بعد أكثر من أسبوع على انتشاره يواصل مرض "الحصبة" أو "البوحمرون" زحفه نحو مختلف مناطق الوطن مخلفا العشرات من المصابين والوفيات، في وقت أعلنت المصالح الاستشفائية المحلية حالة طوارئ من أجل التكفل بالمرضى من جهة، وتلقيح الكبار والصغار ضد المرض من جهة ثانية. وفي هذا الصدد أجمعت العديد من النقابات الناشطة في مجال الصحة على لسان مسؤوليها ل"الحوار" على ضرورة اتخاذ إجراءات خاصة وعاجلة من أجل الحد من انتشار هذا المرض. هذا وكشف المكلف بالإعلام في وزارة الصحة سليم بلقسام عن إجراء 180 ألف عملية تلقيح ضد البوحمرون، بين ولايتي الوادي وورقلة. فإنه تم التحكم في الوضعية الوبائية، مشيرا إلى أن هذا الأخير يعيش آخر أيامه، وأوضح ذات المصدر أن الحالات المسجلة ببعض الولايات هي حالات معزولة. في حين قال رئيس نقابة الصيادلة الخواص مسعود بلعمبري في حديث مع "الحوار" إن مرض البوحمرون لطالما كان مشكلة أرقت كثيرا الفاعلين في قطاع الصحة وذلك منذ سنوات، مضيفا بالقول أن أحسن وقاية من مرض "البوحمرون" هو التشخيص المبكر من أجل تفادي الأعراض الجانبية الأخرى، بالإضافة إلى الإكثار من حملات التلقيح على كل المستويات خصوصا في المدارس الابتدائية. وبخصوص التشابه بين مختلف الأمراض أكد ذات المتحدث "في هذه الحالة يجب أن يقوم بالتشخيص طبيب مختص وعلى دراية بالمرض لكي لا تختلط عليه الأمور خصوصا وأن الأمر يتعلق بمرض خطير جدا". من جانبه أكد المسؤول الأول على نقابة ممارسي الصحة العمومية إلياس مرابط أن منظمته سعت لجمع كافة المعطيات عن مرض الحصبة أو البوحمرون من خلال التواصل مع وزارة الصحة، مضيفا أن معظم الحالات المرضية التي ظهرت في بداية انتشار المرض كانت متعلقة بالبدو الرحل الذي ساهم عدم استقرارهم في نقل الفيروس. وفي السياق قال مرابط إن وزارة حسبلاوي يجب أن تتخذ إجراءات صحية كعزل المنطقة التي انتشر فيها الوباء والحد من تنقل الأشخاص داخلها، بالإضافة إلى الإكثار من الحملات التحسيسية على مستوى كل الفاعلين في قطاع الصحة وتوعية المواطنين بضرورة احترام شروط النظافة لأن المرض ينتقل عن طريق السعال أو العطس أو اللمس بشكل رهيب. هذا وشدد ذات المتحدث على ضرورة القيام بحملة واسعة للتطعيم خصوصا للمناطق التي مسها مرض البوحمرون. هذا وأفاد رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية خلال حديثه مع "الحوار" أن "البوحمرون" ليس مرضا خطيرا بل مرتبط بالحالة الصحية للشخص المريض خصوصا إذا كان كبيرا في السن أو العكس. بالمقابل أكد رئيس عمادة الأطباء بقاط بركاني في حديث ل"الحوار" على ضرورة وجود إستراتيجية حقيقية ضد الأمراض المعدية والوبائية، مشددا على أن الوقت قد حان من أجل خلق مؤسسة وطنية للوقاية من الأوبئة مهمتها وضع خارطة طريق للحد من انتشار هذه الأمراض الخطيرة كالبوحمرون، وتساءل بركاني قائلا "كيف لنا أن نستورد اللقاحات من الخارج ولا نستهدف المعنيين بها". مولود صياد