من بين الوسائل التي تعتمد عليها الدول المتقدمة، في التواصل مع المواطنين، وتفعيل الحس الوطني، هي الأرقام الخضراء التي تعد إحدى الوسائل الناجعة في الحد من الجريمة، وطلب الخدمة الجيدة، والآنيه، فهي أحد الجسور التي تربط المواطن بمختلف الإدارات والهيئات الأمنية والخدماتية في بلده، وكغيرنا من الدول، ومع (الطفرة) التي شهدتها البلاد ظهر هذا الرقم العجيب، الساحر، في وطنِنَا… والمدقق في الإحصائيات والتقارير التي تصدرها هاته الهيئات والمؤسسات الحكومية، يخيل لك أن الرقم الأخضر عندنا أسرع وأمْكَنْ من مصباح علاء الدين السحري… أغلب الهيئات تتفاخر بعدد المكالمات، أما عدد التدخلات والإستجابه فذلك شأن أخر… ويُخَيَل إليك أنها مراكز تشغيل الشباب لا غير… تخيل معي يتصل مواطن من ولاية تيبازه بالرقم الأخضر ل(سيال) ويقول أنا مواطن من بلدية حطاطبه والماء راه يسيل و داير حاله والتبذير ماشي امليح…. فترد الموظفة: حطاطبه ااااان وين جات هذه…. أنا راني في باش جراح!!! قلت لكم تشغيل شباب فقط… ويتصل مواطن بالشرطة ليعلمهم بوجود عمليات سرقه متكررة في الحي الذي يقطن به فيرد الموظف ويقول: عمي ماشي غير حومتك فيها السرقه البلاد اكل راهي تَتْسرق… عادي عمي… ومواطن آخر يتصل بسونلغاز ليخبرهم عن اشتعال نار في أحد المحولات الكهربائية، فيقال له أبلغ الشرطه وهي بدورها تٌبلغنا نحن نبلغ الحماية المدنية…. خالوطة كبيرة…. ومن جهة أخرى للمواطنين نصيب في تردي خدمه هذه الأرقام الخضراء، فتجد بعض المواطنين الذين لا يملكون لا شغلا ولا مشغله في كل لحظة يخرج هاتفه من جيبه ويبدأ في التلاعب بالحماية المدنية وسونلغاز والهيئات الحكومية والإدارات… الخ… إلا من غاب عليه رقمها.. لذلك تمنيت لو أن مصاريف الرقم الأخضر كان يمكن أن تأتي أكلها لو استبدلوا الرقم بالتفاح تحت شعار (المكالمه المجانيه لا تجلب لك خدمة آنيه)….. ااااه لوكنت وزيرا