تطرق مختصون في التربية وعلم النفس وعلم الاجتماع إلى ضرورة التكفل الفعلي المتعدد الوظائف بالمدمنين على المخدرات، خلال لقاء نظمته مؤسسة محفوظ بوسبسي، أشار المختصون إلى أن مكافحة الإدمان على المخدرات تعد ''مسألة كافة الأطراف الفاعلة'' في المجتمع. وفي هذا الإطار أكدت السيدة نصيرة مراح وهي مختصة في علم الاجتماع وباحثة بجامعة الجزائر العاصمة، أن ''الوضع مقلق وأن الظاهرة خطيرة لأنها تشمل أيضا أطفال في السنة الأولى من التمدرسس. ودعت السيد مراح التي أرجعت هذه الظاهرة إلى عدة عوامل كالأسرة و المدرسة و المجتمع و غيرها إلى مباشرة دراسات حول هذه العوامل سيما اللااستقرار العائلي و السكن و البطالة و العنف في المدرسة و غير ذلك. وأشارت إلى أن غياب الحوار بين الأولياء وأبناءهم يعرض هؤلاء إلى مخاطر الشارع وبالتالي إلى المخدرات. كما أكدت السيدة مراح أن الوقاية والتحسيس بمخاطر الإدمان على المخدرات تعد مسعى هام في استراتيجية مكافحة المخدرات التي تتضمن أيضا جهاز القمع الذي يضمنه الجهاز القضائي وجهاز العلاج الذي تضمنه الخدمات الصحية. ومن جهتها أوضحت الآنسة زهرة بوقاولة وهي مختصة في علم النفس بمصالح الدرك الوطني أنه يتوجب على مصالح الأمن والمجتمع ومؤطري هياكل الشباب و الثقافة و كذا المساجد حماية الشباب من مخاطر الإدمان على المخدرات مشيرة إلى أن ''ذلك يستدعي وضع أعمال منسقة للتحسيس وذلك على المدى الطويل''. وأضافت أن ''التحسيس الجواري يعد الاستراتيجية الجديدة التي يقوم بها الدرك الوطني من خلال مخاطبة الشباب في الشارع وتحسيسهم بمخاطر المخدرات''. كما أشارت المتدخلة الى أن الاستراتيجية التي يعتمدها الدرك الوطني منذ عدة سنوات في مجال مكافحة المخدرات قد دعمت باستراتيجية تقوم على التحسيس الجواري. وفي توضيح لأنواع المخدرات المستهلكة من قبل الشباب أكدت المتدخلة على دور وسائل الإعلام سيما السمعية والبصرية في إنجاح النشاطات التحسيسية. في مداخلة لها تحت عنوان ''المخدرات في الأدب'' أشارت السيدة مونية يمينة شكوش من قسم علم المكتبات والعلوم الوثائقية لجامعة الجزائر، إلى أنه يمكن للطفل من خلال القراءة الاقتداء بشخصيات الكتب التي تساعده على تكوين شخصيته وتسمح له بفهم ما يدور حوله بشكل أفضل''. وبعد أن وصفت الأدب ب ''التربية الدائمة للطفل'' أعربت المتدخلة عن أسفها لغياب الأدب في المدارس. وبهذه المناسبة أعلن المنظمون أن جائزة محفوظ بوسبسي لسنة 2009 كانت من نصيب جمعية ''القارئ الصغير'' من وهران.