عرفت المشاركة العربية في الطبعة ال 41 لصالون الجزائر الدولي ارتفاعا طفيفا مقارنة مع الطبعات السابقة، حيث نجحت الجزائر في جعل هذه التظاهرة التقليدية فضاءا لاستقطاب رؤوس الاموال العربية وتوظيفها خدمة للتعاون الاقتصادي المشترك، وضمانا لتمويل مشاريع التنمية الكبرى، فيما احتلت دول المغرب العربي خاصة تونس ليبيا والمغرب صدارة الدول العربية من حيث حجم ونوعية المشاركة في الصالون. ------------------------------------------------------------------------ فرص واعدة للتعاون المغاربي ------------------------------------------------------------------------ اضحت تونس خلال هذه الطبعة من أكبر العارضين العرب، بما يزيد عن 45 مؤسسة اقتصادية موزعة على مساحة اجمالية فاقت 966 متر مربع، عرضت منتوجاتها في العديد من القطاعات الصناعية والخدماتية المختلفة، التي استطاعت على مدار أسبوع من العرض جلب العديد من المستثمرين الوطنيين رغبة منهم في مد جسور التعاون الاقتصادي وتعزيز التواجد التونسيبالجزائر. واحتل قطاع السياحة قائمة الاولويات التي عكف العارضون على بحثها مع نظرائهم التونسيون -حسبما أكده القائمون على الجناح التونسي- نظرا للتدفق السياحي المعتبر بين البلدين والذي يعرف وتيرة نمو متسارعة في مثل هذا الوقت من السنة، ومن المنتظر أن تتمخض هذه اللقاءات عن توقيع عديد الاتفاقيات المشتركة لتعزيز فرص العمل بين البلدين، خاصة وأن المبادلات التجارية ين الجزائروتونس تعرف تحسنا ملحوظا باعتبار الجزائر ثاني شريك تجاري لتونس بحجم مبادلات اجمالية فاقت 751 مليون دينار تونسي العام ,2007 مقابل حضور قوي للمؤسسات التونسية الناشطة في الجزائر تعدى 40 مؤسسة مصدرة إلى الجزائر خلال نفس الفترة. من جهة أخرى، عرفت المملكة المغربية خلال الطبعة الحالية حضورا قويا ارتكز على الصناعات الغذائية والتقليدية ب 27 مؤسسة، تتربع على مساحة 720 متر مربع بالنظر إلى أهمية هذين القطاعين في الموارد المالية للمملكة، حيث أوضح طاهر عميار من دار الصانع المغربي أن أكثر من ربع السكان في المغرب يعيشون من نشاطات الصناعة التقليدية التي تفوق صادراتها 70 مليون أورو سنويا، مؤكدا رغبة رجال الأعمال المغاربة في ابرام صفقات مع نظرائهم بالجزائر نظرا للتسهيلات المتوفرة للمتعاملين الاقتصاديين في كلا البلدين، كما عبّر رئيس الوفد المغربي عن رغبة الشركات العارضة في فتح فروع ووكالات بالجزائر. وعن المشاركة الليبية في الصالون، أوضح المشرف على الوفد في حديث مع ''الحوار'' أنها عرفت مشاركة 27 عارضا، شملت العديد من المجالات على غرار الكهربائيات، الطلاء والبلاستيك، خاصة بعد تحصل المشاركين في الطبعات السابقة على الكثير من الصفقات مع نظرائهم بالجزائر. ------------------------------------------------------------------------ المشارقة من أهم المتعاملين في الطبعة ------------------------------------------------------------------------ عرفت مشاركة دول المشرق العربي في صالون الجزائر الدولي حضورا نوعيا، دعمه مساهمة العديد من الشركات العربية في انجاز المشاريع الاستثمارية الكبرى، حيث شاركت مصر بما يقارب 34 شركة في مختلف القطاعات، من الحديد والصلب، السيراميك، الصناعات الكيماوية، الأجهزة الكهربائية، إضافة إلى النسيج وغيرها. وتمكنت الشركات المصرية خلال الطبعات السابقة من تحقيق صفقات في السوق الوطنية على غرار ''الشركة الهندسية المصرية'' التي أبرمت اتفاقيات بقيمة 250 ألف دولار، وشركة ''إخوان رزق'' بقيمة 5ر2 مليون دولار، كما تطمح العديد من المؤسسات إلى التوسع أكثر من خلال المعرض. من جهتها ارتفعت نسبة المشاركة الأردنية في الدورة الحالية لتصل إلى 30 مؤسسة مقابل 20 العام الماضي، تتقدمها الصناعات الكيماوية والطبية والخدمات الهندسية، في الوقت الذي أبدى فيه المتعاملون الاردنيون رغبة كبيرة في زيادة حجم التبادل التجاري وبناء علاقات اقتصادية متينة.