دعا المشاركون في الملتقى الوطني حول موضوع ''العنف بين الثقافة والمؤسسات'' أول أمس بوهران إلى تمكين الفاعلين داخل الفضاء الجامعي من الحوار والتبادل الهادف للتقليل من ظاهرة العنف. كما أوصى المشاركون في ختام هذا اللقاء المنظم بمجمع ''مراد سليم طالب'' بجامعة وهران بمبادرة من قسم علم الاجتماع إلى ربط المؤسسات التعليمية الجامعية بمؤسسات المجتمع الأخرى ولفت انتباه الهيآت المعنية بأهمية وخطورة الظاهرة، وكذا إعادة تفعيل الميثاق الجامعي وتخصيص قسم هام منه لرد الاعتبار للحرم الجامعي. ولمساهمة الجامعة بفعالية في معالجة ظاهرة العنف اقترح فتح مشاريع ودراسات عليا في العلوم الاجتماعية لرصد كل مظاهر العنف بأشكالها وأنواعها وتشجيع دعم البحوث الميدانية الجارية حول هذه الظاهرة. وقد تميزت مداخلات اليوم الأخير من هذا اللقاء المنظم بالتعاون مع مركز الرائد للتنمية البشرية كمؤسسة من المجتمع المدني بتناول الجانب الميداني والكمي للظاهرة في مختلف الفضاءات والمواقع من العائلة والجامعة والمدينة ومؤسسات التنشئة الاجتماعية والموروث الثقافي والديني. وفي هذا الإطار قدم الأستاذ بوزيدي الهواري من جامعة وهران دراسة ميدانية أنجزها هذه السنة حول تمثلات طلبة الجامعة التي ينتمي إليها لظاهرة العنف داخل الحرم الجامعي. ولاحظ الأستاذ من خلال هذه الدراسة التي تمت على شكل مقابلات أن ''الطلبة صاروا يستحسنون ظاهرة العنف ويعتبرونها شكلا من أشكال التعبير في ظل انسداد قنوات وسبل الحوار بين الأستاذ والطلبة وبينهم وبين الإدارة''. وأشار المحاضر إلى أن الدراسة خلصت إلى العنف في الحرم الجامعي يعود إلى عوامل عدة منها ''التنظيمات الطلابية كمحرك للعنف وغياب الحوار بين الفاعلين الجامعيين وضعف الأمن الوقائي الجامعي الذي يكون أحيانا وراء إثارة العنف''.