سبتي زقاري يعيش سكان بلدية كركرة، غربي ولاية سكيكدة، وضعية مزرية بسبب انعدام الجسور والممرات العلوية التي تمكنهم من عبور الوادي القبلي الذي يقسم بلديتهم إلى شطرين على مسافة تقارب ال15 كم، حيث وعلى طول المسافة الرابطة بين قريتي "أحد سالم" شرقا و"بوالقرطوم" غربا، لا يوجد أي جسر أو ممر علوي رغم وجود العديد من بيوت المواطنين وبعض المرافق العمومية وبعض المقابر في الضفة الأخرى للوادي، إضافة إلى وجود عشرات الحقول والبساتين هناك، وهو ما جعل العديد من سكان كركرة يغامرون بحياتهم أثناء عبور الوادي من ضفة إلى الضفة الأخرى. ولعل أهم ما جلب انتباهنا بهذه المنطقة هو وجود متوسطة بورغيدة في الضفة الأخرى للوادي بقرية أحمد سالم التي تعتبر من أكبر التجمعات السكانية ببلدية كركرة، وفي غياب ممر علوي يربط بين القرية والمتوسطة يضطر التلاميذ وبعض الأساتذة لقطع الوادي شبه سباحة، رغم ما يشكله ذلك من خطر على حياتهم، سواء بإمكانية تعرضهم للغرق أوأن يجرفهم الوادي، أو بسب ثيابهم التي تتبلل أثناء عبورهم الوادي ويقضون بها معظم الفترة الدراسية مبللة، فيما يضطر بقية التلاميذ والطاقم الإداري والتربوي للمؤسسة الذهاب إلى المتوسطة عبر طريق قرية "الحمام" مما يكلفهم قطع مسافة حوالي 3 كم مشيا على أقدامهم، رغم أن المتوسطة لا يفصلها عن قرية أحمد سالم سوى الوادي القبلي الذي يبلغ عرضه حوالي 50 مترا. وغير بعيد عن مقر بلدية كركرة يضطر سكان هذه الأخيرة لتصفيف العديد من عربات الجرارات في الوادي، لاستعمالها كجسر حتى يتمكنوا من نقل جثامين موتاهم إلى المقابر الموجودة في الضفة الأخرى للوادي، حيث يضطرون في كل مرة لاستعمال عربات مابين 08 إلى 10 جرارات بحسب ارتفاع منسوب مياه الوادي، وقد حضرت ال " الحوار " مراسيم تشييع إحدى الجنازات، ورغم ما يميز هذه الأيام من جفاف إلا أن المشيعين اضطروا إلى استعمال 08 جرارت لنقل الجثمان إلى الضفة الأخرى للوادي، فأصبح أصحاب الجرارات يعيشون في حالة طوارئ دائمة، فكلما علموا بوفاة أحد من أبناء المنطقة يضطرون لترك أعمالهم وتغيير المحاريث التي كانوا يحرثون بها الأرض بالعربات قبل الذهاب إلى المقبرة لتمكين المشيعين من نقل الجثمان إلى الضفة الأخرى من الوادي فوق عربات جراراتهم، هذه المعاناة جعلت العديد من سكان كركرة الذين تحدثوا إلى "الحوار" يطالبون بإنجاز بعض الجسور والممرات العلوية على الأقل كل 02 أو 03 كم على طول المسافة التي يقطعها الوادي القبلي ببلدية كركرة، لتمكينهم من عبور الوادي إلى الضفة الأخرى، وخاصة في فصل الشتاء حين يرتفع منسوب مياه الوادي بشكل كبير، أين يضطر العديد من التلاميذ إلى الانقطاع عن الدراسة، كما يضطر الفلاحون للانقطاع عن حقولهم وبساتينهم لأسابيع طويلة، تتسبب في الكثير من الأحيان في إلحاق أضرار كبيرة بمحاصيلهم الزراعية، كما يعانون الأمرين لنقل جثامين موتاهم إلى المقابر الموجودة بالضفة الأخرى للوادي.
* رئيس بلدية كركرة ل"الحوار" إنجاز ممر علوي بالوادي القبلي ضمن أولوياتنا
رئيس بلدية كركرة "سعد زويتن" من جهته أكد ل "الحوار" وجود معاناة كبيرة لدى سكان البلدية للتنقل من ضفة إلى ضفة أخرى على طول المسافة التي يقطعها الوادي القبلي لبلدية كركرة، خاصة وأن بلدية كركرة بلدية فلاحية بامتياز، وصرح لنا بأن البلدية سجلت ممرا علويا يربط بين قرية أحمد سالم ومتوسطة بورغيدة لتمكين التلاميذ من الالتحاق بمقاعدهم الدراسية في أحسن الظروف، كما أنها تضع ضمن أولوياتها إنجاز العديد من المرات العلوية الأخرى لتمكين الفلاحين من الوصول إلى حقولهم وبساتينهم وتسهيل عملية نقل جثامين الموتى إلى المقابر الموجودة في الضفة الأخرى للوادي.