ملايير البشر، فلا تدري العدو من الصديق، ولا تدري في أي زاوية أو أي منعرج يقتنص العدو الفرصة لينقض على شرف عائلتك فيدنسها بواسطة حاسوب وكاميرا، فكثرت الجرائم والسبب واحد كابوس مرعب اسمه الشبكة العنكبوتية. بقلم : قادة صافي أصبحت الشبكة العنكبوتية في الآونة الأخيرة تعج بالمحتالين الذين يحملون في قلوبهم نزعة الشر والسلوك العدواني البهيمي. أناس يعانون من نكسة أخلاقية يمارسون ممارسات تتنافى وأبسط المبادئ الإنسانية، بل تنحدر بهم إلى صف الوحوش الضارية التي تنقض على فريستها دون رحمة، يوقعون بضحاياهن ليمارسون معهن طقوسا غريبة بدافع الغريزة الحيوانية الطائشة التي لاتمت بأي صلة للغريزة الإنسانية المحافظة، عن طريق حاسوب صغير وكاميرا صغيرة، يمثلون مشاهد ساخنة كثيرا ما يتم تصويرها لتصبح أداة ابتزاز في يد المحتال يبتز بها ضحيته مقابل مبالغ مالية أو مقابل جلسات حميمية على فراش حقيقي. الحديث عن هؤلاء دفعنا لتسليط الضوء عن ظاهرة خطيرة مسكوت عنها في المجتمع الجزائري المحافظ تجنبا للفضيحة، ظاهرة غفل عنها كثير من الآباء الذين يدعون بناتهم يتصفحن أغوار الشبكة العنكبوتية دون رقابة ولساعات متأخرة من الليل، يمارسن فيها طقوسا خطيرة تمس بشرف الأسر الجزائرية. فتيات يخضن رحلة مجانية في علم الجنس الافتراضي فيقعن في فخ نصابين محتالين يشبعون نزواتهم عبر شاشة الحاسوب وبواسطة الكاميرا، تكون نهاية هذه الرحلة الجنسية سقوط مدوي في فخ الرذيلة الافتراضية تصاب فيه الفتاة بصدمة نفسية تلجأ بسببها الكثير من الفتيات إلى المصحات النفسية. سنضطر في هذا التقرير أن نكسر بعض الطابوهات ونتجاوز الخطوط الحمراء، والغاية منها أن نعري بعض الحقائق التي تخفى عن بعض الأولياء، وليس الغاية من كتابة هذا التقرير تحقيق الإثارة أو شيء من هذا القبيل، وإنما غايتنا كشف النصابين والمحتالين الذين يتخذون الشبكة العنكبوتية وسيلة لتحقيق رغبات ونزعات شيطانية لا يستطيعون تحقيقها في العالم المجرد، فيتخذون العالم الافتراضي ملاذا يشبعون فيه نزواتهم الحيوانية على حساب شرف عائلات شريفات وعلى حساب فتيات بريئات دخلن عالم الدردشة، في لحظة ضعف سلمن أنفسهن لمغتصبيهن الافتراضيين الذين نالوا منهن عبر كذبة اسمها الحب الافتراضي. الحديث عن الحب الافتراضي يقودونا للحديث عن الجنس الافتراضي أو الجنس الالكتروني، هذا المصطلح غريب عن المجتمع الجزائري، لكنه معشش في أوساط الشباب والشابات، في غفلة من هذا المجتمع الذي تكتفي أعينه بمراقبة العالم المجرد وتغفل عن العالم الافتراضي. من تعارف إلى جنس الكتروني ! الجنس باللغة العربية كلمة سحرية تخطف العقول ذكورا وإناثا وتلهب الحواس، وهي تحتل اليوم القائمة الأولى في مرتبة الكلمات الأكثر تداولا على الشبكة العنكبوتية، ففي غضون التعارف المألوف عبر هذه الوسيلة قد تحصل ممارسات جنسية داخل غرفة الدردشة أو عبر الكاميرا من طرف مختلف الأعمار والوضعيات الاجتماعية. وتبدأ هذه النوعية من العلاقات عادة بعد أن ينجح الذكر في استدراج الأنثى وإقناعها بطرق مختلفة كي تستجيب لخوض المغامرة معه، فلكل واحدة مفتاحها حسب تعبير أحدهم، فأثناء الحديث يرمي الذكر بتعابير جنسية ثم ينتظر ردة فعل الأنثى، وعن الأسباب والدوافع التي ترغب خاصة الشباب بمثل هذه العلاقات أكثر من غيرها، قال أحدهم: "العلاقات الجنسية عبر الدردشة تخفف من حدة الخجل والإحراج لكلا الطرفين"، كما قال آخر أن ذلك يعود إلى شخصية الإنسان فالبعض يشعر بالحرج من إتباع الطريقة التقليدية في التعرف على الجنس الآخر، في حين تختصر الدردشة الكثير من العناء كونك لا ترى الطرف الآخر وجها لوجه مما يسهل التعري نفسيا وجسديا داخل الفضاء الافتراضي، حيث المتعة المستترة خلف الآلة الصماء وفي عالم وهمي لا يهدد الوجه الآخر للحياة فكأنها حلم شبقي ينتهي بانتهاء اللحظة، وهنا يمكننا أن نطرح سؤالا هاما:هل تنتهي التجربة فعلا بانتهاء اللحظة أم أن التجربة تلو الأخرى تأسر صاحبها مع شريك واحد لتتحول إلى ما يشبه التعود والحب أو مع شركاء متنوعين لتتحول إلى هوس وإدمان مرضي. أسباب هذه الظاهرة هي العتمة أو غرف الدردشة، فهي سبب الويلات والمصائب التي حلت بفتيات هذا الجيل اللواتي يقعن ضحية بل أضحية في يد ناحريهن فينحرون شرفهن عبر بوابة " الكام". البدايات بكلام معسول عبارة خيوط جذابة تنجذب خلفها الفتاة التي لم تجد مصغيا لمشاعرها في العالم الواقعي، في غفلة من أهلها تكون قد قطعت أشواطا خلف هذا الحاسوب في عالم الرذيلة الإلكترونية، تمارس عادة غريبة عادة افتراضية تتقبلها في البداية على مضض، لكن بمجرد أن تتجاوز الصدمة الأولى فتصبح عادة لدى البنت تعيدها المرات تلو المرات، وقد تتجاوز بعض الأحيان الشخص الواحد لتصل إلى مجموعة من الأشخاص. نادية بحثت عن المال فوقعت في الفخ بالصدفة اكتشفت نادية خدمة "المسنجر" للتواصل المباشر الشفهي والمكتوب والمرئي، يمكن أن تكون ذات فائدة مباشرة على حياتها اليومية، وفرصة لإيجاد دعم مالي مباشر لحاجياتها اليومية البسيطة، فكانت تحادث شيخا تصادقت معه على نحو عفوي، عرض الأخير إرسال مبلغ من المال لحسابها الشخصي مقابل تعري خفيف على الكام. بعد إلحاح أعقب رفض في البداية ، قدمت نادية خدمة جنسية للشيخ وحصلت على المراد. الاستثناء صار عادة فيما تلى ذلك من مغامرات افتراضية، وأصبح الشرط المادي مدخلا للعلاقات مع الجنس الآخر على المسنجر، حتى مع أشخاص آخرين الذين أصرت نادية على اختيارهم بعناية، من كبار السن وأصحاب الدخل المرتفع. مع أحدهم حصلت على مبالغ مالية محترمة مقابل دقائق قصيرة من كشف المستور، تواصلت المغامرة إلى أن توصلت بمكالمة هاتفية من مجهول قدم نفسه على أنه الرجل الذي يتواصل معها جنسيا عبر الكام مقابل المال وطلب لقاءا حيا مباشرا فوق سرير حقيقي هذه المرة، عارضا مضاعفة الحصة المالية. رفضت نادية في بداية الأمر غير أن الزبون وعد بنشر فيديوهاتها على الإنترنت إذا لم تلب طلبه، حدد لها المكان بدقة فتوجهت "نادية" معصوبة العين فاقدة العقل مما يحدث لها لا تصدق ما حل بها إلى غاية أن وصلت إلى الشاب المزعوم، قبل أن تشرع في طرح الأسئلة ، طلب منها الشاب مشاهدة هاتفه النقال،الذي احتوى على كل الفيديوهات التي تعرت فيها نادية. اكتشفت أنها سقطت في فخ محكم، لم تجد نادية حلا من أجل تجنيب نفسها العار والفضيحة سوى تحديد موعد لاحق في مكان محدد من أجل تلبي نزوات هذا الشاب، عادت نادية لتحادث الشاب مرة أخرى عبر الشبكة العنكبوتية، فحدد لها موعدا ومكانا للجلسة الحميمية الموعودة، قامت نادية بإبلاغ الشرطة التي توجهت مع الفتاة إلى المكان المحدد، فألقي القبض على الشاب، وتم تفتيش هاتفه النقال الذي وجد به فيديوهات للفتاة "نادية". أحيل الشاب على العدالة فاعترف بكل أفعاله الشيطانية لتتم محاكمة فيما بعد". أطفال ومراهقون ضحايا الجنس الالكتروني نجاة فتاة تبلغ من العمر 15 سنة، تتحدث أختها حياة عن قصتها، تقول " كنا لانسمح لحياة مجرد التقرب من الحاسوب، خوفا عليها من هذا الغول الالكتروني الذي لايرحم، لكن بعدما نالت شهادة التعليم المتوسط أصبحت محبوبة في البيت ولم يكن أبي يرد لها طلبا، فطلبت من الأب أن تشغل الأنترنت، فقبل الأب دون تردد منه ودون أن يعرف عواقب ذلك، فتحت نجاة حسابا شخصيا في الفايسبوك وكسبت كثيرا من الصديقات، لكن لم تكن تعلم أن إحدى صديقاتها هو مجرد وحش بشري استعار اسم فتاة من أجل الإيقاع بالفتيات، هذا الشاب الذي اتخذ اسما مستعارا، تحادث مع أختي نجاة لعدة أيام بصفته فتاة إلى غاية أن تجاوز معها الخطوط الحمراء، فوصف لنجاة جسده بادعائه أنه فتاة وذكر مفاتنه، وطلب من نجاة أن تذكر له مفاتنها فلم تترد، وليته توقف عند هذا الحد فكان يرسل لنجاة صور مخلة بالحياء من إجل الإغراء بها إلى غاية أن سقطت في المحظور فمارست معه العادة السرية، وكان يرغمها على ذلك يوميا، لم تكن تصرفات نجاة عادية، فالفتاة دخلت في موجة انطواء أثارت انتباهنا، فكنا كلما نسألها تضطرب وتنفي الأسباب، هذا مادعاني لمراقبة تحركات الفتاة إلى غاية أن جاء اليوم الموعود، نسيت نجاة حسابها الشخصي مفتوح فدخلت بعدها إلى الفايسبوك ليحيلني الحاسوب مباشرة لحساب أختي، للوهلة الأولى جلب انتباهي كلمات جنسية من فتاة تراسل أختي نجاة، فرحت أقلب الرسائل القديمة لأقف عند صور صادمة، ورسائل تعبق بحديث الجنس، أصبت بصدمة كبيرة، حاولت كشف المستور ولكن خوفا على أختي نجاة تجنبت ذلك خاصة وأني طبيبة نفسية، أشفقت للحالة النفسية التي ستؤول إليها نجاة فيما بعد إذا ما فضحتها، كان أمامي حل واحد طلبت من الأب إلغاء اشتراك الانترنت تماما، بدعوى الخوف على نجاة من تراجع مستواها الدراسي، وأصررت وألحت على الأب إلى غاية أن ألغى الاشتراك، وبعد شهور على الحادثة أخذت أختي نجاة لجلسات علاجية اعترفت من خلالها بممارسة العادة السرية مع هذا الشاب. كادت نجاة أن تدخل عالم الرذيلة من أبوابه الواسعة خلف العتمة المظلمة التي يتبادل فيها الضحية والجلاد الهيام، فاحذروا من هؤلاء النصابين والمحتالين، وراقبوا أولادكم ولا تدعوا الحبل على الغارب لأطفالكم حتى تجنبوهم الوقوع في شراك هذا العالم الافتراضي .الجنس الالكتروني ضحاياه ليس من الجنس الناعم فحسب بل حتى الجنس الخشن هو أحد ضحاياه هذا العالم المثير والخطير في الآن نفسه. الشات بوابة الشذوذ شاب من إحدى الولايات الغربية ، يبلغ من العمر 20 سنة ينتمي لعائلة ثرية، يذكر لنا قصته بمرارة يقول "الفايسبوك حولني من إنسان عادي إلى شاذ، لقد تعرفت على شاب في مثل سني عبر لي عن ميولاته الجنسية التي كانت غريبة، لم استوعب هذه الميولات في البداية، كان يغرقني بأحاديث الجنس وتجاربه مع من هم في مثل سنه، كان يستجلبني لشراكه يوما بعد يوم، وكان لا يتوان في إرسال صور خادشة للحياء، في غفلة مني وفي لحظة ضعف تبادلت معه الصور ذاتها، ياليته توقف عند هذا الحد، طلب مني أن أحادثه عبر السكايب فقبلت دون تردد، لم أكن استوعب تصرفاتي، رغم ذلك لم استطع مطاوعة نفسي لقد أغراني بحديثه. تحادثنا عبر السكايب في الكثير من المرات، لكنه كان وحشا بشريا بحق لاهم له سوى إشباع رغباته الجنسية، كان مجرد ذئب بشري كشر عن أنيابه، دعاني للقاء مباشر من أجل التعارف، قبلت في الوهلة الأولى لكن استشرت أحد أصدقائي الذي حذرني من الذهاب إليه وحذرني من دخول هذا العالم الخطير، واصلت الحديث معه عبر الشات فقط، مفاجأتي الكبيرة حدثت عندما عبر لي عن حبه لي، كانت صدمة بالنسبة لي بل كان في بعض الأحيان يقسم لي أنه يحبني ولا يستطيع مفارقتي، وإن فارقته سينتحر. كلمته هذه جعلتني أحذفه من قائمة أصدقائي، أغلقت حسابي في الفايسبوك، لكن بعد مرور أيام عديدة انجذبت مرة أخرى لهذا العالم، ففتحت حسابي من جديد ودخلت صفحات الشواذ بحثا عن أصدقاء، عشت في هذا العالم لشهور عديدة، لم أكن استوعب الأمر ذلك الشاب الطيب الخلوق، الإنسان العادي يتحول بين ليلة وضحاها إلى شاذ، يتلهى بالشباب عبر الفايسبوك. ذات يوم صارحت احد أصدقائي فأخذني إلى أحد الأطباء النفسانيين،الذي قدم لي حصص علاج كثيرة، طلب مني أن أغلق حسابي في الفايسبوك ففعلت، وداومت خلال هذه الرحلة العلاجية على قراءة القرآن و حافظت على الصلوات الخمس في المسجد، ولم أعد أفارق جلسات العلم والحمد لله أني تعافيت وتجاوزت الصدمة بفضل الله عزوجل، "كانت هذه قصة الشاب صاحب العشرين عاما، باختصار اختصر فيها رحلة خطيرة في هذه الشبكة العنكبوتية التي انتزعت منه في غفلة منه صفة الآدمية وحولته لشاذ ينتقل بين صفحة وصفحة يتلقى صفعة بعد صفعة إلى غاية أن أفاق على صدمة تجاوزها بالعلاج النفسي والأذكار القرآنية". قصص حاولنا جمعها من شرائح مختلفة من أجل أن تكون عبرة لشباب وشابات اليوم، الذين يسبرون أغوار عالم الشات بسذاجة ودون وعي منهم. سردنا في هذا الجزء قصص ضحايا الجنس الافتراضي من الأطفال والعزاب والعازبات، لكن ليت الأمر توقف عند حدود العزاب العازبات، فحتى الأزواج دخلوا هذا العالم من كلا الجنسين إناثا وذكورا، فوقعوا في شباك هذا العالم الوهمي، الذي أدخلهم في دوامة مشاكل زوجية، خاصة بعدما يكتشف أحد الطرفين الأمر. قصص واقعية حدثت بالفعل، كانت بدايتها كلمات معسولة عن الإعجاب ثم الحب وصولا إلى العشق الوهمي الذي كنا نسمع به في الأساطير، عشق القلوب دون أن ترى الأجساد بعضها، سرعان ماينتقل هذا الحب إلى مرحلة أخرى، يتم تجسيد الطقوس بشكل مباشر عن طريق الكام، وهنا تبدأ حكاية أخرى عنوانها الخيانة الالكترونية، فيطلق الزوج زوجته طلاقا افتراضيا، فلا يعر لها اهتماما، ويرمي بنفسه في أحضان كاميرا الحاسوب ليشبع رغباته ، ومن هنا كذلك تبدأ قصص الخلع الافتراضي، في رحلة غياب الزوج تقوم الزوجة بإشباع رغباتها عن طريق الكام، مسلمة جسدها الناعم لغير زوجها ولا تدري أنها ضحية نصب واحتيال، وأنها ستتحول بين ليلة وضحاها في يد محتال يبتزها بصورها في شتى المضاجع، يطاوعها من أجل أن تلبي رغباته في فراش حقيقي وليس في فراش افتراضي أو يكشف أمرها، فتستلم الزوجة لنزواته ، لتنتقل من عالم الافتراض إلى العالم الحقيقة، حيث تبدأ قصة جديدة عنوانها خيانة حقيقية وليست خيانة افتراضية… قصص انتظروها في الجزء الرابع.