أكثر من عشرين يوما انقضت من الشهر الفضيل، انقض معه نفس العدد من حلقات البرامج التلفزيونية المقترحة على المشاهد الجزائري ضمن الشبكة البرامجية الرمضانية، ليصبح من الممكن الحكم على مستوى ما قدم ضمن الموسم الرمضاني الجاري من اعمال كوميدية وأخرى درامية، والتي لم ترق لمستوى تطلعات المشاهد الجزائري، وهو ما ظهر جليا من خلال ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي. حيث طغى على الشاشة الجزائرية، عمومية كانت او خاصة، اجترار نفس المشاهد التلفزيونية التي دأب الجزائري على مشاهدتها في كل موسم، حيث جاءت البرامج متشابهة من حيث المضامين، وإن اختلفت في العناوين مع المحافظة على تلك النظرة النمطية على مستوى الأداء والإخراج، وحتى طريقة تناول المواضيع المقترحة، فيما غابت اللمسة الفنية الابداعية تماما عن الصورة. من جهة اخرى، رفعت القنوات "الفوضى" شعارا لشبكتها البرامجية، وهو ما ظهر جليا في المسلسلات الفكاهية التي وصل عددها 50 عملا فكاهيا، ليكون معيارهم الكم على حساب الكيف، وهي سياستهم في جذب اكبر نسبة مشاهدة والتنافس على احسن المراتب الاولى من حيث استقطاب الجمهور. تبنت بعض القنوات ميزة، تكرست في التعامل مع نجوم اليوتيوب ومغني الراب، وخير مثال على ذلك عقلية دي زاد من اعداد وتقديم كريم الغانغ الذي يبث على قناة "بور تيفي" في حصة رفعت من اسهم القناة من حيث المتابعة نتيجة النجومية التي يحظى بها ابن مدينة سوق اهراس. برنامج "عقلية دي زاد" اختاره الغانغ ليوصل به رسائل توعوية، من خلال معالجته لقضايا اجتماعية طالت جل الفئات، ربما هي قضايا في نظر البعض غير مهمة، لكنها واقعية، مست فئة لا حول لها ولا قوة. من جهته، اختار نجم البودكاستر انس تينا استلهام فكرة معروفة عرضت اكثر من مرة في قنوات أجنبية، حيث وفق في إسقاطها على الواقع الجزائري من خلال حصة التجربة التي تبث في "الشروق" حيث تطرق إلى قضية تعامل الجزائريين مع ظاهرة اختطاف الأطفال، وعزوف البنات عن الزواج ب(عمال النظافة) ليتصدر هو الآخر قائمة البرامج الاكثر مشاهدة في تظل تردي المستوى. فيما يخص الدراما، فهي تبقى شحيحة في هذا الموسم، لتكون حالة عدم الرضا واضحة من خلال التعليقات التي يتركها مرتادو الشبكة الزرقاء. وفي ظل هذه الحالة يجد المشاهد الجزائري نفسه مضطرا للهجرة نحو القنوات العربية الاخرى والتي تقدم مادة اثقل دسما طيلة ايام الضيف الفضيل. خيرة بوعمرة