صعدت أحزاب الموالاة في الآونة الأخيرة هجماتها ضد غريمتها التقليدية، المعارضة، وراحت تغتنم كل المنابر المتاحة لها ل" تقصفها" ذات اليمين وذات الشمال بالثقيل وبكل "الألفاظ الغليظة"، فتارة تتهمها بالدعششة، وتارة أخرى بالعاملة للخارج، في شكل حملة انتخابية مسبقة لاستحقاقات 2017، وبين هذا وذاك تعمل قيادات المعارضة وبكل الوسائل المتاحة لها على تبييض صورتها أياما قليلة على "موقعة" مزفران 2. هذا الحراك، بين الموالاة والمعارضة، قرأه عارفون بالشأن السياسي أنه غير مسبوق، على اعتبار "السجال" بين الطرفين موجود منذ البداية، إلا أنه لم يبلغ ما بلغه حاليا منذ مدة طويلة، حيث وصل إلى التجريم والاتهام بانتهاج الفكر الداعشي والعمالة للخارج لبلوغ الكرسي، وهو ما ذهب إليه الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى، حيث اتهم أحزاب المعارضة دون ذكرها بالاسم في رسالة إلى مناضلاته بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بالابتهاج بالأزمة الاقتصادية، أملا منهم لاقتطاف السلطة في ظل الفوضى، وراح ابعد من ذلك محذرا بأن امتداداتهم في الخارج بدأت تتحرك قصد الترويج وهما لجزائر أصبحت تشكل خطرا على محيطها. عمار سعداني، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، لم تخطئ تصريحاته هدف الاحزاب المعارضة في الجزائر التي حسبه تجتمع في الفنادق وتتحدث على كرسي الرئاسة، معتقدة بأن العمل الحزبي يعتمد على الفاكس و"الكاشي"، داعيا إليها للخروج من القاعات والمساهمة في تجنيد المواطنين وتوعيتهم بالمخاطر المتأتية من الحدود عبر تشكيل جدار وطني، بعد ان اتهمها بالتخلي عن أمهات الأمور التي تهم المواطن الجزائري، وبالاستخفاف بالتهديدات التي تشكلها "داعش"، والتركيز على "اللهث" لبلوغ الكراسي ولو على حساب استقرار البلاد. وما غذى "حرب التصريحات هذه"، الخرجة غير المتوقعة للمجاهد الرائد لخضر بورقعة، إذ ورغم توجهاته المعارضة، إلا انه فتح بدوره النار في لقاء مع "الحوار" مؤخرا، حينما اتهم بعض أحزاب المعارضة بالرغبة في التغيير على الطريقة الداعشية، وأنها تبحث عن التمويل الخارجي، وغيرها من التصريحات الخطيرة التي ساقها القيادي في الولاية الرابعة التاريخية ضدها. بدوره، ورغم تصريحاته الأخيرة "المهادنة" لأقطاب المعارضة، الا أن الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس، عاد من جديد للتشكيك في نوايا المعارضة، معتبرا أن الدعوة الى انتخابات مسبقة يعد انقلابا، ودعاها لانتظار المواعيد الانتخابية لتحقيق طموحاتها السياسية، وشدد على ان تشكيلته ترفض المطالب التي تروج لها هذه الأحزاب، خاصة ما تعلق بفكرة المرحلة الانتقالية وتنظيم انتخابات رئاسية مسبقة وغيرها من المطالب الأخرى. هذا "التصعيد" لم تستسغه المعارضة التي ردت على هذه الاتهامات، معتبرة انها "تصريحات فارغة"، بل وصل بها الأمر حسب مصادر "الحوار" لتشكو وزير العدل حافظ الاختام الطيب لوح ضمنيا ما سمته "تطاول" الموالاة عليها بالاتهامات "المغرضة"، وذلك خلال اجتماع لجنة الشؤون القانونية والحريات بالمجلس الشعبي الوطني مع لوح، والذي تقدم بعرض مشروع يتمم ويعدل قانون العقوبات. وحسب مصادرنا، فإن ممثل تكتل الجزائر الخضراء نبه الوزير خلال تدخله "إلى خطورة شيطنة المعارضة والتهجم عليها وتخوينها، وهو ما لا يخدم التوافق السياسي، وتوحيد الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات المحيطة بالبلاد، معتبرا أن: "من يتهمها بالعمالة لجهات خارجية أو خدمة أجندات أجنبية أو الانتماء إلى الفكر الداعشي فهو يتهم مؤسسات الدولة بغيابها وعدم القيام بمهامها.. وإلا فأين هي العدالة والأجهزة الأمنية ومؤسسات الرقابة". نورالدين. ع