وعد محمد السعيد المترشح لرئاسيات أفريل القادم في خامس يوم من انطلاق الحملة الانتخابية بتغيير السلوكات السياسية وإرساء قواعد العمل السياسي ''النظيف'' ودعائمه التي تبني البلاد وتحل مشاكل الشعب، وحسبه فإنه من الضروري أن يسترجع السياسي في الجزائر وطنيته باعتباره أول حجر في أساس بناء مرحلة التغيير. وأضاف المرشح، أمس، لدى توقفه بمداومته بولاية تبسة أقصى شرق الجزائر أمام عدد كبير من المواطنين المتعاطفين مع برنامجه أن الممارسة السياسية الحالية أدت إلى عزوف المواطنين عن الانتخاب ونفورهم من السياسة وعدم الثقة في السياسيين، لذا فإنه سيسعى إلى التغيير في أسلوب ممارسة السياسة وفي مفهومها وفي التعاطي معها. وأعاب محمد السعيد على الممارسة السياسية الحالية وعلى غياب المراقبة في التسيير وصرف الأموال وضعف أداء المؤسسات المنتخبة، إلى جانب غياب الأخلاق في قواعد العمل السياسي وتفاقم الرشوة في جميع الهيئات. وقال إمام جمع من الحاضرين بأن الجزائر بحاجة إلى قيادة ذات مصداقية ولها رؤى سياسية واضحة، مؤكدا أن انتقاده إلى سياسة الحكم الحالي لا يعني ''شخصا بالتحديد'' وأنه لا يشك في''نزاهة ووطنية'' المسؤولين الحاليين. وأكد المترشح للاستحقاقات خلافا لما يقال إنه يوجد في الجزائر كفاءات تستطيع تسيير البلاد غير أن طاقة الإنسان محدودة والتجديد ضروري، وهو -- حسبه -- معنى الانتخابات الحقيقية التي تسمح بإعطاء أوكسجين جديد للتنمية، غير أن انتقاد أوضاع البلاد لا يكفي لإصلاحها حسب محمد السعيد الذي أشار إلى أن انتقاده للممارسات السياسية ''بناء'' لأنه ''يقدم البديل'' ببرنامج التغيير الذي يدعو إليه والذي يقترح حلولا جذرية للمشاكل بدل الحلول الترقيعية. واعترف محمد السعيد أن ''هناك إنجازات تمت لا يمكن إنكارها'' كعودة الأمن والسلم الذي دعا السياسيين إلى ضرورة تعزيزهما، مؤكدا أن الجزائر ليست في حاجة إلى عنف لفظي يغذي العنف المادي خاصة وأنها في مرحلة حاسمة'' من حياتها السياسية ومن تاريخ الديمقراطية، التي تستدعي الأمل وعدم الاستسلام لليأس والعمل من أجل التغيير. ومن جهة أخرى، دعا الشعب الجزائري إلى التصويت وعدم المقاطعة واختيار التغيير إن هم شعروا بالحاجة إلى ذلك، مضيفا بأن المقاطعة لا تجدي ولا تحل المشاكل إنما هي تهرب من المسؤولية، وأن التصويت يبرهن على أن المصوت معني بمصير بلده حتى وإن لم يكن راضيا على الأوضاع. ودعا في نفس السياق الذين لم يقنعهم أي برنامج من البرامج الستة مقترحة التصويت بالورقة البيضاء ليكون ذلك رسالة إلى السياسيين والمحللين الاجتماعيين بأن هناك فئة في المجتمع غير راضية على الوضع، لكن من يقاطع الانتخابات عليه أن لا يحتج غدا على الأوضاع إن لم تتحسن - حسب محمد السعيد--.