ستنظر محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة اليوم في قضية شركاء الملازم الهارب عمار صايفي المعروف بعبد الرزاق البارا لارتكابهم لجناية الانخراط في جماعة إرهابية تنشط في الداخل والخارج والمتاجرة في استيراد أسلحة حربية وكذا اختطاف رعايا أجانب. الشركاء يمثلون أمام المحكمة فيما يغيب الرأس المدبر لكل هذه الأفعال والتي اختلفت الأقاويل حول مصيره بين أن يكون معتقلا، ولايزال التحقيق جاريا حول ما ارتكبه من جرائم أو أن مصيره بات شبيها بمصير حسان حطاب الذي يجهل ليومنا هذا مكان تواجده، خاصة بعد التصريح الأخير لمختار فليون المدير العام لإدارة السجون الذي نفى وجوده بالسجون الجزائرية. البارا تم الحكم عليه غيابيا في إحدى الدورات الجنائية بالمؤبد، وكانت الجزائر قد تسلمته من قبل الحركة التشادية الانفصالية ''من أجل الديمقراطية والعدالة'' بعد مفاوضات عديدة، حيث احتجزته هذه الأخيرة وهو الأمر الذي زرع جو انعدام الثقة داخل صفوف التنظيم الذي كان يضم أزيد من 450 ناشط في صفوف الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وقد أتيحت للبارا الفرصة للظهور على القناة الثانية الفرنسية، حيث خاطب عبر برنامج ''المبعوث الخاص'' المشاهدين في أول مقابلة من نوعها، وذلك في معتقله بتشاد قبل تسلم الجزائر له، يذكر محتجزوه أنهم ألقوا عليه القبض برفقة 14 من أتباعه في الصحراء الجزائرية وقد قاربوا على الهلاك عطشا وبعد يومين وقعوا في شباك نصبه لهم الجيش التشادي، وحسب ما صرح به البارا للقناة الفرنسية فإن أتباعه قتلوا في ذلك الاشتباك 62 جنديا ودمروا أربع سيارات عسكرية بينما فقد 20 من أتباعه الذين كان عددهم يقارب الخمسين، وكان البارا وأتباعه قد قاموا قبلها باحتجاز 34 سائحا أوروبيا، 14منهم من ألمانيا وقد طلبوا من السلطات الألمانية فدية مقابل إطلاق سراح رعاياهم وبعد مفاوضات تم الاتفاق بين الطرفين ليحصل البارا وشركاؤه على مبالغ مالية تفوق الخيال استعملها هذا الأخير في شراء الأسلحة. تجدر الإشارة إلى أن عبد الرزاق البارا كان ملازما بقوات الجيش الوطني وقد فر من هذه الأخيرة ليلتحق بالجماعات الإرهابية، وهو من مواليد عام 1968 بولاية قالمة من أب جزائري وأم فرنسية الأصل.