قالت البيضاء مسعي أمينة ولائية مكلفة بالثقافة بالمكتب الوطني لاتحاد النساء الجزائريات في لقاء جمعها ب''الحوار'' على هامش إحدى ملتقيات الاتحاد حول تحسيس المرأة بدورها في تأدية الواجب الانتخابي، وأنها تسعى إلى النهوض بالمرأة الشاوية عموما والخنشلية على وجه التحديد ودفعها إلى التمتع بكافة حقوقها الاجتماعية والسياسية على حد سوء من خلال النضال في صفوف الاتحاد طيلة عقود من الزمن. الحوار: في مداخلة بتجمع حول تحسيس المرأة بدورها وفعاليتها في دفع الانتخابات الرئاسية المقبلة، أكدت أن المرأة لازالت مهضومة الحقوق، كيف ذلك؟ ** البيضاء بسعي: حتى بعد مرور 47 سنة على الاستقلال لازالت المرأة الجزائرية بعيدة عن التمتع الكلي بحقوقها من حيث المساواة بينها وبين الرجل في بعض المجالات الحساسة وعلى رأسها الظفر بالمناصب القيادية،رغم القدر الذي حققته من المكاسب في عهدتي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وهي التي خاضت سنينا طويلة تكافح فيها معه لتحرير الوطن جنبا إلى جنب دون تمييز ولا تهميش. لكننا نلاحظ حضورا قويا للمرأة على كافة المستويات إلى درجة تبوئها مناصب سياسية وحكومية هامة، ألا يعتبر هذا تمتعا بحقوقها؟ ** بعد الاستقلال ظهر جيل جديد من النساء الجزائريات اللواتي أكملن مسيرة الأمهات والجدات و أردن حمل المشعل بعدهن بالفكر والقلم بعيدا عن الضمادة والبندقية التي كانت وسيلتهما في السابق لشق الطريق نحو الحرية، وبحثت هؤلاء بدورهن عن حريتهن، فمنهن فعلا من بلغت مناصب هامة في القرار والحكم إلا أنهن تمثلن نسبة جد ضعيفة لا تعكس قدرات المرأة الجزائرية الفعلية ونسبتها في المجتمع. ما رأيك في نظام الحصص لتمثيل المرأة في المجالس المنتخبة، هل ترين أنه سيضمن مطلب الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات في التمثيل العادل ومنحها أكبر هامش من المساواة في هذا المجال مع الرجل؟ ** نحن لسنا ضد تطبيق نظام الحصص في التمثيل بالمجالس المنتخبة وإنما نعتبره خطوة ومبادرة تبعث على الأمل في التطبيق الفعلي للديمقراطية على ألا طول هذه الفترة الانتقالية. باعتباركم أمينة ولائية بمكتب خنشلة، هل تتمتع المرأة الخنشلية بقدر كاف من التمثيل على مستوى المجالس المنتخبة؟ ** أقل ما يمكن قوله عن المرأة الخنشلية أو الشاوية عموما التي خاضت الثورة عبر جبال الأوراس، أنها لا زالت تخوض الكفاح حتى يكون صوتها مسموعا، فمثلا تقدر نسبة النساء النائبات على مستوى المجلس الشعبي الولائي لخنشلة بامرأة واحدة من بين 39 رجل، ما نعتبره غير مرض تماما ونناضل من أجل استرداد مكانتها، فكل من بلغت من النساء مناصب هامة من المسؤولية لم تلغن بعد مناصب القرار التي لازالت حكرا على الرجل. ما تفسير ذلك؟ ** التفسير الوحيد الذي يمكن تقديمه في هذا الموقف والذي نعتبره عائقا، هو تخلف وانغلاق بعض الذهنيات بالرغم من توفر الإرادة السياسية القوية والتي تتجلى في التعديل الدستوري الجديد الذي يمنح المرأة أكبر قدر من الحرية وحظوظا للتمثيل على مستوى المجالس المنتخبة على قدم المساواة مع الرجل انطلاقا من كفاءاتها وقدراتها. قلت في حديث سابق أنك لا زلتي تناضلين من أجل القضاء على مشاكل المرأة في خنشلة واسترداد كرامة المرأة الشاوية عموما، ما هي أهم المشاكل التي تتخبط فيها المرأة الخنشلية؟ ** على مستوى المكتب الولائي للإتحاد الوطني للنساء الجزائريات، نعمل جاهدات على تحسين ظروف معيشة المرأة والفتاة الخنشلية خاصة في المناطق الجبلية النائية، حيث نقوم برفع التقارير والاتصال بالسلطات المعنية باستمرار لبحث حلول لقضايا مختلفة من شانها النهوض بواقع المرأة الخنشلية كالتعليم والتكوين المهني وتوفير مناصب شغل لحاملات الشهادات العليا، و التدخل في الدفاع عن حقوق بعض النساء العاملات اللواتي تواجههن مشاكل التحرش الجنسي في أماكن العمل أو التعسف من قبل مسئوليهم في استعمال السلطة. بلوغ هدفكن في استرداد كرامة المرأة الشاوية ،ألا يتطلب وعيها بحقوقها؟ ** الوعي يلعب دورا هاما في المضي قدما في مطلبنا هذا، وحتى نتمكن من بلوغه نقوم بتنظيم ملتقيات وأيام تحسيسية للمرأة نشعرها من خلالها بمكانتها الحقيقة التي ينبغي أن تتبوؤها في المجتمع، كما هو شان اللقاءات التي نقوم بتنظيمها في هذه الفترة لتحسيسها بقوتها في إحداث التغيير بتأديتها لواجبها الانتخابي.