ككل سابقيه انتهى عهد جمال ولد عباس من على رأس الأمانة العامة في حزب جبهة التحرير الوطني ، وبدأ عهد جديد يتصدر واجهته معاذ بوشارب الذي دخل التاريخ كأول أمين عام لحزب جبهة التحرير الوطني من جيل الإستقلال ، هذا الأخير سيواجه تحديات صعبة ولعل أبرزها تجاوز الأخطاء والعثرات التي وقع فيها سابقوه خصوصا على مستوى الإطار الداخلي والتنظيمي للحزب و إعادة فرقائه الذين شتتهم الخلافات السابقة ويتعلق الأمر بكل من رئيس ما يسمى بحركة التقويم عبد الكريم عبادة بالإضافة إلى عبد الرحمن بلعياط أو كما يسمى نفسه منسقا للقيادة الموحدة . مهمة رص الصفوف ستكون عسيرة أمام بوشارب الذي سيسعى إلى إعادة استقطاب أعضاء المكتب السياسي السابق الذين اعتبروا قرار تنحيتهم مجحفا وغير قانوني ، وحسب الأخبار المتواردة من بيت الأحرار الستة في حيدرة فإن العديد ممن صنفوا في وقت سابق في جناح المغضوب عليهم قد استبشروا خيرا بمجيء أمين عام شاب لا يحمل عداوة مع أي أحد وهو ما قاله عضو المكتب السياسي السابق حسين خلدون الذي أرسل خلال لقاء تلفزيوني له العديد من الرسائل الإيجابية وفحواها أن الحرس القديم مستعدون لطي صفحة الماضي وبداية عهد جديد . ابن سطيف وفي انتظار الكشف عن إستراتيجيته في تسيير الحزب خصوصا وأن القيادة هذه المرة ستكون جماعية ، يبقى واحد من الرجال الذي صنعوا الحدث في الآونة الأخيرة خصوصا بعد أن أصبح رئيسا للمجلس الشعبي الوطني خلفا للسعيد بوحجة، إلا أن التحديات القادمة التي تنتظره لن تكون سهلة إطلاقا على غرار انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، وهو ينتج عنها من تحالفات، وقبل ذلك إنهاء عملية اختيار ممثلي الحزب في كل الولايات دون أي مشاكل تذكر . ويعتقد جل قياديي وأعضاء اللجنة المركزية في الأفلان أن رسالة " التشبيب والتجديد" بدأت تتجسد وكانت وراء تعينه خلفًا لجمال ولد عباس، كما أن الأمين العام للأفلان يجب أن يكون قوي وفي الواجهة، مثل ما هو حاصل في الأرندي، حيث يعتبر أحمد أويحيى أمينًا عامًا ووزيرا أولًا. مولود صياد