نفى جيش الاحتلال الأمريكي تصريحات مفوضية حقوق الإنسان، حول استخدم الفوسفور الأبيض في غارة جوية شنها الأسبوع الماضي في أفغانستان وأدت إلى مقتل مدنيين غربي البلاد، كما جددت واشنطن رفضها وقف الغارات الجوية في الوقت الذي جدد فيه الرئيس الأفغاني حامد كرازاي انتقاداته مصحوبة بمظاهرات طلابية في الشارع الأفغاني، وذلك وسط أنباء عن استخدام قنابل الفوسفور الأبيض في الغارات الجوية، وتدمير منازل كوسيلة جديدة في محاربة حركة طالبان. أكد مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جيمس جونز في مقابلة تلفزيونية أن بلاده لن توقف ضرباتها الجوية في أفغانستان تلبية لطلب من الرئيس الأفغاني، مشيرا إلى أن المسؤولين سيعملون على تصحيح ما يمكن تصحيحه ومضاعفة جهودهم لتجنب قتل المدنيين, لكنهم لن يقيدوا القادة العسكريين في تنفيذ ضربات جوية جديدة.بيد أن جونز والفريق ديفد بتراوس قائد القوات الأميركية في المنطقة الوسطى -الذي وعد بإجراء تحقيق بشأن الغارات الأخيرة على ولاية فراه- حمّلا حركة طالبان المسؤولية لاستخدامها المدنيين دروعا بشرية. وقال الفريق بتراوس إنه تحدث مع الرئيس كرزاي بشأن الضربات الجوية، مشددا على أهمية ألا تقوض التحركات التكتيكية الأهداف الإستراتيجية ولفت إلى أنه اختار ضابطا أميركيا برتبة لواء للنظر في مسألة استخدام الضربات الجوية.من جانبه جدد الرئيس كرزاي الاثنين -في تصريحات إعلامية على هامش زيارته إلى ألمانيا- انتقاده لقصف قوات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) العاملة في إطار قوات إيساف لأهداف مدنية في بلاده. وقال كرزاي إن هذه العمليات ''أمر لا ينبغي أن يحدث''، مؤكدا أنه لا يمكن الفوز في ''الحرب على الإرهاب'' عبر قصف قرى في أفغانستان. ونفى الكولونيل جريج جوليان المتحدث باسم القوات الأمريكية نفيا قاطعا استخدام هذه المادة في حادث الأسبوع الماضي، وأضاف أنه لا يستطيع القول بأن ''المتمردين قد استخدموها''. وكان نادر نادري عضو مفوضية حقوق الإنسان في أفغانستان :''الأطباء الذين يعالجون مصابين في الغارة في إقليم بالا بولوك بولاية فرح (غرب أفغانستان) قد ذكروا وجود حروق غريبة يعتقدون أنها قد نجمت عن الإصابة بمادة تشبه الفوسفور الأبيض. واستخدام مادة الفوسفور الأبيض الذي يشتعل فور تعرضه للهواء ويمكن أن يلتصق بالجلد مسببا حروقا شديدة مسموح به قانونيا في ساحة الحرب للإضاءة أو لخلق ستار حاجب من الدخان. غير أن هناك جدلا شديدا ومتواصلا حول استخدام هذه المادة في مناطق مأهولة لإجبار مقاتلي العدو على الخروج من مخابئه. وأثارت هذه المعركة حنقا شديدا بسبب عدد ضحاياها من المدنيين، ودعا الرئيس الأفغاني حامد كرزاي القوات الأمريكية إلى وقف جميع غاراتها الجوية متهما إياها بقتل أكثر من 100 وربما يصل العدد إلى 130 مدنيا.