حافظت أسعار الخضر والفواكه على ارتفاعها منذ بداية السنة لترتفع أكثر خلال الأسبوعين الأخيرين، وهذا بالموازاة مع تواصل تهاطل الأمطار والثلوج بمختلف مناطق الوطن، الأمر الذي فاقم مشكل ضعف تموين أسواق التجزئة وعرقل عمليات جني المحاصيل الفلاحية. ووصلت أسعار أغلب الخضر والفواكه إلى أضعافها منذ دخول السنة الجديدة نتيجة عوامل عديدة زاد من حدتها استغلال بعض التجار والمضاربين الظروف الطبيعية للربح السريع على حساب المواطن البسيط، حيث سجلت أغلب المنتجات ارتفاعا قدره 30 دج في الكيلوغرام الواحد، أي بما يعادل نسبة 20 بالمائة للكيلوغرام الواحد، وهو ما استنكره المستهلكون بشدة خاصة وان الخضر والفواكه كانت قد شهدت زيادات سابقة في أسعارها من طرف التجار قبل نهاية السنة الماضية وبعد بداية السنة الجديدة بحجة الزيادات في أسعار الوقود التي جاءت في قانون المالية لسنة 2017، بالاضافة الى تهافت المستهلكين الجنوني عليها تلك الفترة الذي كان من المنتظر ان يهدأ وتستقر الاسواق حسبما اكده سابقا رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الحاج الطاهر بولنوار في تصريحات سابقة، الذي أشار إلى انخفاض تدريجي في أسعار الخضر والفواكه ستعرفه الأسواق منتصف شهر جانفي الجاري بدخول منتوجات من المناطق الداخلية للوطن، وهو ما لم يشهده المواطن مع ارتفاع موجة البرد وتساقط الثلوج بعديد ولايات الوطن. وفي نفس الصدد أرجع رئيس الاتحادية الوطنية لأسواق الجملة للخضر والفواكه، عاشور مصطفى، في اتصال هاتفي مع "الحوار" الزيادات التي تعرفها اسعار الخضر والفواكه منذ بداية السنة الى سوء الاحوال الجوية وتهاطل الثلوج، الامر الذي عطل عمليات جني المحاصيل الزراعية وجعلها مستحيلة في بعض المناطق التي لم تعرف انقطاعا في تساقط الامطار والثلوج، مشددا ايضا على نقص التموين في اسواق التجزئة نظرا لعزوف الناقلين عن العمل خلال هذه الايام بسبب الانسداد الذي تعرفه الطرقات والذي أدى إلى عزل ولايات بكاملها كولايتي سطيف وقسنطينة، مطمئنا عاشور بعودة الأسعار الى سابق عهدها بمجرد تحسن الاحوال الجوية، داعيا في السياق المواطنين الى اخذ احتياطاتهم في ظروف مماثلة وتخزين الكميات التي يحتاجونها تحسبا لأي طارئ. من جهته كشف رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الحاج الطاهر بولنوار عن تاسيس لجنة مهنية مكلفة بالمساهمة في تموين تجار التجزئة بالسلع والبضائع خلال الاضطرابات الجوية والكوارث الطبيعية بنفس أسعار السوق، أما للحفاظ على استقرار الأسعار فتعتزم الجمعية الشروع في دراسة مقاييس تحديد هوامش الربح لكل المتعاملين الاقتصاديين والتجاريين عبر الإنتاج، الاستيراد، التوزيع، الجملة، والتجزئة. بالمقابل وبعد شروع مصالح وزارة الفلاحة في إخراج مخزونات منتوج البطاطا الى الأسواق التي تعادل 10.000 طن، لا تزال أسعار الأخيرة ملتهبة في الأسواق، ولم تشهد حتى انخفاضا طفيفا عن متوسط 80 دج للكيلوغرام الواحد، وهو ما فتح المجال واسعا أمام المصدر الحقيقي المتلاعب بأسعار الخضر والفواكه.