أحيا أمس سكان قرية ثوريرث ميمون المتواجدة بآث يني بولاية تيزي وزو وبالتنسيق مع جمعية "ثالويث" التابعة لبلدية آث يني الذكرى ال29 لرحيل الكاتب والأديب مولود معمري. وتم تسطير برنامج ثري متنوع وهذا بقرية ثوريرث ميمون والتي تعتبر مسقط رأس الأديب والكاتب الغني عن كل تعريف مولود معمري. وقد تم بهذه المناسبة وضع باقة من الزهور على قبره إلى جانب معارض مخصصة لحياته وأعماله مع عرض لفيلم "الربوة المنسية" المقتبس عن روايته الحاملة لنفس العنوان، وللعلم فإن صاحب رائعة الربوة المنسية الراحل مولود معمري ولد في 28 ديسمبر1917 حيث تابع دراسته الأولى قبل انتقاله إلى مدينة الرباط بالمغرب الشقيق وهو في سن الثانية عشرة، ودرس حوالي أربع سنوات قبل أن يواصل الدراسة بالجزائر العاصمة وباريس الفرنسية. كما زاول مهنة التعليم منذ سنة 1947 في المدية، وبعد ذلك في جامعة الجزائر بعد الاستقلال، قبل أن يتولى إدارة مركز الأبحاث الأنتروبولوجية والبحث فيما قبل التاريخ. مولود معمري مشهور بمؤلفاته المكتوبة باللغة الفرنسية، ومن أبرزها رواية الربوة المنسية الصادرة سنة 1952 ورواية نوم العادل وقد صدرت سنة 1955، ورواية الأفيون والعصا ظهرت سنة 1965 ثم رواية العبور الصادرة سنة 1982. بالإضافة إلى مجموعة قصص قصيرة ومسرحيات ودراسات نقدية. ولقيت روايته الأولى بعنوان الربوة المنسية اهتماما كبيرا من طرف الأدباء والنقاد، وتجدر الإشارة أن مولود معمري كان ضليعا في علم اللسانيات حيث قام بجمع مجموعة شعرية للشاعر الجوال سي موح أومحند إلى جانب مجموعة أخرى "ما شاهو طلمشاهو" من الأشعار القديمة وعرف بإسهاماته المعتبرة في الفن الرابع الذي قدم له ثلاثيته الشهيرة "الفهن أو الدليل برقم تسعة" و"الوليمة" و"موت الأزتيك". جدير بالذكر أن الأديب الراحل زاول دراسته إلى غاية سن 11 بمسقط رأسه قبل الانتقال إلى المغرب الأقصى للإقامة عند عمه ليعود بعد أربع سنوات إلى الجزائر للتسجيل بثانوية "بيجو" "الأمير عبد القادر حاليا" بالجزائر العاصمة. وانتقل بعدها للإقامة بباريس "فرنسا" للتحضير لمسابقة الالتحاق بالمدرسة العليا للأساتذة، وبعد انتهاء فترة تجنيد مولود معمري في الحرب العالمية الثانية التي شارك فيها عاد ثانية إلى باريس للمشاركة في مسابقة أخرى لتوظيف الأساتذة في الأدب ليعود بعدها إلى البلاد عام 1947. وتوفي مولود معمري عن عمر يناهز 71 سنة إثر حادث مرور ليلة 25 إلى 26 من فيفري 1989 بضواحي عين الدفلي.