بقلم: الكاتب والباحث في التنمية البشرية: شدري معمر علي القادة العظام الذين دخلوا التاريخ من الأبواب الواسعة هم من وقفوا بجانب شعوبهم وضحوا بكل ما يملكون من أجل الحفاظ على استقرار أوطانهم، إنهم قلة تتسم بروح المسؤولية الأمانة والصدق والجرأة في اتخاذ قرارات مصيرية حاسمة في لحظات زمنية صعبة. ومن هذه القلة التي صنعت المجد وكتبت اسمها بأحرف من نور في سجل الخالدين القائد العسكري العظيم والمجاهد الكبير الفريق قايد صالح، هذا الرجل الذي سخره الله لينقذ الوطن من مخالب عصابة تربصت به منذ سنوات، استولت على خيراته ولم يكفها هذا فأرادت أن تغرقه في بحار الدم والدموع ولكنها وجدت مجاهدا وطنيا مغوارا يقف أمامها ويفكك كل مخططاتها الجهنمية ويتوعد من يمس مواطنا من مواطنيه بسوء فرافق الحراك طوال أشهر ووفر كل الظروف لإجراء انتخابات نزيهة وكان له ذلك فسلم الجزائر لرئيس منتخب دون أن تسيل قطرة دم وما أروع تلك الخاتمة !، يتوج بوسام رفيع وبعد أيام قلائل تفيض روحه إلى بارئها فتخرج الجماهير معزية حزينة وفية لرجل صنع الفارق وهاهي جنازته جنازة شعبية عظيمة تعبر عن مدى حب الشعب له، هذا الشعب العظيم الذي يميز بين الرجال المخلصين وبين الخائنين الذين يحاربون بلدهم من وراء البحار ولم ينالوا إلا الخزي والعار. وكيف لا تبكيك الجماهير وأنت القائد الذي حقق القيادة بالاتزان، والقيادة بالمبادئ؟، وازنت بين الحفاظ على مؤسسات الدولة وبين الحفاظ على سلامة مواطنيك فكنت حكيما، ملهما، فقيها بعقيدة الجيش الشعبي الوطني سليل جيش التحرير الوطني الذي انبثق من الشعب فهو جيش شعبي يقف مع شعبه، عكس ما فعلته بعض القيادات في سنوات الدم الذين واجهوا بالدبابات شعبهم وكانت الحصيلة دخول الجزائر النفق المظلم ففقدت خيرة أبنائها، كل هذا كان يراه القائد الصالح فاختار الانحياز للشعب على حساب طبقة من السياسيين الانتهازيين الذين باعوا ذمتهم لفرنسا فيتحركون عن بعد كلما مست مصالحها، الآن يحق لك أن ترتاح بعد سنوات الكفاح والبناء وهاهو شعبك يبكيك بحرقة، بدموع حارة، وبقلوب مفجوعة، وبعيون زائغة، فنم قرير العين فقد تركت رجالا يحملون المشعل ويضحون من أجل هذا الوطن الغالي فأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يغفر لك ويرحمك عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته، فتحياتي لك أيها القائد الصالح.