شجعت العديد من الأطراف النسوية المعروفة بنشاطها في الجزائر، النساء الجزائريات على المشاركة في المسيرة التي دعت إليها جمعيات نسوية ردا على ما اعتبروه إهانة صدرت في حقهن من قبل رجل الأعمال ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد أمام رجال الأعمال الصينيين، بقوله "تعالوا إلى الجزائر، لأن فيها الأموال، وفيها نساء إن أردتم الزواج". وأكدت المحامية بن براهم على حرص 26 مليون جزائرية على الرد القوي على حداد الذي أهان بتصريحاته كل الجزائريات بكلام خطير تناقلته كل وسائل الإعلام الأجنبية عبر دول العالم، وقالت بن براهم في حديث للحوار، إن المرأة الجزائرية معروفة بكرامتها ونضالها الذي يشهد له القاصي قبل الداني، ودعت بن براهم كل جزائرية حرة إلى المشاركة في المسيرة التي ستبين لكل من تسوّل له نفسه المساس بكرامتها أن الجزائرية ليست في متناول الجميع، كما صرح بذلك حداد مضيفة بقولها إنه من يريد كسب المزيد من المال عليه أن ينتهج طرقا أخرى بعيدة لا تمس بكرامة أحد، معتبرة أن المرأة الجزائرية قوة اقتصادية فإذا توقف نشاطها ستنهار الجزائر كليا. واعتبرت الحقوقية أن المسيرة التي روج لها بقوة في مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى رد الاعتبار للمرأة الجزائرية وهي أقوى رد على الإهانة التي صدرت في محفل عالمي. من جهة أخرى نددت زعيمة حزب العدل والبيان نعيمة صالحي بتصريحات حداد وقالت إن المرأة الجزائرية ليست سلعة لتدخل في صلب النقاشات الاقتصادية بين رجال الأعمال الجزائريين والغرب، وطالبت علي حداد بالاعتذار للجزائريات أو توضيح ما كان يقصده بتصريحاته المستفزة. وعن المسيرة أكدت صالحي أنها تساند أي تحرك أو مسعى يصب في خانة إعادة الاعتبار للمرأة الجزائرية يشارك فيها كل الجزائريين وليس النساء فقط، أما رئيسة المرصد الوطني للمرأة والأسرة شائعة جعفري فاعتبرت أن تصريحات حداد "حماقة "يجب تجاوزها وعدم الانسياق خلفها معتبرا أن المرأة الجزائرية أكبر بكثير من أن تكون سلعة تباع في الأسواق الدولية، وأضافت رئيسة المرصد الوطني أن المرأة الجزائرية أرفع بكثير من تصريحات حداد. كما وتشير بعض المعلومات إلى استياء العديد من مواطني وشيوخ المنطقة التي ينحدر منها علي حداد من التصريحات المهينة التي أطلقها حداد بحق المرأة الجزائرية، حيث أكدوا أن كلاما مثل هذا يضر بالمرأة الجزائرية وبسمعتها خاصة وأن رجال المنطقة لا يتسامحون مع مثل هذه الخرجات الغريبة. ولم يحدد تاريخ المسيرة النسوية التي ستكون الثانية من نوعها في الجزائر، بعد تلك التي قادتها ناشطات سياسيات وسيدات المجتمع المدني مطلع التسعينيات، إلا أن حجم الغضب الشعبي والتفاعل مع المسيرة في الأوساط الشعبية ومواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تعليق زعيمة حزب العمال التي نددت بخرجة حداد، يوحي بمشاركة عدد كبير من النساء في المسيرة المرتقبة. سهام حواس