تعيش شوارع بعض أحياء الجزائر العاصمة خاصة منها المعاقل الشعبية والعتيقة لنادي بلوزداد، منذ أيام حركية نشيطة، خاصة من طرف أنصار '' الحمراء والبيضاء'' الذين لم يتوقفوا عن التفنن في التحضير للموعد الهام والتاريخي الذي سيجري غدا الخميس. فريق ''بلوزداد'' العتيق الذي لم يبق مجرد فريق حي فقط، بل تعدت جماهريته من الحي ''العريق بلكور'' الى ربوع وأقطار أخرى، بامتلاكه قلوب المشجعين والمناصرين الأوفياء من جميع أنحاء الوطن وحتى في ديار الغربة.. جماهير أبهروا بالأداء واللعب الجميل الذي أبدع فيه أجيال من اللاعبين الكبار الذين مروا على النادي، أبوا إلا أن يكونوا مناصرين لهذا الفريق العريق وحملوا ألوانه في القلب، لأنه كان وسيبقى مفخرة لمحبيه ومثالا للعب الجميل والإبداع في عالم الكرة المستديرة. المواجهة الحاسمة المنتظرة أمسية غد، في نهائي كأس الجمهورية ستجمع الفريق العتيق والمتعود أكثر من مرة على نهائيات السيدة الكأس'' شباب بلوزداد''، الذي كتب اسمه من ذهب في تاريخ الكرة الجزائرية وكان ركيزة من ركائزها كيف لا وهو الفريق الذي ضم في صفوفه خيرة اللاعبين الجزائريين على مر العقود سيلتقي في مواجهة قوية وحاسمة بنظيره فريق برج بوعريريج الذي سيشارك لأول مرة في هذه المواجهة. احتفالات ب''الديسك جوكي'' والنسوة يتفنن في خياطة الرايات العملاقة وتحضيرا لمساندة ''بلوزداد'' في هذا الموعد الهام تلونت شوارع الأحياء العاصمية حيث معاقل شباب '' CRB ''، ومحلاتها باللونين الأحمر والأبيض من خلال الألبسة، والرايات والقبعات والمئات المئات من أنواع الإكسسوارات المختلفة سواء الخاصة بالملاعب أو بالسيارات وحتى لعب الأطفال في بعض الأحيان. حيث تفنن الشباب من المناصرين في صناعة أضخم اللافتات بغرض التسويق، بالإضافة إلى الرايات العملاقة المنجزة هنا وهناك التي يتجاوز طول بعضها ال 20 مترا، المصنوعة عن طريق ''الكوتيزاسيون'' أي المساهمة، هذه الرايات الحمراء والبيضاء المعلقة عبر شوارع أحياء المناصرين، تفنن الرسامون والمحبون لفريق شباب بلوزداد بنحت أجمل الشعارات والصورالمختلفة المعبرة عن قوة المساندة التي يوليها هؤلاء الشباب للنادي العريق كل على طريقته، كما شاركت العديد من السيدات الفرحة فأخطن بدورهن رايات ''البلوزداديين'' التي تم تعليقها من عمارة إلى أخرى على طول 10 أمتار أحيانا. والملفت للنظر كذلك هو تزيين أغلب السيارات بالرايات حتى من طرف الذين لم يكونوا لوقت قريب ضمن أنصار فرق كرة القدم، فتأهل فريق بلوزداد لنهائي كأس الجمهورية جعل الجميع يتمنى الفوز الكبير للفريق العتيق الذي سيطر على الكرة الجزائرية لحقبة من الزمن وأحرز 10 ألقاب في ظرف 8 سنوات، كما حطم بذلك جميع الأرقام القياسية وكان ولا زال محل إعجاب وتقدير المتتبعين والمحللين والتاريخ يشهد بذلك. زغاريد قبل الأوان وتحضيرات لغزو مدينة الورود لم يخف عدد من شباب بلدية جسر قسنطينة، أملهم الكبير وحلمهم الواسع في أن يحقق فريقهم الكروي المفضل نجاحا ساحقا هذه السنة، لينال بذلك شرف رفع السيدة الكأس عاليا، وقد أبدى الجميع رغبته الكبيرة في اقتناء تذكرة دخول ملعب البليدة، لحضور ومتابعة المنافسة القوية التي ستجمع بين فريقي شباب بلوزداد ونظيره فريق برج بوعريريج. ولقد اقتنى شباب حي 520 مسكن بجسر قسنطسنة، أو حي ''الحامة'' كما يهوى آخرون تسميته نظرا لقدوم جميع سكان الحي تقريبا من حي ''الحامة'' الأصلي ببلكور، تذاكر الدخول إلى ملعب ''تشاكر'' بالبليدة منذ أيام، وكل مستلزمات الاحتفال بالفوز قد تم كذلك تجهيزها، كما هو الشأن بالنسبة للألعاب النارية ''لا فوميجان'' والأقمصة الحمراء والبيضاء والرايات وحتى الطبول التي ستقرع عليها أنغام فرحة الفوز والنجاح، كما أن النسوة لم تفوتن الفرصة بإطلاق زغاريد ''التفويل'' بالنجاح للفريق العتيق.