أفادت صحيفة الغارديان الصادرة أمس الأربعاء أن رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير وخلفه غوردون براون يواجهان الاستجواب بصورة علنية عن دورهما في المرحلة التي سبقت غزو العراق من قبل لجنة التحقيق المستقلة التي أعلن الأخير تشكيلها الأسبوع الماضي للتحقيق في حرب العراق.وقالت الصحيفة إن رئيس لجنة التحقيق جون تشيلكوت أقر بأن جميع الشهود سيتم استدعاؤهم لتقديم شهاداتهم بصورة علنية في خطوة تمثل نكسة لبراون والذي كان يأمل بأن تجري جلسات التحقيق حول حرب العراق بشكل سري. وأضافت أن هذا القرار مهّد الطريق أمام إمكانية استدعاء بلير وبراون لاستجوابهما من قبل لجنة التحقيق عن الأدوار التي لعباها خلال مرحلة الإعداد لغزو العراق، ويسبق النقاش الذي سيجريه مجلس العموم ''البرلمان'' حول التحقيق اليوم الخميس. وأشارت إلى أن الكشف عن قرار استدعاء بلير وبراون أمام لجنة التحقيق كشف عنه نك كليغ زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار المعارض بعد اللقاء الذي عقده مع تشيلكوت رئيس لجنة التحقيق. ونسبت إلى كليغ قوله في رسالة وجهها إلى رئيس لجنة التحقيق حول حرب العراق ''سررنا لرؤية التقدم الذي حصل منذ أن حدد رئيس الوزراء الأسبوع الماضي الموقع الأولي لعملية التحقيق والتأكيد على أنكم ستسعون إلى استدعاء بلير وغيره من كبار المسؤولين في حكومته وقتها لتقديم أدلتهم بصورة علنية". وقالت الغارديان إن مصادر رسمية أكدت أن حكومة براون ستتعاون بشكل كامل مع تحقيق حرب العراق. وكان براون أعلن الأسبوع الماضي أمام مجلس العموم ''البرلمان'' تشكيل لجنة مكونة من خمسة أعضاء لإجراء تحقيق حول حرب العراق قال إنه سيكون مستقلاً ويغطي الفترة من صيف العام 2001 وحتى نهاية جويلية من العام الحالي، وأشار إلى أن اللجنة ستتمتع بمداخل إلى جميع المعلومات الحكومية ومن ضمنها الوثائق السرية ذات الصلة بحرب العراق وصلاحيات تخوّلها استدعاء أي شاهد بريطاني للمثول أمامها وتستمع إلى الأدلة وراء أبواب موصدة لاعتبارات تتعلق بالأمن القومي. من جهة أخرى اعترف قائد الجيش البريطاني الجنرال ريتشارد دانات أن بلاده أضاعت فرصة ترسيخ الاستقرار في العراق بسبب عدم احتفاظها بقوات كافية على الأرض ونقل تركيزها إلى أفغانستان. وقال دانات الذي سيتقاعد من منصبه قبل نهاية العام الحالي: '' القوات متعددة الجنسيات فشلت في اتخاذ قرار حاسم ومبكر لمنع بروز الميليشيات الشيعية في العراق''. وأضاف دانات في كلمة له أمام المعهد الملكي للدراسات الأمنية والدفاعية في لندن: ''إن أحد الدروس المستقاة من حرب العراق كان الحاجة إلى تحقيق نتائج حازمة في مرحلة مبكرة مثل معالجة الوضع الأمني وتطوير قدرات قوات الأمن العراقية''. وأقر الجنرال البريطاني بأن قوات التحالف ''فشلت في ضمان امتلاكها لقوات إضافية على الأرض والتوجه إلى زيادة عددها حين يستدعي الموقف ذلك وارتكبت أخطاء في تجنيد وتدريب قوات الأمن العراقية وسارعت إلى نشرها قبل أن تكون جاهزة للمشاركة في العمليات العسكرية".