بجاية: حنان حملاوي قال الباحث حسن ثليلاني إن سعي المسرح الجزائري إلى توظيف البعد الديني في أعماله جاء ليلبي هدف التمسك بالهوية العربية الإسلامية للجزائر في المقام الأول ، وهو ما يعكس المبالغة في تمجيد الشخصيات والمناسبات الدينية في مواجهة المعتقدات الدينية الأخرى. أوضح الباحث حسن ثليلاني خلال مداخلته التي حملت عنوان "جدلية المقدس والمدنس في المسرح الجزائري" والتي تندرج ضمن أشغال الملتقى العلمي الذي يقام على هامش مهرجان بجاية الدولي أن رؤية المسرحيين من خلال توظيف البعد الديني في المسرح الجزائري اتسمت بنوع من السطحية، مبرزا أن الصراع الذي تشخصه المسرحية لا يكاد يتجاوز ثنائية الإيمان في مواجهة الشرك أو الحق في مواجهة الباطل، دون الغوض في الأسباب الجوهرية الأخرى المحركة للصراع. هذه الرؤية حسبه لم تمنع الكتاب من محاولة إيجاد جسور تواصل بين الماضي الذي تصوره مسرحياتهم والحاضر الذي تتناوله بالتشخيص والمعالجة، فاستطاعوا بذلك توظيف البعد الديني كقناع للتعبير عن الواقع الجزائري. وخلص المحاضر إلى أن الشكل المسرحي الذي غلب على المسرحيات الجزائرية التي عمدت إلى توظيف البعد الديني، هو المسرح الكلاسيكي بمميزاته التقليدية من احترام قانون الوحدات الثلاث إلى استخدام اللغة الفصحى، مبرزا أن الإنتاج المسرحي الجزائري المتجه نحو توظيف البعد الديني لا يتسم بالقلة إذ ما قورن بالإنتاج العام في المسرح الجزائري، ومع ذلك يضيف يكاد يقتصر على إسهامات كتاب جمعية العلماء المسلمين.