تسجل مصالح الطب الشرعي في الجزائر بين 3500 إلى 4000 حالة عنف سنويا بزيادة تقدر ب 20 بالمائة عن السنة الماضية، مع تسجيل تنوع في أساليب العنف والطرق المتبعة في إحداثه. وتشير الأرقام المعلنة إلى التنامي المفرط لاستعمال العنف في المجتمع الجزائري بمختلف مستوياته. أكد الدكتور مصطفي عزالدين، طبيب شرعي من مستشفى بني مسوس، أن مصالح الطبي الشرعي في الجزائر تسجل سنويا بين 3500 إلى 4000 حالة عنف سنويا بزيادة تقدر 20 بالمائة. وذكر المتحدث أن هذه الأرقام تعكس مدى تفشي ظاهرة العنف في المجتمع الجزائري، حيث تصل إلى مصالح الطب الشرعي يوميا عشرات الحالات التي تتنوع درجة إصابتها وتختلف باختلاف الأساليب المستعملة في العنف. وأضاف الدكتور مصطفى أنه ورغم المساعي الحثيثة لوضع حلول للعنف، إلا أن كل ذلك لم يقلل من انتشار العنف في المجتمع الجزائري، وما يصل إلى مصالح الطب الشرعي يوميا هو عينة بسيطة لأن نسبة كثيرة من حالات العنف تبقى في طي الكتمان ولا يصرح بها لاعتبارات عديدة خاصة إذا ما تعلق الأمر بسمعة العائلة. الفياغرا تقتل العشرات في صمت كشفت الدكتور عزالدين مصطفى أن الجزائر سجلت عشرات الوفيات المفاجئة، مؤخرا بسبب تناول الفياغرا في الوقت الذي ترفض العائلات التصريح بأن الضحية يستعمل الحبة الزرقاء لتفادي الفضيحة. وأوضح الدكتور عزالدين مصطفى أن كل حالات الوفيات المسجلة كانت بسبب التناول المفرط لهذا الدواء، حيث أثبتت التحاليل الطبية والتشريح الطبي، أن الضحية أخذ جرعة زائدة من الفياغرا، مما أحدث مضاعفات خطيرة أودت بحياته، بالرغم من أن عائلات الضحايا ترفض الاعتراف بأن المتوفى كان من مستعملي الفياغرا خوفا من الفضيحة، خاصة وأن أغلب الضحايا من كبار السن ويتجاوز معظمهم الستين سنة. مشيرا إلى أن التحاليل تثبت استعمال الفياغرا، كما يمكننا تحديد الكمية المستعملة. وأوضح المتحدث، أن معظم الجزائريين الذين يتناولون ''الفياغرا'' لا يعانون من مشكل ''الضعف الجنسي''، فهم يلجؤون إلى استخدامها فقط كمنشطات وبطريقة عشوائية، في ظل غياب تربية جنسية، كاشفا أن الفياغرا قد لا تنفع عند بعض الرجال، والأخطر من ذلك أن أعراضها الجانبية قد تؤدي إلى الموت، لهذا يجب التأكيد على استشارة الطبيب قبل تناول العقار، وهو الأمر الذي ينطبق أيضا على المصابين ببعض الأمراض مثل الأنيميا الحادة، وقرحة المعدة، وسرطان الدم. وينصح الأطباء بإجراء فحص شامل للتأكد من السلامة الصحية قبل تناول الفياغرا، وأن لا يتناول الشخص أكثر من حبة واحدة في اليوم لخطورة ذلك. وقال المصدر ذاته إن رجلا واحدا من بين كل عشرة رجال يصاب بهذا العجز في فترة من فترات حياتهم والأسباب كثيرة، منها العامل النفسي، إضافة إلى الأسباب العضوية الأخرى مثل مرض السكري وضغط الدم والمشاكل العصبية، مؤكدا أن العجز الجنسي أمر صعب على الرجل، يؤدي إلى مشاكل عائلية بين الزوجين ومتاعب نفسية بالنسبة للرجل. وأضاف الدكتور مصطفى أن الكهول أصبحوا يتلقون الفياغرا كهدايا في أعياد الميلاد قصد إعادة تنشيط الحياة الجنسية، غير أن العواقب تكون وخيمة في ظل غياب الثقافة الجنسية والتهرب من الاستشارة الطبية، باعتبار أن الأمر يبقى من الطابوهات ويعجل بوفاة مستعمليها. تكوين لجنة لتسيير المهنة نوه الدكتور مصطفى عزالدين بضرورة إعادة النظر في العلاقة بين الطبيب الشرعي والقاضي وإنهاء القطيعة بينهما، من خلال إجراء لقاءات دورية تجمع العدالة بالطب الشرعي، فالطبيب الشرعي بحاجة إلى التقرب من القاضي. وذكر الدكتور مصطفى أن مصالح الطب الشرعي تشرع حاليا في تكوين لجنة مهمتها إعداد قوانين تسير مهنة الطبيب الشرعي، خاصة وأن هذه المهن تعرف بعض المشاكل والنقائص في الجزائر. وحول هذه النقطة بالذات دعا الدكتور مصطفى وزارة العدل إلى المشاركة في تحديث مهنة الطب الشرعي في الجزائر وإمدادها بالوسائل الضرورية لاستكمال عملها خاصة فيما تعلق بتحديد أسباب الوفاة، بما أن عملنا في الأساس متصل بهذه الوزارة. كما شدد الدكتور على ضرورة تأكد الأطباء من وفاة المريض بصورة طبيعية قبل تحويله إلينا، فحالة من بين ثلاثة يتم إرسالها إلينينا تكون وفاتها طبيعية على عكس التقرير الذي يرفقه الطبيب مع الجثة.