كشفت دراسة بريطانية حديثة عن ارتفاع معدلات الانتحار بين الجنود البريطانيين، خاصة العائدين من العراق وأفغانستان. وانتهت الدراسة إلى أن الشبان البريطانيين الذين تركوا الخدمة العسكرية أكثر عرضة لقتل أنفسهم بثلاثة أضعاف من الأفراد العاديين أو ممن لا يزالون في الخدمة، وأوضحت الدراسة المنشورة في الدورية الطبية للمكتبة العامة للعلوم أن أعلى احتمالات الانتحار هي بين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 24 عاما وخدموا لفترة قصيرة وكانت رتبهم منخفضة. ونصح الباحثون بضرورة انتباه الأطباء الذين يتعاملون مع المجندين العائدين من أماكن مثل العراق وأفغانستان إلى مؤشرات الإحباط والميل إلى الانتحار، وأوضح الباحثون أن الضغط نتيجة التحول للحياة المدنية أو الخبرات السيئة أثناء الخدمة ربما يلعب دورا أيضا. جاءت هذه النتائج بعد أن اتهم ضابط بالجيش البريطاني ممن يحملون أعلى وسام عسكري الحكومة الأسبوع الماضي بالإخفاق في توفير رعاية كافية للجنود الذين يعانون من مشكلات ذهنية بعد أن عادوا من العراق وأفغانستان، واعتبر جونسون بيهاري الحائز على وسام ''صليب فيكتوريا'' لإنقاذه حياة رفاقه في العراق أن الحكومة لم تبذل ما يكفي لمساعدة الجنود الذين يعانون من ضغط قتالي حاد وإحباط وانهيار عقلي. وأعلن ناف كابور من جامعة مانشستر وزملاؤه أن دراستهم تسلط الضوء على الحاجة لتوفير برامج الوقاية من الانتحار للشباب الذين قد يكونون أكثر عرضة لقتل أنفسهم بعد ترك الخدمة العسكرية. وفي الوقت نفسه أشار الباحثون إلى أن هؤلاء الشباب ربما كانت لديهم مشكلات قبل الانضمام للجيش وأن الخطر المتزايد ربما لا تكون له علاقة بتجربتهم في القوات المسلحة، وكانت دراسة أمريكية أجريت عام ,2007 قد أظهرت أن قدامى المحاربين من الرجال الأميركيين كانوا عرضة للانتحار بما يعادل ضعفي عدد الأشخاص الذين ليست لديهم تجارب عسكرية.