وأخيرا نطقت العدالة العراقية القادمة على ظهر الدبابة الأمريكية بحكمها في حق شاتم وقاذف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بسلاح النعل الشامل، الصحفي سندريلا بغداد منتظر الزيدي، حيث وشحت صدره بوسام من ثلاث سنوات سجنا بعد كسر الأضلاع ودق الأطراف طبعا. ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه الجميع حكما بعشرات السنين في حق المعتدي على الحضرة الإلهية لرب البيت الأبيض المتجسد سابقا في شخص المبعوث السماوي جورج والكر بوش، أنصفه غفران الجمهوريين ومنحه عقوبة لا تتعدى الثلاث سنوات في أكثر من دلالة ورمزية. فلملاحظ أن يعتقد أن رمزية الثلاث سنوات، تعود إلى نعلي منتظر، بمعدل سنة لكل حذاء، وسنة للشتيمة التي نال بها المخلوق من بوش واصفا إياه بالكلب غير الأليف، أو ربما بسبب اصطدام النعل الطاهر الزكي بالعلم الأمريكي الموشح بدماء ملايين العراقيين، وهو ما جعل العدالة العراقية وليدة تزاوج الخونة مع الاحتلال تخرج بهذا الحكم، بعد أن صالت وجالت وهي تباهي غيرها بأحكام الإعدام في حق أركان النظام العراقي المطاح به. والحكم القضائي على الصحفي منتظر الزيدي ذكرني بحكاية كانت العراق مسرحا لها أيام الدولة الأموية، تضاهي في مغزاها ما حدث للصحفي العراقي مع اختلاف السياقات والشخوص طبعا بطلتها هند زوج الحجاج التي طلقها بعد أن سمعها تسلي نفسها ببيتين من الشعر تقول فيهما وكأنها تستحضر بغداد ما بعد مارس 2003: وما هند إلا مهرة عربية سليلة أفراس تحللها بغل فإن أنجبت مهرا فلله درها وإن ولدت بغلا فجاء به البغل وكأن نعلي منتظر وشتائمه يضاهون بيتي الشعر المنشدة من قبل زوج الحجاج، واللذين كانا سببا في طلاقها، ويبدو أن رائحة نعلي منتظر الزكية هي من كانت سببا في طلاق بوش والجمهوريين مع البيت الأبيض إلى حين طبعا، فطوبى للنعال والبغال.!!!