يجمع النحويون أن الكاف حرف تشبيه، وهذا ما يؤكده شيخ النحويين سيبويه في قوله: "وكاف التشبيه التي تجيء للتشبيه، وذلك قولك : أَنْتَ كَزَيْدٍ ."حتى إنه أطلق على الكاف اسم "كاف التشبيه" أي أنَّ الكاف المفردة لم ترد في العربية إلاَّ للتشبيه، وهذا ما يبدو جليا في قوله : فأمَّا ما كان من هذه الحروف …فإنَّ منها "كاف التشبيه" التي في قولك: أَنْتَ كَزَيْدٍ ، ومعناه : مثل زيدٍ…" وفي القرآن الكريم ما يؤكد هذا الإجماع في قوله تعالى:" فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ "(الأعراف 176)، وقوله:"إنَّما مَثَلُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ" (يونس 24) ، وقوله: "وَلَهُ الجَوَارِ المُنْشَآتُ فِي البَحْرِ كَالأَعْلاَمِ "(الرحمان 24). ويظهر من الأمثلة المستقاة من القرآن الكريم أن استعمال الكاف للتشبيه فقط، بمعنى أن المشبه ليس هو المشبه به، إنما مثله أو يشبهه.. فعندما نقول "إن هذا الرجل كالأسد" يعني أنه مثل الأسد يشبهه، وليس أسدا فعلا.. وإذا أردنا أن نقول إن فلانا هو "كذا فعلا"، فيجب ألا نستعمل كاف التشبيه التي تعد نافية للصفة ضامنة للشبه فقط.. فعندما يعين فلان سفيرا في بلد ما، نقول:" عين فلان سفيرا في البنغلاديش" مثلا، ولا يصح أن نقول :"عين كسفير في البنغلاديش.." لذا فمن الخطأ أن تقول المذيعة :".. وكنشاط ثقافي شهد المسرح…"، لأنه نشاط ثقافي فعلا وليس شبيها به، وهي تقصد أنه نشاط ثقافي لكنها استعملت كاف التشبيه في غير محلها.. وعندما تعلن مؤسسة ما عن "تعيين فلان كمدير عام"، فإنها ترتكب الخطأ نفسه، فالرجل عين مديرا عاما فعلا وليس كمدير عام فقط.. وقول المعلق الرياضي"اللاعب الفلاني يلعب هذه المرة كظهير أيمن" مجانب للصواب لأن المعنى المقصود أنه يلعب ظهيرا أيمن فعلا وليس مثل الظهير الأيمن فقط..