الموسم الرابع لغو الصيف بقلم:د/ ساعد ساعد ما إن نودع مقاعد الدراسة، بعد عام طويل ومتعب، حتى تلفحنا حرارة الصيف الحارقة، لكنها فرصتنا نحن الأطفال لنلهو ونلعب في عز الحر، متعة الجري حافيا في الطرق والأودية متعة خاصة، ننفلت من المراقبة والأهل في القيلولة نائمون، كنت مشاغبا مشاكسا لدرجة الجنون، حين أتذكر تلك المشاهد والذكريات القديمة تصيبني الدهشة والرهبة يا إلهي ماذا كنت أفعل، جربت يوما أن أحرق البيت، أجرب كأنها لعبة حين كان أهلي معزومين كادت أن تقع كارثة، قلدت الشنفرة بسهامه القاتله، بحثت عن أفعى أنزع سمها لأضعه في النبال .. جنون.. ولولا ستر الله لأصبت أخي، كنت آتي بالحجارة الحارة في عز أيام الصيف أضعها على إخواني وأخواتي وهم نائمون وأفر هاربا، تتبعني ضربة منهم أو من أمي بأي شيء أمامها، وإن نجوت بقيت هاربا حتى المساء، أدخل متخفيا في حين غفلة، وكل من في البيت ينتظر اللحظة، أسألهم أين القلب الحنون، تعطيني الأمان حتى أتعشى، العشاء مقدس عند أمي حتى تستكمل كل شيء وتتفرغ لنسمات الصيف الهادئة أو هبوب “الشهيلي” الساخن، حاولت استمالتها هذه آخر مرة أمي “منزيدش” إلا ومصلحة ” الدوم” على رأسي وسط فرحة ضحاياي من إخواني وأخواتي، فهذا يمسك يدي والآخر رجلايا، والصغرى تعض أوذناي.. هكذا هي ضريبة المشاغبة، حتى إن عاد الصباح عدت إلى جنوني أفطر على حبات “البخصيص” من بستان مجهول بجنب “البسان” العتي، يقال إنه لشيخ اسمه بغداد، وبعض التوت والتين الهندي بخنجر خشبي أعددته بإحكام من خشب الزيتون حتى عاد كالحديد، نوم الصباح في الصيف يغرى النائمين إلا أنا تجدني … يتبع