ما قام به الجيش الوطني الشعبي في الساعات الأخيرة، أعاد الأمل للشعب في دولته، بعد أن بدأت ملامح هذه الدولة تتلاشى على أيدي السياسيين سواء "الشياتين" أو الذين يمارسون معارضة "الشيتة" بشيتة أخرى لأجنحة أخرى سواء في السلطة أو خارجها، الجميع نزل بهيبة الدولة إلى الحضيض، بممارسات هابطة جعلتنا نستمع يوميا لخطابات سياسية لا تخرج عن السب والشتم والتشكيك والتخوين، وفي المقابل يتابع المواطن أطوار محاكمات درامية في قضايا مصيرية، جعلته يربط بين هشاشة مؤسسات الدولة والخطر الذي يتهدد مصلحة البلاد واستقرارها، في هذا الظرف بالذات تأتي "غزوة" الجيش الوطني الشعبي لتعيد للدولة هيبتها وتعطي أيضا درسا للسياسيين والأجنحة المتصارعة أن عودوا إلى رشدكم فالبلاد على كف عفريت وتستطيع الجماعات الإرهابية أن تنبعث من جديد إذا استمرت حالة الصراع بين الأجنحة والتيارات والأحزاب والإعلام، خاصة أن الأجواء الداعشية التي خلفها ما يسمى بالربيع العربي يمكن أن تلتهم ما تبقى من بلدان عربية مستقرة وتضمها إلى قائمة الخراب العربي، الذي استطاع الغرب أن يؤزمه أكثر خدمة لمصالحه واستنزافا لخيراته. الجزائر وبحمد الله نجت من المقصلة لأنها تعرف حقيقة هذه المقصلة التي لا تخلف سوى الخراب والدماء، لكن ذلك لا يعني إطلاقا أن البلاد بعيدة عن الهزات الارتدادية التي قد تقلب الطاولة علينا جميعا، فعملية الجيش ضد الإرهابيين كشفت أن الجماعات الإرهابية لم تنته بعد وليست نائمة بل لعلها تقتات من نمو التطرف في دول الجوار وحركة السلاح وتتغذى أيضا من الضغط الاجتماعي والتهميش في بلادنا، ولذلك البلاد لا تزال في خطر لولا سواعد الجيش الشعبي الوطني.