دعا الإعلامي وسام أبوزيد، مراسل التلفزيون الجزائريبغزة، في حديث خص به جريدة "الحوار" حكومات الدول العربية إلى تكثيف الجهود واتخاذ موقف الجزائر نموذجا لها لمواجهة الخطر الإسرائيلي الذي يهدد المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج العربي، مشيرا إلى أنه لن يتحقق الاستقرار العربي إلا باستقرار فلسطين مهد الديانات وقبلة المسلمين الأولى. هذا وتطرق وسام إلى الوضع الفلسطيني وعديد القضايا التي تمس الشأن الفلسطيني. * هلا قدمت لنا البطاقة الفنية لوسام أبو زيد؟
وسام ابو زيد.. شاب فلسطيني، درس في كلية الإعلام والاتصال بجامعة بن عكنون، الجزائر، قسم السمعي البصري، تخرج عام 2005، بعد تخرجي التحقت بمؤسسة التلفزيون الجزائري، بعد حادثة اختطاف جندي اسرائيلي صيف 2006، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت مراسل التلفزيون الجزائريبغزة، متزوج وأب لثلاثة أطفال، ولدين وبنت، عشت في ليبيا لاجئا فيها مع والدي، وذهبنا إلى غزة في عهد السلام، ربتني الجزائر على حب فلسطين، كنت رئيس اتحاد الطلبة الفلسطينيين بالجائر العاصمة حين كنت طالبا بالجامعة، كنا لما نجتمع في مكتب رئيس اتحاد الطلبة كنت أسمع منهم هذا مكان أبوجهاد، شوارع الجزائر علمتنا حب الوطن.
* لماذا لم تختر ديار الغربة وفضلت العيش في فلسطين رغم الأوضاع المعروفة؟
اخترت ذلك عن قناعة تامة، لا أريد العيش خارج حدود فلسطينمسقط رأسي، أحب بلد إلي هو الجزائر، لأنها مكنتني من التعرف على القضية الفلسطينية أكثر، وأنا خارج بلدي فلسطين، فمثلا لو عشت في ألمانيا ممكن لا أجد من يعشق فلسطين مثل ما عشقها الجزائري فعرفت بلدي من هنا.
* هلا وصفت لنا العمل الإعلامي بغزة ووضعية الإعلامي الفلسطيني؟
الصحافة الفلسطينية تعاني الكثير، يقتل الصحافيون، ويتعرضون للإهانات، والسجن، الإعلام في غزة صعب، إسرائيل قصفت قنوات، قصفت سيارات عليها شارات لقنوات تلفزيونية، قصفت صحافيين يعملون لصالح قنوات دولية ومحلية، نحن نضع شارات توضح انتماءنا لقنوات معينة حتى إذا قصفنا ونروح على المستشفى حتى لا نعطي لإسرائيل مبرر أننا لم نضع إشارة تبين أننا من رجال الإعلام، كالدروع مثلا، أما الحماية فهي من الله، لا يحميك الدرع ولا السيارة، إسرائيل اليوم لا تستعمل الرصاص بل تستعمل أسلحة متطورة وأكثر فتكا، كالأبتشي، وطائرات الاستطلاع…
والإعلام بغزة تطبعه الحزبية، نريد قناة مستقلة غير تابعة لا للأحزاب، ولا لأي فصيل ولا للأشخاص، نحتاج إلى قناة تلم الشمل الفلسطيني كله، هذا النداء أرفعه إلى كل فلسطيني شريف، وهناك اقتراح آخر وهو دمج كل القنوات، حتى نبعد عن كل المخاطرات، وأيضا حتى لا تتخذ القنوات كمنصات لتبادل التهم، مما يسمح لكل حزب ولكل فصيل مثل حماس، حركة الجهاد الإسلامي وحركة فتح وغيرها من الفصائل الحرية التامة في التعبير والعمل بشكل متضامن، وتكريس العمل الجماعي لصالح القضية الفلسطينية حتى يفتح للصحفي بغزة باب المشاركة في المؤتمرات الدولية، والمهرجانات التي تنظم في كل بقاع العالم. الصحفي عندنا ضاع حقه، أسير لا يستطيع مغادرة أسوار غزة، محاصر من كل جهة.
* القضية الفلسطينية إلى أين، كيف هو وضع فلسطين وشعبها بعد 11 سنة من الحصار؟
الشعب الفلسطيني في ظل الوضع الراهن، وفي ظل الممارسات القمعية التي يقوم بها الكيان الاسرائيلي، لا يمكن لنا إلا أن نقول إن الوضع الحالي الذي تعيش في خضمه فلسطين لا ينذر بالخير أبدا، ويمكن وصف فلسطين في 2016 أنها أكثر ضررا مقارنة بالسنوات الماضية، كل سنة تمر على الشعب الفلسطيني تكون أسوأ من التي انقضت، سواء تعلق الأمر بطبيعة الاحتلال الذي تتغير أهدافه في كل مرة، أو بعدد اللاجئين في المخيمات التي تتضاعف كل عام، ناهيك عن تزايد عدد البطالين والعاطلين عن العمل، وارتفاع مؤشر الأسر المحتاجة. وحسب تقديري ستسجل سنة 2017 أضرارا أكثر من تلك التي مضت، السنوات الماضية كانت تعيسة على فلسطين وشعبها، في كثير من المفاصل المهمة، انتفاضة وهبات شعبية، وحروب اسرئيلية من 2006 مرورا بألفين وتسع، إلى غاية ألفين وأربعة عشر والحصار ما زال مستمرا، واستمرار الحصار على مدار إحدى عشر سنة، ألفين وستة عشر مليئ بالاعتقالات ومصادرة الأراضي، وكبت الحريات، عن طريق منع التنقل، وحظر دخول البضائع وخروجها من وإلى غزة.
* الصراع الدائر اليوم في فلسطين، هل يعتبر صراعا عربيا إسرئيليا أم إسرئيلي فلسطيني؟
الصراع القائم اليوم مع الكيان الاسرئيلي هو صراع مشترك مع جميع الدول العربية، فهو ليس فقط صراعا فلسطينيا اسرئيليا، إنما هو عدو مشترك، يهدد العالم العربي برمته، كل محب لفلسطين هو في صراع دائم بشكل أو بآخر مع الاحتلال الاسرائيلي، لأنه يدرك في قرارة نفسه أنه إذا أحب هذا البلد مهد الديانات السماوية، وأرض الإسراء والمعراج، وأولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، فهذا العربي المسلم أو المسيحي حتما سيكره وسيدخل في صراع معمق مع الاحتلال الصهيوني، الكل على علم أن إسرئيل تقتل، تقصف، تعذب، تزج في غياهب السجون، وترتكب أبشع الجرائم على الشعب الفلسطيني، وتعتدي على المقدسات، وتنتهك الحرمات، ولا يمكن تحجيب هذا الصراع، بصراع فلسطيني إسرائيلي فقط.
* أقصد من الناحية العملية، الفلسطيني اليوم يواجه وحده قوة تملك أسلحة فتاكة ويمارس عليه أقذر أنواع التعذيب، كيان سلبه حريته وصادر أرضه ومنعه من الحياة، بح صوته وهو ينادي العرب لنجدته، وأذن العربي صماء؟
العالم العربي اليوم خارج الموضوع الفلسطيني يداهمه خطر الانقسام، ونحن نعيش الشتات العربي في كثير من المحاور، فلماذا لا نبحث عن الوحدة العربية، وما الهدف من البغيظة الموجودة بين العرب، مما جعلهم يعملون بشكل فردي، والجهد الفردي قد يكون صاحبه مصابا أو مخطئا، وهذا ما يدعم فكرة فرق تسد، ويوسع الهوة فيما بينهم، وأتمنى من موقعي كشخص بسيط وكإعلامي أن تعود الوحدة العربية بشكل ليس كسابقته، وأن تكون الجامعة العربية فعلا صاحبة قرار وتنفيذ، وأن تقوم بأعمال تعود بالفائدة على الشعب الفلسطيني، لأن كل الجهود التي قامت بها الجامعة العربية قامت بمبادرة السلام، توحد العرب يقوينا ويمنحنا الصمود، وما يحدث الآن في سوريا واليمن وليبيا، هو ضعف يدب في جسد الأمة العربية.
* ما تقييمك لأداء فلسطينيي المهجر وانعكاساته على قضية وطنه؟
الفلسطيني بالمهجر طبيعي يخطئ ويصيب، لكن أعود وأقول إن الذي عاش وذاق مرارة الاحتلال عن قرب، أكيد طعم فلسطين يكون في نفسه أحلى ويكن لها المحبة أكثر من الفلسطيني الذي ولد وعاش في ديار الغربة كلاجئ، لكن إن سألت هذا الأخير ممكن يقول لك أنا لا أعرف فلسطين، شخصيا أعرف الكثير منهم، وقد أخذتهم الحياة بعيدا، واشتغلوا في جميع النشاطات كالتجارة والصناعة، وبعيدون كل البعد عن أمور الوطن، إلا أن هذا لا ينفي وجود لاجئين آخرين التقيتهم شخصيا يحبون فلسطين أكثر ممن يعيشون داخلها، وهناك لاجئون في مختلف بلدان العالم بالرغم من أنهم ممنوعون من دخول فلسطين، ومنهم من لم يعرفها للظروف ذاتها، لكنهم تكتلوا واستطاعوا تقديم المساعدات والدعم لأبناء وطنهم الذي يرزح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي، لا أعيب فقط الفلسطيني، بل أعيب أي عربي ومسلم نسي قضية فلسطين، ولا أرى استقرارا عربيا بالمنطقة العربية إلا باستقرار الوضع الفلسطيني.
* بعض الشخصيات العربية زارت إسرائيل، ما تعليقك؟ لا أسمح لنفسي أن أقف على منبر لأدافع عن شخص له علاقات مع إسرائيل ولا أعطيهم مبرر، ولا نشكك في وطنية احد، وفي نفس الوقت ليس لدي أي معلومات عن أهداف الزيارات التي قاموا بها إلى إسرئيل، موضوع مصر على سبيل المثال ليس بالجديد، لديهم سفارة اسرائيل، وهذا ثابت في اتفاقية السلام، وتتعطل هذه السفارات في كثيرا من المرات يتم الاعتداء فيها على الشعب الفلسطينيي، ويتم استدعاء سفراء البلدين، أما بقية الدول العربية كالأردن ايضا فهي مشرفة على القدس، والمسجد الأقصى، وعلى حدود إسرائيل، نحن غير راضين بشكل عام عن عزوف الدول الدول العربية عن الاهمام بقضيتنا، والمطلبوب هو حماية الشعب الفلسطيني، ولا نستطيع أن نقول هذا ذهب وهذا لا، إذن المشكلة ليست في من زارها أو لا، إنما القضية أكبر من ذلك، لكنه فعل ذلك لهدف معين ام لصالح القضية، فالسلطة الفلسطينية تقوم باجتماعات مباشرة مع الجانب الاسرائيلي، وهذا الاجتماع المباشر مسجل وفي إطار المفاوضات، لكن يختلف عن ذلك الاجتماع غير المعلن والذي يتم في الخفاء دون معرفة الاعلام عن طبيعته ونجهل أهدافه، ويمكن أن يكون المصريون ومن زار إسرائيل في اطار الجامعة العربية رغم انه لا يوجد رسمي بذلك، وبقية الأمور التي حدثت في الخفاء، فالتاريخ هو الكفيل أن يخرجها للعلن.
إسرائيل إذا أرادت مصادرة أرض، أو قتل او سجن فلسطيني لا تستشير أي دولة، فهي تعمل وفق المنطق الذي تؤمن به، وهي تعمل ما تراه مصلحة لها.
وعلى ما أعتقد، كل الدول العربية مدركة أن الوضع في الشرق الأوسط لا يحتاج إلى المزيد من التأجيج، وربما هؤلاء الذين زاروا اسرائيل لا يريدون الوساطة، بل أرادوا اللقاء المباشر، لكننا لا نعلم ما دار بينهم من حديث، وعن طبيعة هذا الحديث، ونجهل أيضا نواياهم، ولكن ما نطلبه أن تكون اللقاءات في إطار دولي ومجلس الأمن، ولا يكون في إطار شخصي او حزبي منفرد، أعلم أن هناك رسائل أرسلت وأخرى استقبلت خلال اللقاء الذي جمع العربي والاسرائيلي في إطار الزيارة التي برمجت، لكن محتوى وفحوى الرسائل التاريخ كفيل أن يكشف ما تحمله مستقبلا، فالرئيس الفلسطيني الراحل الاب الروحي للقضية الفلسطينية التقى بالاسرائيليين ولكن بقي محافظا، رغم كل الضغوطات على مطالب الشعب الفلسطيني كالأسرى وعودة اللاجئين والمياه والقدس وإقامة الدولة وغيرها من مطالب كل الفلسطينيي.
* ما أثر الصراعات القائمة بين الفصائل الفلسطينية كحركة فتح وحماس على القضية الفلسطينية؟
أسوأ فترة في تاريخ الشعب الفلسطيني هو تاريخ الانقسام، هذا الأخير يعتبر نقطة سوداء في السجل الفلسطيني الأسود، لم أجلس يوما إلى شخصية عربية أو صحفي أو مواطن من العالم العربي إلا ويسألني عن الانقسام، وعن حركتي فتح وحماس، صراحة هذه المسألة ألحقت ضررا من الناحية النفسية للشعب الفلسطيني، قضية الانقسام يمكن وصفها بالمخزية، تمنيت لو كان الانقسام كابوسا واستفقنا منه على حقيقة أفضل منها، موضوع الانقسام هذا أثر سلبا على قضيتنا، اليهود استغلوا هذا التنافر والتناحر وعدم التفاهم بين الحركتين وبقية الفصائل لصالحهم، واشتغلوا عليه لضرب الشعب الفلسطيني في الصميم، قسمونا إلى فصائل، قسمونا في غزة والضفة، وفي القدس، لاجئين ومواطنين ووجود وزارتين وحكومتين لفتوات طويلة، منذ ان بدأ الانقسام قبل إحدى عشر سنة ونحن تحت الحصار.. نحن تشتتنا من يدافع؟؟؟؟
لا أبدا، فالقائد موجود، فقط لا بد من وجود دعم له، ممكن أن تتفق جميع الفصائل وتختار منهم من يقود القضية، أصلا لا يجب أن نفكر في البحث عن القائد، لأن لو فعلنا ذلك نكون كمن يسكب الزيت على النار، ففي ظل الانقسام لا نستطيع أن نفكر، نحن نبحث عمن يتبنى القضية، يكون البحث عن القائد في الانتخابات، ونحن في شهر أكتوبر القادم مقبلون على الانتخابات البلدية، توحيد الصف الفلسطيني يطالب به الرئيس الحالي محمود عباس أبو مازن، لكن ما عساه أن يفعل كما يقال: العين بصيرة واليد قصيرة، حاول ذلك لكن هناك مصالح عند بقية الفصائل الأخرى، وشكل حكومة الوفاق الوطني ترعى مصالح الناس، ريثما يهتدون وتتنازل بقية الفصائل، الآن ليس لصالحنا الاختلاف مع الرئيس فهو العنوان لفلسطين، أبو عمار رحمه الله علمنا الكثير، فهو أب كل الفلسطينيين، صعب تكراره، فطريقة تعامله مع الفصائل، وشخصيته كاريزماتية، وبالتالي لا يمكن استنساخ أبا عمار جديد، وفي نفس الوقت لا يمكننا المطالبة بتغيير الرئيس الحالي أيضا، فهو غير مقبول وغير منطقي، ومحمود عباس ممكن لا يرشح نفسه في الانتخابات القادمة، فالأمور غير واضحة لحد الآن، له العديد من المحاسن، فيكفي أنه يقدم الرواتب لغزة، ويعطي جزءا من ميزانية السلطة إلى غزة، وهناك قوافل دعمها.
* ما المطلوب الآن؟
المطلوب أنه قبل منحي المصاريف والمواد الغذائية، فأنا أريد أن أشعر بكياني، كفلسطيني، كمواطن، فالرئيس الفلسطيني لم يأت إلى غزة لأن الظروف غير مواتية، وسيطرت حركة حماس على القطاع، علما أن وجود الرئيس داخل ارضي دولته مهم جدا لكل فلسطيني، لأنه يعتبر الحضن الدافئ للشعب، ويطلب منه النظر الى الآلاف العاطلين عن العمل، فالأمال المعلقة على الرئيس الفلسطيني كبيرة لانتشال آلاف الناس من الفقر المدقع والبطالة المتزايدة وتشغيل آلاف الخريجين. كل السلطة الفلسطينية، بمن فيها الرئيس، ليس لديهم سلاح لمواجهة إسرائيل، ولا يستطيع الضغط على إسرائيل أكثر من الموجود، وحل السلطة الفلسطينية له تأثير عميق على الكثير من الموظفين الفلسطينيين وغيرها من الهيئات التي تم إنشاؤها خلال انشاء السلطة الفلسطينية عام 1994.
* وماذا عن مصر التي اعتبرت حركة حماس منظمة إرهابية؟
رغم انه قرار من المحكمة، الا ان مصر قامت بدعوة حركة حماس الى مصر محاولة منها لتهيئة الاجواء، وهي نفت مرارا وتكرارا تدخلها بالشأن المصري، الناس هنا بفلسطين تتمنى أن لا يكون خبر مشاركة حماس في أعمال إرهابية داخل مصر صحيح، لأن الأخيرة لنا حدود معها لا نريد المشاكل مع جيراننا، ولا بد من الحفاظ على علاقتنا إلى الأبد، ولا نتمنى أن تكون أي مشاركة ضد مصر من اي جهة فلسطينية كانت.
* ما تعليقك على قضية غلق المعابر وإغراقها بالمياه من قبل السلطة المصرية؟
قضية المعابر الآن من أهم أسباب إغلاقها هو الوضع الصعب الذي تعيشه سيناء، وما يجري من اعمال ارهابية، كما ان هناك اتفاقية وقعت عليه خمس هيئات بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وهي الاتحاد الاوروبي والسلطة الفلسطينية في رام الله، ومصر، وإسرائيل والولايات المتحدةالامريكية، لما جاءت حركة حماس بعد انسحاب اسرائيل انتقدت الاتفاقية وقامت بإلغائها ضمنيا ليبقى الانقسام الفلسطيني احد الأسباب لإغلاق معبر رفح خاصة.
حضرت مؤخرا فعاليات مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، ما تعليقك؟مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي جمع كل العرب، مما يدل على أن الجزائر أكثر اهتماما بالشارع العربي، نريد في الطبعة العاشرة لهذا الحدث الفني العربي أن يسلط الضوء أكثر على الوضع الفلسطيني ضمن الأفلام التي ستشارك في هذا المهرجان، وأن يصب الاهتمام على ماذا يمكن أن تقدمه السينما الفلسطينية، كسلاح في يد الجندي الفلسطيني، وكيف للمخرج والمصور تسليط الضوء على الوضع هناك، وهذا عن فلسطين وشعبها، وحضوري في وهران إضافة نوعية بالنسبة إلي.
* ما المطلوب من العرب اليوم؟ الدول العربية اليوم مطلوب منها أن تحذو حذو الجزائر، على الرغم من أن النموذج الجزائري صعب تكراره، لكن هذا لا يعني أن الشعوب العربية لا تريد تبني القضية الفلسطينية، لكن هي ضحية تضليل من بعض وسائل الإعلام، والشعب الجزائري له تأثير على الحدث، وعلى تغيير الإعلام، ويعمل ما لا يتوقعه محلل، أو مخرج، أو كبير المنجمين، يعمل ما لا يستطيع أن يقوم به أي شعب آخر، الشعب الجزائري له كاريزما معينة، شعب ورث مبادئ ثورته، حب فلسطين في دمه، وهناك أوصاف أخرى تليق بهذا الشعب العظيم، هذه الأمور تربت عليها الجزائر، أتمنى من الشعوب العربية أن تتخذ من الشعب الجزائري قدوة ونموذجا يتتذي به، لأسباب كثيرة، فالقيادة الجزائرية نحن الفلسطنيين نراها من أحسن القيادات في الوطن العربي، لأنها القيادة الوحيدة الملتزمة مع فلسطين، في مستحقاتها السنوية، فهي تدفع دون إرادة سياسية بالمنطقة، والأحزاب السياسية الجزائرية والجمعيات، أي دولة وشعبا مع القضية دون نية أخرى، القيادة منسجمة مع شعبها على نفس الاتجاه تجاه القضية الفلسطينية، اليوم في الجزائر نجد الحكومة، الأحزاب المعارضة، أو غير المعارضة، شيخا كبيرا، عجوزا، طفلا، شبابا، نساء، سكان الجزائر عبر ربوعها، والجالية الجزائرية بالخارج، يحبون فلسطين ومتمسكون بالقضية الفلسطينية.
* هل هناك مشروع كتاب تروي فيه تجربتك الإعلامية؟
نعم فيه مشروع كتاب في الأفق، بعنوان "شاهد على ثلاث حروب" وهي الحرب الإسرائيلية الأولى سنة 2008، و2012 و2016، سأضمنه محاور عديدة حول القضية الفلسطينية، أما الجهة التي تتولى نشره فقد عرضت علي دور نشر جزائرية وفلسطينية.
* نحن على أبواب الدخول الاجتماعي، ما هو النداء الذي سترفعه للجمعيات لمساعدة الأسرة الغزاوية؟
الأسرة والطفل في غزة بحاجة إلى المساعدات العربية، وينتظر الدفع المعنوي قبل المادي، وهو واجب كل عربي تجاه الفلسطيني، نظرا للظروف الرهيبة التي تعيشها الأسرة في غزة من فقر مدقع وبطالة وحصار، منازلهم دهمها الصهيوني، البنية التحية لفلسطين هدمت بفعل الحروب الاسرائيلية وما خلفته من آلاف اليتامى، نشاط الصيد لا يكفي ولا يلبي الطلب، البطالة، يعني الشعب الفلسطيني محاصر، فمن يرفع عنه الحظر. حاورته: نصيرة سيد علي