عقدت اول امس ما يعرف بالقيادة الموحدة لحزب جبهة التحرير الوطني، اجتماعين بولايتي تيزي وزو وبومرداس، أشرف عليهما القيادي السابق في الحزب عبد الرحمن بلعياط، منسق ما يسمى بالقيادة الموحدة للحزب، لمناقشة المستجدات السياسية في الحزب والساحة الوطنية عامة لاسيما بعد استقالة الأمين العام السابق عمار سعداني، وخلافته بالأمين العام الجديد جمال ولد عباس، الذي فتح عليه بلعياط النار وقال أنه جاء لينفر أبناء الحزب لا أن يجمعهم. الإجتماعان اللذان شهدا مشاركة نواب وأعضاء في البرلمان ومجالس ولائية وبلدية أفرزا بيانا سياسيا تضمن العديد من النقاط اتجاه المستجدات الجديدة، عبرت القيادة الموحدة فيه عن ارتياحها الواضح وتثمينها واستجابتها المدروسة لموقف ومبادرة " رئيس الحزب الأخ المجاهد عبد العزيز بوتفليقة وهو الموقف التاريخي والمسؤول الذي اتاح تسريح وتحرير منصب الأمانة العامة للجنة المركزية ومنحه للأخ المناضل والمجاهد جمال ولد عباس" –يضيف البيان-، كما سجلت بصفة رسمية أمام المناضلين والساحة السياسية خاصة والرأي العام، تصريح وتقيد والتزام جمال ولد عباس في مهمته الجديدة بتجسيد توصية رئيس الحزب وتطبيق سياسته، واضاف البيان "أنه من المؤكد تظهر سياسة رئيس الحزب أنها تمقت وتشجب وتتبرأ اصلا من التسيب والمجازفة بمواقف الحزب والمغامرة به في تصرفات انفرادية وانفعالية، ملؤها المواربة والريبة وكلها تضرب عرض الحائط سمعة ومكتسبات حزب جبهة التحرير الوطني لأنها داست ولازالت تنتهك تعاليم وقيم ومثل ثورة التحرير وحزب جبهة التحرير الوطني. وركز البيان على نقاط مستعجلة تعد من الأولويات اولها الاستحاقات الانتخابية التشريعية القريبة، وكذا المعالجة الجدرية والعميقة للأوضاع المزرية التي تئن تحتها الهيئات والهياكل القاعدية الولائية والبلدية، وثالثا تجسيد توصيات رئيس الحزب لتحقيق سياسته الهادفة إلى احياء هيئات وهياكل الحزب وتفعيلها، حيث اعلنت القيادة الموحدة استعدادها وتجنيدها وتعبئة مناضليها ومنتخبيها لتسهيل مهمة الاخ الدكتور سي جمال ولد عباس"، كما حيا البيان موقف رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة "الذي انقذ الحزب من انهيار مؤكد وخسارة فادحة أمام مرأى ومسمع شبه قيادة مفترضة وصاغرة تحت غطرسة مهيجة". وفي رده على تصريحات جمال ولد عباس أول أمس بخصوص مسألة عودتهم إلى الحزب أوضح بلعياط في تصريح ل "السلام"، أن ولد عباس طرح سؤالا على نفسه واجاب عليه، وأردف " فمن قال اننا نريد أن نرجع إلى مناصبنا نجيبه هل بسؤال من نزعنا من القسمات، فنحن رفضنا فقط القيادة السابقة لأنها لم تكن شرعية". وحول رفض ولد عباس مسألة الهيئة الانتقالية التي طرحها بلخادم، قال بلعياط "الهيئة الانتقالية كانت مجرد فكرة من بلخادم وليست أمرا"، مضيفا "ان كان ولد عباس يريد ان نعمل مع بعضنا فيجب خلق اطار، فلماذا يخاف من هذا الاطار اذن، لماذا يهرب منه .. ؟، فإن كان ولد عباس عاشقا للرئاسة والقيادة جعلناه هو رئيس هذا الإطار". وتساءل بلعياط ردا على ولد عباس بخصوص العودة إلى القيادة قائلا " من قال لولد عباس أن هناك من يريد أن يكون امينا عاما، انا شخصيا لا أريد، وان كان يقصد بلخادم فهذا الأخير حر في طريقة الرد عليه"، وأضاف متحدثنا "ولد عباس يحلب خارج الطاس عندما يعتقد أننا نريد مناصب"، مضيفا أن كلام ولد عباس لا يجمع وانما ينفر، "الرئيس لم يقل له قل هكذا".