بعد خمسة أيام من المحاكمة، وبعد الانتهاء من استجواب جميع المتهمين المتابعين بالاختلاس والمشاركة فيه، جاء دور العقل المدبر والمتهم الرئيسي في القضية رجل الأعمال والملياردير عبد الرحمان عاشور الذي مثل أمام محكمة سيدي أمحمد وهو في حالة غضب واسعة، عكس ما مثل عليه في قضية التقرير المزور الذي تأخر بسببه تسليمه من السلطات المغربية إلى الجزائر، حيث رد على الاتهامات الموجهة إليه بتحميل البنك الوطني الجزائري وجميع إطاراته المسؤولية، أين اتهمهم باختلاق قضية الإختلاس الذي سماه ''اختلاس وهمي'' بحجة أنهم تعمدوا ذلك لتغطية الثغرة المالية التي أقدم عليها مسئولو البنك والتي وصلت إلى 4 آلاف مليار سنتيم حدثت في سنة .1997 الرئيس:عبد الرحمان عاشور رياض عاشور:نعم أظن أنك سمعت من خلال استجواب جميع المتهمين في القضية أنك متهم بالنصب والاحتيال، والمشاركة في الإختلاس وتكوين جمعية أشرار، ماذا تقول في الاتهام الموجه إليك؟ سيدي الرئيس، سادتي المستشارين والمحلفين، سيدي النائب العام أنا لم أقدم على الإختلاس المتهم به والمسؤولية مسؤولية البنك؟ الشركات التي أسستها موجودة فعلا أم وهمية؟ موجودة ونشاطها قائم يجري مواجهة بينه وبين المتهم ''زدام محمد أمين'' الذي شاركه في إنشاء شركة ''الورق''، وسأله إن أسساها معا فأجاب بنعم، وهنا ذكّر الرئيس المتهم أنه نفى ذلك أثناء استجوابه ليأمره بعد ذلك بالجلوس. الرئيس يعود إلى عاشور: وماتفسيرك للمبالغ المختلسة؟ هذه ليست مسؤوليتي أنا كنت أسحب المال من البنك بواسطة شيكات بها مبالغ، ولم تواجهني مشاكل وكانت المبالغ تسلم لي بطريقة عادية. كنت تقدم الشيكات فتسلم لك الأموال قبل وصول ''الإشعار بالمصير''من البنوك الأخرى ما رأيك في هذا؟ لا علم لي بهذا، أنا كنت أسحب الأموال بشكل عادي. المتهمون الذين سبقوك في المثول أمام المحكمة شركاء أم يعملون عندك؟ كل حسب مهامه. مثلا عيلوش رابح؟ رابح كان شريكي في بعض الشركات وماذا عن الوثائق التي وجدت في مكتبك الخاص بموظفي البنوك والتي تخص بن دحمان وبلميلود؟ بالنسبة للأول ساعدته في الحصول على التأشيرة، أما الثاني فساعدته في إيداع ملف أحد معارفه. حدثنا عن أملاكك اشتريت منزلا للعائلة يقاطعه الرئيس كتبته على زوجتك؟ لا أملاك زوجتي منحها إياها والدها لأنه كان ثريا. لماذا هربت إلى المغرب؟ الحكاية قلتها في مجلس قضاء العاصمة، وأعيدها اليوم أنا خفت من دخول السجن بعدما تلقيت مكالمة هاتفية من مجهول يخبرني فيها أنه سيتم الحكم علي بثلاث سنوات سجنا من محكمة الشراقة، وتبين لي بعدها أنها خدعة. كانت لك مشاكل مع البنوك من قبل؟ لم يكن لي مشاكل باستثناء قضية قرض بقيمة 65 مليار وسددته في 2003 ماردك على 1965 شيك بدون رصيد التي اختلست بها الأموال؟ ؟سيدي الرئيس كل شيكاتي كانت تحمل مبالغ مالية أين ذهبت أموال مصنع المغرب الذي بعته؟ اشتريت سيارة من نوع ''توارق'' إذا ماتفسيرك لعملية الإختلاس؟ سيدي الرئيس كل المسؤولية على البنك وإطاراته، وأنا أؤكد أن الإختلاس الذي يتحدثون عنه وهمي، وأنا كنت سببا لتغطية الثغرة المالية التي تجاوزت 4 آلاف مليار في .1997 يتدخل دفاع الطرف المدني اشتريت أملاك الرئيس الراحل بوضياف في المغرب؟ لم أشتري أملاكه ورحمه الله وغيرها من الأسئلة التي أنكر في أجوبتها عاشور معرفته برؤساء البنوك، وأضاف في نهاية استجوابه أنه يحمل حملا ثقيلا على أكتافه، ومن حقه الدفاع عن نفسه، وأكد في الأخير أنه كان يسعى لبناء الوطن، والدليل أنه لم يقدم على تهريب الأموال إلى الخارج، ولو كان ينوي ذلك لباع جميع أملاكه وغادر الوطن وترك معظم مشاريعه قائمة وعلى رأسها محجرة البرواقية، التي تعد مشروعا ضخما توقف بسبب القضية. تضمنت الفترة المسائية لليوم الرابع من المحاكمة والفترة الصباجية من اليوم الخامس لاستجواب المتهمين الضالعين في فضيحة 32000 مليار باستجواب كل من السكرتيرة (ميراربي حسيبة) و(لواطي مليكة) زوجة شريك عاشور، والمتهم عيلوش رابح، بالإضافة إلى صهري عاشور كل من (ستوف جمال)، و(ستوف بغداد). حسيبة ميراربي: أنا طالبة بجامعة باب الزوار ولست منظفة أفادت المتهمة (ميراربي حسيبة) هذه الأخيرة التي أسالت الكثير من الحبر في الأيام الأولى من المحاكمة، بعد التصريحات التي أدلى بها سائق المتهم عيلوش رابح على أنها صديقة هذا الأخير، وأنها تحولت من منظفة إلى سكرتيرة، حيث دافعت عن نفسها أمام المحكمة بشراسة، أين مثلت وهي في حالة من الغضب أين أكدت للمحكمة أنها بمستوى الثانية جامعي، حيث كانت تدرس في قسم بيولوجيا بباب الزوار، وأنها لم تكن يوما منظفة. كما نفت أن تكون قد توجهت يوما إلى البنك لسحب الأموال، كما ذكرت أنها كانت حقيقة سكرتيرة عيلوش وكانت تتقاضى أجرة شهرية بقيمة 3 ملايين ونصف في الشهر، وأنها توجهت إلى المغرب بغرض العمل حيث سافرت بين 5 و6 مرات وكان ذلك على حساب الشركة، وأنكرت كل ما نسب إليها سابقا من تهم، وبمعرفتها بالمتهمة (عقيلة مزغراني) المديرة بالنيابة بوكالة بوزريعة التابعة للبنك الوطني الجزائري، وترددها على فندق الشيراطون. لواطي مليكة:لا أملك حتى غسالة للملابس فكيف أختلس الملايير؟ المتهمة هي زوجة المتهم (عيلوش رابح) كانت متابعة بالمشاركة في الاختلاس، حيث أثبتت التحقيقات أنها شريكة في ''شركة النقل الأزرق'' التي كانت متابعة بها زوجة عاشور، حيث نفت التهمة جملة وتفصيلا، وذكرت نفس الأسباب التي تحججت بها زوجة عاشور في محاكمة سابقة، وهو أن الهدف من دخولها في هذه الشركة هو بهدف حصولها على التأشيرة، للعلاج لأنها كانت مصابة على مستوى العين. وذكرت أنها لا تملك أي رصيد، وأنها امرأة ماكثة بالبيت تغسل ملابسها بيدها وليس لها حتى غسالة،. وعن سفرها إلى المغرب ردت أنها لحقت بزوجها، وذكرت أن زوجها كان يعمل مع عاشور في المغرب في صناعة الورق، وأنه نزيه، فهي زوجته منذ 23 سنة وأنجبت منه ثلاثة أبناء، ولم يكن له يوما مشكل مع العدالة. ستوف جمال: سافرت إلى المغرب للعمل المتهم صهر لعاشور عبد الرحمان، كان شريكه في شركة لصنع الورق، نفى لدى مثوله أمام المحكمة التهم المنسوبة إليه وحصوله على جزء من المبلغ المختلس، وذكر أنه أسس الشركة مع عاشور في ,1992 وكان هو المسؤول عنها، بعدها شاركته في شركة ''أورل كارتوني أفريكان'' في سنة ,1994 وكان مسيرها عبد الرحمان عاشور دائما، أما أنا فعندي حساب شخصي عادي مثل بقية الناس، لكن ليس بالمبالغ الضخمة التي اتهمت بها. ونفى علاقته بالبنوك وبالوكالات المتابع فيها موظفوها في القضية، كما تحدث عن عمله مع عيلوش في الشركة التي كانت ملك عاشور. أما عن سفره إلى المغرب، فقد ذكر أنه ذهب من أجل العمل بعدما استدعاه صهره عاشور من أجل العمل إلى أن أصدر بحقي الأمر بالقبض الدولي، وسلمتني السلطات المغربية إلى السلطات الجزائرية. أما المتهم (ستوف بغداد) الذي كان في حالة فرار، وسلم نفسه قبل المحاكمة بأيام قليلة، فقد برر سبب هروبه بالخوف، خاصة عندما سمع بأن شقيقه جمال قد تم القبض عليه، ونفى تهمة الاختلاس، في حين واجهه الرئيس باختلاسه ل 19مليارو900 مليون سنتيم، إثر مشاركته في شركة عاشور الوهمية ''النقل الأزرق''. عيلوش رابح: أستاذ جامعي تحول إلى شريك عاشور ينهب معه الملايير طيلة محاكمة المتهم كان ينفي في كل مرة علاقته بالأموال المختلسة، وذكر أنه لا علاقة له بما يحدث في الحسابات، لأن مهمته كانت تكمن في الجانب التقني، خاصة فيما يخص إصلاح الآلات أما الجانب المالي والإداري، فكان من اختصاص عاشور عبد الرحمان، وما عليكم إلا سؤاله عن كل هذا، فهو الوحيد الذي بإمكانه أن يجيب هيئة المحكمة عن مصدر الأموال التي تبين أنها مختلسة. وعن أملاكه التي سجلها كلها باسم زوجته، ذكر المتهم أنه منذ تزوجها وهو يسجل كل ما يتحصل عليه بإسمها، خاصة وأنها تعاني من إصابة في عينها وأكد على ما صرحت به بخصوص ولوجها شركة ''النقل الأزرق'' من أجل الحصول على التأشيرة، وأنه لم يعد يملك شيئا فحتى سيارته من نوع 206 حجزتها الشرطة عندها، وكل ما ادخره صرفه أبنائه خلال 3 سنوات التي كان فيها في السجن. وعن الاختلاس الذي حدث من خلال شركة ''نتاسين'' الذي كان شريكا فيها مع عاشور، والمختصة في صناعة الإسمنت، وصل الاختلاس بها إلى 900 مليار نفى عيلوش التهمة، وصرح أنه لم يكن على علم بالجانب المادي، وعن العتاد الذي تستخدمه الشركة في عملها، ذكر المتهم أن العتاد المستعمل هو مستأجر، وهنا تدخل النائب العام وتساءل عن الأسباب التي تؤدي بشركة رأس مالها 30 مليار أن تستأجر العتاد لإنجاز مشاريعها، وخلص النائب العام إلى أن الشركة وهمية خاصة عندما تحدث المتهم عن الشاحنات المستعملة في نقل الإسمنت، وهي غير موجودة أصلا. كما تبين من خلال استجواب هذا الأخير، أنه أسس مع عاشور أيضا شركة ''رودروم'' التي صرح أنه متخصصة في صناعة الأفلام، إلا أنه تبين من خلال المعطيات الأولية عنها أنها وهمية.